قسم الأصول في التربية الأساسية نظّم سيمنار عن تقييم المعلم بين الواقع والطموح
ضمن فعاليات قسم الأصول والإدارة التربوية قامت د. نادية الجناحي بتقديم سيمنار أكاديمي عن تقييم المعلمين أثناء الخدمة وذلك بحضور عميد كلية التربية الأساسية الدكتور فهد عبدالرحمن الرويشد وقامت د. حنان المزيدي بإدارة الحوار وذلك في أجواء علمية رصينة. تناولت الدكتورة نادية الجناحي في محاضرتها القيمة موضوع تقييم كفاءة المعلم وأشارت إلى رسالتها الدكتوراه التي حصلت عليها من جامعة نيوكسل في بريطانيا وناقشت العديد من الاتجاهات التربوية الحديثة المعنية بهذا الشأن.
واستعرضت الدكتورة نادية الحاجة إلى تقييم المعلم حيث قالت أن الإصلاح الحكومي لسياسات تقييم المعلمين (Teacher Evaluation) حاليا ظاهرة عالمية. وتشير الأدلة إلى أن تقييم المعلم يمكن أن يكون حافزا لتحسين المعايير المهنية للمعلمين.ووضحت د. نادية المنهج المتبع في دراستها وذلك في إطار النموذج الواقعي النقدي(Critical Realism Paradigm) حيث يتفحص القوى المسببة (Causal Power)والتي إما أن تمكن أو تقيد تنمية سعة أداءالمعلمين (Teacher Agency) وتساهم في تطويرهم مهنيا (Professional Development) من خلال آليات تقييم المعلمين في المدارس الابتدائية في دولة الكويت.
وأضافت د. نادية أن بحثها ركز على دراسة السياسات الحالية لتقييم المعلم من منظورين: السياسة كنص ((Text كما وردت في النشرات الرسمية وبطاقة تقييم المعلم الحالية والممارسات الفعلية (Discourse)في المدارس. وفي تحليل السياسة كنص تضمن البحث تحليلا مقارنا لآلية تقييم المعلمين في الكويت وإنجلترا. و استنتج أن العوامل الثقافیة والاقتصادیة هي المتغيرات الأكثر أهمية والتي يجب أخذها في الاعتبار في أي استعراض مقارن للنظم.
وعن منهجية البحث قالت د. نادية أن لهذا البحث منهجا مختلطا (Mixed Method) في دراسة مدى إسهام سياسات تقييم المعلمين في تحسين المستويات المهنية لمعلمي المدارس الابتدائية. وقد تم جمع البيانات الكمية والنوعية من خلال تطبيق استبانة على عينة من 475 معلمه في19 مدرسة ابتدائية في 4 مناطق تعليمية ، بالإضافة إلى مقابلات مع 12 معلمة في 4 مدارس ابتدائية و 4 موجهين فنيين يشرفون على هؤلاء المعلمين.
وأخيرا تحدثت د. نادية عن نتائج البحث حيث قالت أن النتائج كشفت عن أوجه تشابه في بعض المفاهيم العامة في سياسة تقييم المعلم في كل من إنجلترا والكويت.حيث حدد كل منهما أن الهدف الرئيسي هو تحسين وتقييم أداء المعلمين من خلال زيارات الفصول. وأنيتم تقييم كفاءة المعلم على أساس مجموعة محددة مسبقا من المعايير. وأيضا تضمنها لدورة تقييم سنوية تنتهي بتقرير موجز. أما الفرق الرئيسي بين البلدين يكمن في مضمون معايير المعلم الفعال (Effective Teacher)وآلية التقرير النهائي (Summative Evaluation).
ومن أبرز نتائج البحث كما وضحت د. نادية تهميش دور المعلم في المشاركة في آلية التقييم المطبقة حاليا في المدارس إذا ما قورنت بآلية التقييم في انجلترا. ومع ذلك وجد 67٪ من المعلمين ضمن عينة البحث أن عملية التقييم عادلة ومفيدة، و 55٪ اعتبروا أنها تساعد في زيادة الرضا الوظيفي. وختمت د. نادية محاضرتها بتقديم أهم التوصيات وهي زيادة فعالية آلية تقييم المعلم في الكويت ومنها أهمية استطلاع آراء المعلمين والموجهين الفنيين والاطلاع على سياسات التقييم في الدول المتقدمة.