في ساحة الإرادة.. المبدعون قالوا «لا» لمنع الكتب
نظم مجموعة من المبدعين والمثقفين والنشطاء والقراء وقفة احتجاجية أمس بساحة الإرادة ضد الرقابة ومنع الكتب، المحتجون وجهوا رسالة حاسمة للحكومة: «كفى.. لقد طفح الكيل»، وطالبوا بوقف تعسف الرقابة، القبس كانت هناك والتقت مجموعة من المحتجين.
في البداية تقول الكاتبة ميس العثمان جئنا اليوم لنوجه رسالة للقيادة السياسة، لأننا لم نعد نثق بنواب الأمة، نحن منذ 2007 ننادي بوقف تعسف الرقابة، وكان يتضامن معنا مجموعة من نواب الأمة، لكنهم للأسف طوال هذه السنوات لم يحركوا ساكنا.
لذا نوجه الرسالة اليوم، نريد عودة الكويت التي كانت الرائدة في مجال الثقافة والحريات والإصدارات الثقافية التي دخلت كل بيت عربي، نتساءل اليوم ما موقع الثقافة في رؤية الكويت 2035، الكويت ليس مجموعة أسواق ومولات فقط، وإنما أيضا ثقافة وكتاب وحريات، لذا نقول كفى للرقابة ومنع الكتب.
من التشدد إلى التعسف
بدوره، قال عضو «التيار التقدمي الكويتي» الكاتب أحمد الديين هذا التجمع الرمزي الاحتجاجي يأتي تعبيرا عن التعسف في الرقابة على الكتب، الرقابة كانت موجودة منذ سنوات طويلة في الكويت، لكن الأمر تطور وأصبحنا ليس فقط أمام تشدد في المعايير الرقابية، وإنما هناك تعسف لا تخطئه العين، عندما يتم منع كتب كانت مجازة لسنوات طويلة فهذا هو التعسف بعينه.
ثم ان هذه الكتب التي يتم منعها في الكويت يتم السماح بها في معارض الكتب بالدول القريبة منها، وهو ما يثير التعجب، بالطبع يجب ألا نفصل الرقابة عن الكتب عن موضوع القوانين المقيدة للحريات، وهناك قوى ظلامية داخل المجتمع تريد التضييق على الحريات، وهو أمر لم يعد يمكن السكوت عليه، لأن في النهاية القضية لا تهم المثقفين فقط، وإنما جزء كبير من المجتمع وهم القراء.
ردة لإعادة الكويت إلى الوراء
الكاتب عقيل عيدان أشار إلى أننا على المحك، فالأمر لا يتعلق بمنع هذا الكتاب أو ذاك، الأمر يتعلق بسمعة الكويت، لقد كانت الثقافة هي القوة الناعمة للكويت، الآن أكثر الدول المعروفة بتحجرها تسمح للكتاب بينما يمنع في الكويت، هذا أمر لا يعقل أن يكون في الكويت، ومن المعيب أن يكون هناك رقابة على الفكر ومنع الكتب في عصر لم تعد فيه الرقابة مجدية في عصر الفضاءات المفتوحة.
وقال عقيل «نحن اليوم نوجه رسالة للحكومة ولأعضاء مجلس الأمة لكي يتحركوا من أجل سمعة الكويت ومن أجل مصلحة الناس الذين هم في النهاية القراء وليس فقط المثقفين والمبدعين، وسواء وصلت الرسالة أم لن تصل فيجب أن نحتج لأن ثمة ردة تريد إعادة الكويت إلى الوراء».
الاحتجاج سيستمر
الأستاذة في كلية الحقوق بجامعة الكويت د. فاطمة مطر أكدت أن المثقفين لن يسكتوا بعد اليوم، وسوف تستمر الاحتجاجات حتى تلغي الرقابة على الكتب، وقالت مطر ان مجموعة من المثقفين التقوا وزير الإعلام الذي اعطانا مجموعة من الوعود تتعلق بمطالبنا بأن تكون الرقابة لاحقة وتعديل بعض مواد قانون المطبوعات واستبدال أعضاء لجنة الرقابة بمجموعة من المبدعين، نحن بهذه الوقفة نريد توعية المجتمع بأن منع الكتب يمسه ويمس الأجيال القادمة، خاصة أن البعض يعتبر أن منع الرقابة على الكتب يعني الفوضى.
الرقابة لاحقة
الروائية بثينة العيسي أكدت أن هذا الحراك الثقافي في ساحة الإرادة يعني أن هناك أملا، هذا الاحتجاج يوجه رسالة لمتخذ القرار سواء الحكومة أو المجلس أنه يكفي هذا العبث، نطالب بحرية الكتاب وإعادة الأمور إلى نصابها، بعد كشف التقارير المتعلقة بمنع الكتب هذه الوقفة تعتبر أمرا طبيعيا، نطالب بان تكون الرقابة لاحقة اسوة بالصحافة، كما نطالب بتعديل مادة 21 المتعلقة ببند المحظورات بحيث نتجنب هذا التعسف في المستقبل وإعادة النظر في قانون المرئي والمسموع وكل ما يتقاطع مع حرية الرأي والتعبير.
قانون يعيد صورة الكويت
وأخيرا يقول الكاتب والناشر خالد النصرالله ان التقارير التي تم نشرها مؤخرا عن مبررات منع الكتب كشفت التعسف والأسباب الكارثية لمنع الكتب، نحن لسنا اقل من الدول المحيطة بنا بحيث تسمح بالكتب التي تمنع في الكويت، هذه الوقفة جاءت بعد أن وصل تعسف الرقابة في منع الكتب إلى حد غير مسبوق، واعتقد أنه حان الوقت للتنسيق بين مجلس الأمة والحكومة لإصدار قانون يقضي على هذا التعسف ويرضي الجميع ويعيد صورة الكويت المشرقة كبلد للإبداع والحريات.
المصدر:
القبس