ا. د. بهيجة بهبهاني تكتب: التعامل الحضاري.. مقرر دراسي
يعتبر كل مواطن في الدولة سفيرا لوطنه عند تواجده بالدول الاخرى، فهو يعرض في بلاد الغربة ثقافة مجتمعه وعاداته الاجتماعية، الا ان هناك بعض المواطنين الكويتيين ينقل لبلاد العالم عند زيارته لها بعض العادات الاجتماعية غير السوية، التي تخالف القيم الحضارية في الدول التي يرتحل اليها للسياحة او الدراسة او العلاج، فقد لاحظت اثناء تواجدي في بريطانيا عدم احترام بعض المواطنين لحقوق الآخرين وتجاوز الدور في طوابير الانتظار في الدخول الى المطاعم والمحال التجارية والحصول على سيارة الاجرة وغيرها من طوابير الانتظار، بل ان الامر وصل ببعض المواطنين -من فئة العلاج بالخارج- بالاصرار على الدخول على الطبيب متجاوزا المرضى الآخرين، مدعيا ان حالته المرضية شديدة رغم ان هناك مرضى آخرين مصابون بجروح وكسور وبحالة سيئة في انتظار دورهم للدخول على الطبيب! الا ان النظام الصارم الذي يطبق في بريطانيا يلزم مثل هؤلاء المواطنين الذين لا يحترمون حقوق الآخرين بالوقوف عند حدود القانون في التعامل الحضاري مع حقوق الآخرين فتجد حتى المواطن البريطاني او المواطن من جنسيات اجنبية اخرى ينبه هذا المواطن الكويتي بالالتزام بالوقوف في دوره بطابور الانتظار! وهنا يشعر الكويتي بالخجل او الخوف فيقف مضطرا ويلتزم دوره بالطابور او ينصرف غاضبا وهو يلعن القانون!
ان بعض المواطنين الكويتيين يعتبر نفسه انه الافضل في المجتمع لأسباب نحن في غنى عن ذكرها.. وقد تعوَّد على تجاوز القوانين وعدم احترام حقوق الآخرين بمباركة بعض العاملين بالدولة فيما يسمى بالواسطة!
اننا في الكويت بحاجة ماسة الى استحداث مقرر دراسي تطبيقي عن التعامل الحضاري مع الآخرين في داخل الوطن وخارجه، فكل مواطن سفير لوطنه، واحترام الآخرين مهما كانت اصولهم وانتماءاتهم ودياناتهم هو حجر الاساس في الحضارة الانسانية، وكذلك يجب على المؤسسات الحكومية المعنية بالطفولة والشباب العمل على تأكيد هذا المفهوم الحضاري في نفوس الناشئة.