ا. د. بهيجة بهبهاني تكتب: ماذا عن الترقيات الأكاديمية؟!
تضم كليات التعليم التطبيقي والتدريب نخبة مميزة من الأساتذة، الذين يقومون بإنجاز بحوث علمية، ونشرها في المجلات العلمية العالمية والعربية المحكمة.
وفازوا بجوائز محلية وعربية وعالمية، ويتقدمون بها للترقية الأكاديمية التي تمنح الحاصل عليها مميزات معنوية، تتمثل في الترشيح لشغل منصب إشرافي، كما تمنحه مميزات مالية تستمر معه حتى بعد التقاعد.
إن الترقية الأكاديمية والدرجة العلمية هما الحكم للتفاضل بين الأساتذة.
ويجب أن تتطبق فيهما بنود الدستور المتضمنة للعدالة والمساواة، وإعطاء كل ذي حق حقه بناء على الكفاءة العلمية، ولهذا ليس من المعقول أن يمنح عضو هيئة تدريس ترقية لدرجة علمية أعلى اعتماداً على بحوث علمية قام بنسخها من رسالتي الماجستير والدكتوراه، أو من بحث في مجلة علمية عالمية مع تغيير أسماء الباحثين.
إن لائحة الترقيات الحالية ظلمت الكثيرين من أعضاء هيئة التدريس نظرا لعدم وضوح بعض البنود فيها، مثل «يكون البحث المقدم في مجال تخصص المتقدم للترقية، ولم توضح اللائحة هل هو التخصص العام أم الدقيق؟ كما أن اللائحة لم تذكر هل يمكن قبول بحوث منشورة في مجلات صادرة عن مؤتمرات علمية Proceedings أم لا؟
وكذلك الأمر بالنسبة للمجلات العلمية المنشورة فيها الأبحاث، فلم تذكر اللائحة إلا أن تكون محكمة، وحاليا بعض الأقسام العلمية تستعين في تحكيم المجلات العلمية للمتقدم للترقية بشروط جديدة، مما أدى إلى اختلاف الآراء في لجان الترقيات، فرقُّي البعض وأوقفت ترقية البعض الآخر لسنوات عديدة، حسب اقتناع أعضاء اللجنة الفاحصة.. كما أن المتقدم للترقية يوقع تعهدا بأن البحوث غير مستمدة من رسالتي الماجستير والدكتوراه، وتكتفي بعض لجان الترقيات باعتماده من دون إرسال البحوث مع الرسائل العلمية إلى محكم في ذات التخصص للتأكد من الأمر، وتبحث لجان أخرى في صحة التعهد، وقد يتضح أن صاحب العلاقة قد استمد بحوثه من رسائله العلمية.. كما أن أعضاء لجان الترقيات يجب أن يكونوا من حملة درجة الأستاذية، وفي تخصص المتقدم للترقية، وليس من تخصص آخر، لعدم توفر أستاذ في قسم المتقدم للترقية، بل يجب انتداب استاذ من جامعة الكويت أو الجامعات الخاصة في التخصص المطلوب.
إن المراجعة الدقيقة للائحة الترقيات الجديدة قبل إصدارها هي الخطوة الإصلاحية الأساسية لحفظ المكانة الأكاديمية للهيئة، والارتقاء بمكانتها العلمية بين مؤسسات التعليم العالي.
ا. د. بهيجة بهبهاني