شباب كويتيون.. باعة جائلون في شوارع الديرة

غزت المشاريع المتنقلة، باختلاف أنواعها، عالمنا العربي نتيجة لحاجة استدعتها الظروف، كبعد المسافة أو ضيق الوقت، ويستفيد منها العديد من الزبائن في مناسباتهم الاجتماعية والجمعات العائلية.

وتقدم تلك المشاريع المتنوعة في أشكالها وألوانها، خدمات أو منتجات استهلاكية، لكنها ليست في سهولة وبساطة مظهرها الذي تبدو عليه لأول وهلة، فخلف هذه العربة الجوالة عراقيل كثيرة تواجه أصحابها، بدءا من صعوبة توفيرها وانتهاءً بعدم إقرار تراخيصها، إلا أن أصحابها ورغم تلك العراقيل سعوا لإثبات أنفسهم وميزوا مشاريعهم.

إلا أن السؤال يبقى قائماً بشأن مصير مثل تلك المشاريع المهمة والمفيدة للمستهلك؟ في ظل مخالفتها وعدم وجود لائحة تنظم عملها؟

عبدالله السبيعي: عشقي لتذوق الأطعمة قادني إلى مطعمي المتنقل

مشروع سيفن بيرغر

أنشأ عبدالله السبيعي مشروعًا متنقلاً يهتم بتقديم الوجبات، وقال إن عشقه لتذوق الأطعمة المختلفة ساقه للبدء في مشروع المطعم المتنقل (Sevenburgers)، والذي بدأ بشكل فعلي في عام 2012.

وقال السبيعي لـ القبس إن المشروع مستوحى من النمط الأميركي، لكنه أراد أن يجعله متميزاً بالوصفات الخاصة التي تتناسب مع الذائقة الكويتية، فعكف على تنويع الوصفات والخلطات الشهية لأنواع البيرغر واللحم مضيفاً إليها نكهات يعشقها أهل الديرة.

وبين السبيعي أنه ابتكر اسم المطعم وشعاره بنفسه دون اللجوء إلى مكتب أو جهة متخصصة، واستخدم أسلوب التسويق في البداية عن طريق إرسال الوجبات إلى الأقرباء والمعارف بهدف معرفة ردود الأفعال والملاحظات. وذكر أن المشروع مستمر في التوسع سواء من حيث مساحة المطبخ أو عدد الموظفين، إلا أن هناك بعض العراقيل التي تواجهه مثل الكم الهائل من المشاريع المشابهة، حيث تجدر به المنافسة في ظل وجود آخرين مبدعين في مجالهم وذلك عن طريق التميز في نوعية ومذاقات الأطعمة التي يقدمها، مشيراً إلى أنه يستورد اللحوم الباهظة الثمن من الولايات المتحدة، فضلاً عن الحرص على الجودة والأسعار المناسبة والخدمة الممتازة والاهتمام بتدريب الموظفين بشكل مكثف، بحيث لا يكون هناك مجال للخطأ، كما يحرص على التطوير المستمر والسرعة في الأداء والتقديم الجذاب للوجبات.
هند السند.. ومشروع عربة ملابس متنقلة تتيح للزبونة رؤية القطعة وقياسها

هند السند – مقطورة مشروع فاشون

بداية تقول هند السند صاحبة مشروع تصميم ملابس نسائية fashion _onwheels، إن مشروعها يتيح التسوق عن طريق خدمة التوصيل عبر الهاتف وحجز الموعد والمكان والساعة التي تناسب الزبون، وذكرت أن فكرة المشروع نبعت في ذهنها منذ أن كانت طالبة في الجامعة، وكانت تعمل بنظام الساعات ولم يكن لديها الوقت الكافي للتسوق، فلجأت إلى الشراء الإلكتروني الذي كان كثيرًا ما يخذلها بسبب اختلاف شكل القطعة المنتقاة عن صورته في العرض، وأن تكون مواد الصنع غير مناسبة وهنا تولدت لديها فكرة مشروع الملابس المتنقل، الذي يتيح للزبونة رؤية القطعة وقياسها والتأكد من ملمسها وفي الوقت ذاته لا تحتاج الخروج من المنزل، وبينت السند أن المشروع بدأ منذ سنتين وهو عبارة عن شاحنة تسوق مجهزة بالكامل سواء بالإضاءة أو التكييف أو غرفة القياس.

وحول مصدر الدعم المادي، أوضحت أنه من جيبها الخاص ولم تتلق دعمًا ماديًا من أي جهة، مضيفة أن أهلها قدموا لها دورًا تشجيعيًا فاعلاً وكذلك فعلت صديقاتها اللاتي نالت الفكرة إعجابهن.
أبرز المعيقات

وعن العراقيل التي واجهتها بينت السند أن عدم وجود تراخيص للمشاريع المتنقلة يعتبر أحد أبرز معيقاتها، ولفتت إلى أن آلية تحديد الأسعار مبنية لديها على أسس، فهي تتعامل مع مورد من الخارج ومن خلاله تحسب قيمة الشحن وتضيف إليه سعر السوق ومن ثم يتم تحديد سعر القطعة.

أما عن الخامات التي تحرص عليها، فهي تختلف حسب نوع القطعة التي تصمم لها وفي الوقت نفسه تناسب القطع التي تقبل عليها المرأة الكويتية وعادتنا وتقاليدنا، وأن تكون ضمن مجموعة الموسم الحالي، وحول القطع التي تحرص على توفيرها فهي ترتكز إلى الزي العملي، كما أنها تحرص على دعم المواهب الشبابية من خلال تأجير قسم في الشاحنة مخصص لعرض الدراريع والمحافظ من تصميم شابات كويتيات فضلاً عن خلطات لعطور مختلفة.
الفضالة لــ«القبس»: «اللائحة الداخلية» تهدم طموح الشباب المبادر

يوسف الفضالة

أبدى النائب يوسف الفضالة اهتماما واضحا بموضوع المشاريع المتنقلة، وعمل على وقف اللائحة الداخلية التي لا تنتصر لمجهودات الشباب المبادر الذي يعمل ويتميز.

وقال الفضالة لـ القبس ان المشاريع المتنقلة تمثل بداية ممتازة للشباب العازمين على بداية مشروع يمثل طموحهم، خصوصا كونها لا تحتاج رأس مال كبير وذات تكاليف معقولة.

وعن اللائحة الداخلية لها بين ان اصدارها فتح المجال لجميع الشركات بالحصول على تراخيص هذه العربات، وهذا مخالف تماما لأي فكر يدعم الشباب اصحاب المشاريع الصغيرة، حيث ان دخول الشركات الكبرى في هذا المجال سوف يدمر كل مشروع صغير، ويهدم طموح كل شاب سعي للحصول على هذا النوع من التراخيص، لا سيما ان الشركات الكبرى معروف عنها انها صاحبة نفس طويل ومستعدة ماليا لتحمل الخسارة مقابل خروج أي منافس.

واوضح الفضالة أن فتح المجال لعدد غير محدود للعربات لأصحاب تلك التراخيص سوف يسبب ربكة في الاماكن المرخصة لمثل هذه العربات. وقال ان ترجمة خطابات سمو أمير البلاد بدعم الشباب يحتم علينا الوقوف امام لائحة كهذه التي من شأنها ان تظلم المشاريع الطموحة ولا تخدمها بقدر ما تخدم الشركات الكبرى.

واوضح ان لجنة تحسين بيئة الاعمال على اتصال دائم مع وزير التجارة خالد الروضان، ووزير البلدية محمد الجبري، واوصلت صوتها بعدم قبول هذه اللائحة والمطالبة بتعديلها وجعلها للمشاريع الصغيرة فقط ووقفها لمزيد من الدراسة.

وقال إن الشباب المبادر عانى من عراقيل عدة، منها شح الاراضي الصناعية وارتفاع قيمة الايجارات وتقدير احتياج العمالة وغيرها من الامور الخاصة بمراجعات وزارات الدولة.
سارة إسحاق: صالون متنقل يقدم خدمات منزلية لذوي الاحتياجات.. ببراءة اختراع
أطلق سارة إسحاق مشروعها الخاص، وهو عبارة عن صالون متنقل salonwheels، وقالت إنها بدأت بإجراءات براءة اختراع لفكرته وتسعى للتوسع فيه خارج الكويت في العام المقبل، مع شريكيها لميس الكوت وعبدالمحسن.

وأكدت إسحاق حرصها على تغطية العديد من التفاصيل داخل الصالون ليكون متكاملاً، وأنها تهدف إلى الوصول إلى أكبر شريحة من السيدات اللاتي لا يستطعن الذهاب إلى صالون التجميل أو اللاتي احتجن الصالون وهن في أماكن بعيدة عنه كالشاليه، فضلاً عن تقديم الخدمة لذوي الاحتياجات الخاصة أو كبار السن. وبيَّنت أنها تحرص على الدقة وجودة الخدمة، والسعي لتطوير المشروع والتوسع فيه بشكل مستمر، وتكوين قاعدة عملاء عن طريق طرح أسعار مناسبة واستخدام مواد ومستحضرات عضوية كالموجودة في قسم العناية باليد والقدم.
التخصص والتركيز

وعن تقييمها لسوق صالونات التجميل، أوضحت اسحاق أنها ممتازة وأن بعضها فضل التخصص في أمور تجميلية معينة بهدف التركيز فيها كالتاتو والحواجب والاظافر والشعر وعلاجاته، فضلا عن دمج نوعين من مجالين مختلفين في بوتقة واحدة كدمج الصالون والسبا مثلا، وهناك صالونات ثابتة استطاعت أن تغطي مناطق الكويت إلا أنها تجد قصورا ونقصا في المناطق البعيدة مثل المدن الجديدة ومناطق الشاليهات والمزارع، وهنا يظهر دور الصالون المتنقل الذي يصل الى جميع الأمكنة في البلاد.
إزالة العراقيل.. ورفع الهمم
تشجيع الشباب وتحفيزهم على العمل الخاص أمر ضروري ومهم، ويجب على الجهات المعنية إزالة كل العراقيل التي تواجه أصحاب هذه المشاريع، كما يجب على النواب التعاون المشترك والإسراع في تعديل اللائحة الداخلية للمشاريع المتنقلة، فشبابنا يملأهم النشاط، ولانريد أي إحباط لهممهم.

القبس