كتاب أكاديميا

الدروس الخصوصية تقضي على مجانية التعليم 

  لماذا نلجأ للمدرس الخصوصي إذا كان متوفر المعلم مع جميع الإمكانيات والأجواء الدراسية؟سؤال يراود الكثير خصوصاً أولياء أمور الطلبة؛ إذا كان الطالب يقضي نصف يومه متنقلاً بين حصص دراسية متنوعة وبين أكفأ المعلمين، فلما الحاجة للمدرس الخصوصي؟ والمدرس الخصوصي ما هو إلا أحد المدرسين من مدرسة ما يقوم بشرح الدروس للطالب مقابل مبلغ مادي؛ وبالطبع المبالغ تختلف حسب المادة العلمية وعلى حسب المرحلة الدراسية.ويبدو أن الأسعار تزداد شيئاً فشيئاً ولا يوجد رادع لهم؛ فقد أنهكوا ميزانية الكثير من الأسر ولا يوجد أي رقيب أو أي حسيب على هذه الظاهرة التي تفشت في مجتمعنا، كما أن مخ طالب المرحلة الثانوية تبرمج على أن المدرس الخصوصي أحد أسباب النجاح وارتفاع نسبته، وكذلك تبرمج على أن الدروس الخصوصية جهد مضاعف تساعده على فهم الدروس أكثر وأكثر، ويتحمل الوالدين جميع المبالغ الطائلة والمكلفة، حيث أن أغلب المدرسين استغلوا ظاهرة المدرس الخصوصي واعتبروه أحد أهم المشاريع الناجحة والمربحة. كثير من الدول تعاني من مشكلة المدرس الخصوصي، وذلك لكثرة السلبيات وأهمها الميزانية، واعتماد الطالب على المدرس الخصوصي في فهم المواد، مما يؤدي إلى إهماله للحصص الدراسية ولن ينتبه مع شرح المعلم الأساسي لأنه وجد بديل في وقت ما يشاء، وفي مكان ربما أكثر أريحية من الفصل الدراسي. كما أن أغلب المدرسين الخصوصيين يماطلون بالشرح حتى تضيع الدقائق والساعات وذلك ليحدوا الطالب على زيادة الساعات الدراسية وهذا يصب في مصلحتهم، حيث يزداد الدخل المادي بزيادة الساعات؛ كما أثبتت أحد الدراسات والإحصائيات أن تكلفة الدروس الخصوصية في الكويت بلغت مليار وست مئة دينار بالسنة. كما أكد المهندس إبراهيم محلب – رئيس مجلس الوزراء في مصر – أن الدروس الخصوصية لن تنتهي في يوم وليلة، لكن لابد من إعلان الحرب عليها؛ كما أضاف أن الدروس الخصوصية تقضي على مجانية التعليم والمقابل يذهب لمن لا يستحق، مؤكداً أن الانضباط المدرسي والأنشطة لابد من وجودها خلال العام الدراسي؛ وأضاف أنه من الممكن أن نواجه الدروس الخصوصية من خلال شرح المواد الدراسية بقنوات التعليم. ويبدو أن نسبة انتشار المدرس الخصوصي أصبحت في زيادة مستمرة خاصةً في الكويت، لذا علينا فتح النار على المدرسين الخصوصيين ووضع حد لهم ولأسعارهم الطائلة، كما أنهم إن كانوا نفسهم من يشرحون الدروس في الصباح بالمدارس، فلماذا لا يجتهدون في الشرح داخل السور المدرسي وكفى؟! وبكل شفافية يبدو أن الهدف الأساسي من الدروس الخصوصية هو زيادة الدنانير، وليس الهدف من أجل تخريج جيل مفعم بالنشاط، محب للعلم، ومحب للاطلاع. مسألة القضاء على هذه الظاهرة التي سلبياتها تغلب على إيجابياتها تحتاج وقت وقانون رادع للقضاء عليها.بقلم: طالبة تربوية


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock