شوقي الحداد يكتب: إدارة الجودة الشاملة
– معوقات تطبيق إدارة الجودة الشاملة بصورة عامة.
قد تنجح بعض المؤسسات في تطبيق برامج إدارة الجودة الشاملة، وقد لا يكون السر في نجاح هذه المؤسسات في اختيار أفضل برنامج لإدارة الجودة الشاملة بل في تبني البرنامج الذي يتناسب مع ثقافة المؤسسة وأفرادها، وفي مشاركة والتزام كل فرد في المؤسسة بهذا البرنامج وأهدافه. بينما يفشل البعض الآخر في تطبيق برامج الجودة ويرجع السبب الرئيسي لفشل هذه المؤسسات يرجع إلى آلية عملية التطبيق نفسها.
ويرى خبراء الإدارة أن تطبيق إدارة الجودة الشاملة تعترضه بعض المعوقات التي يمكن إيجاز أهمتها فيما يلي: –
-قصور ثقافة إدارة الجودة الشاملة لدى الرؤساء والمرؤوسين، إذ يحتاج انتشار ونجاح إدارة الجودة الشاملة في أي منظمة أو مؤسسة سواء كانت خدمية أو إنتاجية إلي توافر العديد من الشروط لعل من أهميتها إلمام الرؤساء والمرؤوسين بأسس وعناصر إدارة الجودة الشاملة ومراحل تطبيقها ومؤشرات قياسها وكذلك الاستفادة من تجارب الآخرين، فالنجاح الحقيقي لهذه الفلسفة الإدارية يتحقق من خلال الإصرار والمثابرة في التطبيق وفقاً لظروف كل مؤسسة، حيث أن متطلبات ومقاييس النجاح لهذه الفلسفة تختلف من مؤسسة لأخرى لذلك يصعب تحقيق النجاح دون تفهم كامل لمهنة الجودة الشاملة وأهدافها ومسؤولياتها لكل من يعمل في المؤسسة ويشارك في تحقيق أهدافها
– فقدان الثقة بالمدير والاتصالات الرديئة بينة وبين المرؤوسين.
تؤكد الأبحاث والدراسات التقليدية والحديثة على أهمية القيادة وأثرها في تفضيل العملية الإدارية ،فهي حجر الأساس في صرح الجودة، فالجودة من المنظور الإداري هي التغير إلي الأفضل دائما، وذلك يتطلب قيادة خلاقة محفزة تؤمن إيمانا راسخا بالمفهوم الواسع والعميق لإدارة الجودة، وتعمل على تحقيقها من خلال تهيئة مناخ العمل وإعداد المرؤوسين على مختلف مستوياتهم نفسيا لفهم وقبول الاقتناع بمفاهيم وممارسات الجودة الشاملة وفتح قنوات الاتصال بين القيادة والمرؤوسين وعلى العكس من ذلك فمركزية الإدارة وعدم الاقتناع بالدور الفعال للعاملين يؤدي إلي قطع الاتصالات بينهم وبين الإدارة فتكون الاتصالات في اتجاه واحد من أعلى إلي أسفل في صورة أوامر بدون الاهتمام بالأثر العكس لهذه الأوامر مما يؤدي إلي فقدان الثقة بين الرئيس والمرؤوسين
-تعجل النتائج بدون التخطيط السليم لتحقيق الجودة الشاملة.
ويتطلب مدخل إدارة الجودة الشاملة بعضا من الوقت حتى تظهر نتائج ملموسة منه في التطبيق العلمي، وفي بعض الأحيان فيتكون لها مردود سريع من وقت بداية تطبيقها إلا أن ذلك ليس هو القاعدة ويدلل لك ذلك بأن من المعوقات الأساسية والمبادئ الرئيسية أن تقدم القيادة بمؤازرة ومساندة روح التطوير لتحسين لجميع العاملين بالمنظمة في تحقيق التمييز التنافس من خلال خطة مدروسة.وهذه المعوقات الأساسية والمبادئ لا يمكن غرسها وتغير ثقافة المنظمة لتتفاعل معها في وقت قصير ، وعليه فإن المنظمة إذا كانت تتوقع نتائج سريعة وتتعجلها في تطبيق هذا المدخل ، فزعا لاتقدم كافة صور الدعم المطلوبة، وتكتفي بمؤازرة ناقصة لأنها تريد الفخر بنتائج سريعة محسوسة
– عدم التقدير الكافي لأهمية الموارد البشرية.
ينادي البعض في أهمية التكنولوجيا (الأجهزة والمعدات الحديثة) إلي الحد الذي يغلبها على أهمية الموارد البشرية، مستنداً في ذلك بأنها حققت وتحقق مزايا غير محدودة مطلقة للمنظمة التي سارت في طريق تحديث التكنولوجيا، وبالرغم من اعترافنا وتقديرنا للدور الذي تلعبه التكنولوجيا في تحقيق مزايا تصنيف كثيراً إلي نتائج أعمال المنظمات، إلا أن قناعتنا الثابتة هي أن الموارد البشرية هي التي تصنيف القيمة عليها، فالتكنولوجيا متوافرة ويمكن الحصول عليها ولكن العبرة بالقدرة على استيعابها وهذا لن يتأنى إلا من خلال تنمية وتطوير الموارد البشرية القادرة على حسن استخدامها وتسخيرها لتحقيق أهداف استخدامها .
-عدم توافر معلومات عن الانجازات المحققة. وتعتبر عملية القياس من الأمور الحيوية في عملية التحسين المستمر للأداء، فمن خلالها يمكن تحديد مستوي الأداء المالي، ومن ثم التفكير في التحسين، ومن ناحية أخري فأن توفير معلومات عن حجم الانجازات المحققة ووصفها أمام كافة العاملين والإعلام عنها يساعد على تحقيق نجاحات وانجازات في المستقبل وتحقيق المزيد من الالتزام بالخطة وهذا بدوره يؤدي إلي اعتزاز العاملين بما يحقق ويشعرهم بالفخر لأنة من صنع أيديهم وعقولهم مما يؤدي إلي المزيد من الحماس ويدفعهم إلي التحسين الجيد في العمل.
– معوقات تطبيق إدارة الجودة الشاملة بصورة خاصة في المؤسسات التعليمية:
قد يواجه تطبيق مدخل إدارة الجودة الشاملة بعض الصعوبات أو المعوقات بسبب ترسيخ المفاهيم التقليدية لدى قيادات الإدارة التعليمية مما يتطلب تغييرا ثقافيا شاملا في كثير من المعتقدات والقيم الأساسية. وكذلك النظم والإجراءات والسياسات لتهيئة المناخ المناسب لتطبيق هذا المدخل. ومن بين المعوقات التي تواجه تطبيق إدارة الجودة الشاملة في المؤسسات التعليميةما يلي:
– ضعف النظام المعلوماتي للمؤسسة التعليمية.
بمعنى عدم اعتماد هذا النظام على التكنولوجيا الحديثة في بناء وترسيخ أجهزة الاتصال التي تنقل هذه المعلومات بين النظم الفرعية للمؤسسة وتوصلها لصانعي القرار في التوقيت المناسب. وتعد نظم المعلومات من الأسس الرئيسية لتطبيق إدارة الجودة الشاملة، ويؤكد ذلك دراسة أجراها المركز العربي للبحوث التربوية. أكدت على أن نظم المعلومات بمثابة الجهاز العصبي لمدخل إدارة الجودة الشاملة
– قلة توافر الكوادر المدربة المؤهلة لتطبيق مدخل إدارة الجودة الشاملة. وهذا يؤدي إلى وجود مشكلات لصانعي القرار والمسئولين عندما يرغبون في تطبيق أو استحداث أساليب هذه الإدارة. ويعد التدريب العمود الفقري في تطبيق مدخل إدارة الجودة الشاملة قبل وأثناء التنفيذ.
-صعوبة قياس الجودة في المؤسسات التعليمية على عكس قياسها في المؤسسات الإنتاجية.
وقد يرجع ذلك إلى الخدمات المقدمة في المؤسسة التعليمية غير الملموسة، وطول الوقت بين تقديم الخدمة والحصول على النتائج المتوقعة من تلك الخدمات.
– التغير السريع والمستمر في القيادات الإدارية التعليمية.
بحيث لا تتمكن من تنفيذ المدخل الإداري نظرا لقصر مدة توليها القيادة.
-تعدد المستفيدين ومن ثم تعدد اختلاف متطلباتهم حيث يصعب تلبيتها في بعض الأحيان
– طول الوقت الذي يتطلبه تطبيق مدخل إدارة الجودة الشاملة حيث يتطلب ذلك ما بين 2-3 سنوات
– مقاومة التغيير من قبل القيادات وربما الأساتذة والإداريين
– عدم تحديد حاجات المستفيدين ومتطلباتهم بشكل جيد. إذ أن الهدف الأساسي لإدارة الجودة الشاملة هو إرضاء المستفيدين. وإذا لم تحدد المؤسسة حاجات المستفيد ورغباته بشكل جيد فإن خدماتها المقدمة لن تفي بالغرض المطلوب ولن تحقق الرضا المتوقع لديه.
– البيروقراطية والتمسك بحرفية اللوائح والقوانين بحيث تتشكل عائقا أمام تطبيق مدخل إدارة العمل الجماعي
– ضعف النتائج في الأجل القصير. فإدارة الجودة الشاملة تعد بمثابة استراتيجيه للتطوير التنظيمي طويل الأجل وبعض المؤسسات تستعجل النتائج وقد يسبب ذلك نوعا من الارتباك فتركز بعض المؤسسات على التعليمات بدلا من التركيز على النتائج، والبعض الأخر تركز على النتائج وتعدها مؤشرا على النجاح.
شوقي مالك الحداد ( مدرب متخصص )
معهد التدريب المهني