محاضرة “تصميم التقاليد” بكلية العمارة بالتعاون مع الصندوق الوطني لتنمية ورعاية المشروعات الصغيرة والمتوسطة
- كارديني: أهمية إحياء التقاليد المعمارية وتأصيل تراث العمارة وتطويره
- – البلام: الوعي بالماضي في حقيقته إنما هو وعي المجتمع باستمراريته، وأن التراث جزء من حاضرنا
ضمن أنشطة برنامج حاضنة الصناعات الابداعية، نظمت كلية العمارة في جامعة الكويت بالتعاون مع الصندوق الوطني لتنمية ورعاية المشروعات الصغيرة والمتوسطة محاضرة بعنوان “تصميم التقاليد” ألقاها المعماري الايطالي استفانو كارديني أحد الخبراء المرشدين العالميين من المعهد الاوروبي للتصميم في ميلان، وهي احدى الجهات المشاركة ضمن الفريق الاستشاري الايطالي لاتانزيو، وذلك يوم الأربعاء 12/4/2017 في الحرم الجامعي في الخالدية.
وقد تحدث المعماري الايطالي استفانو كارديني خلال المحاضرة عن الأصالة وإحياء التقاليد المتوارثة حيث تأثرت اتجاهات العمارة بالتغييرات الحضارية المتتابعة التي شهدها العالم بدرجات متفاوتة.
وأشار كارديني إلى الالتزام بالتقاليد الأصيلة للعمارة في مقابل الانحياز الى التجديد والابتكار الذى تفرضه العمارة العالمية الواردة بكل أشكالها وتنويعاتها، ويظهر ذلك في المساهمات الهامة لتأصيل نظرية معمارية معاصرة تستند الى مراجعة واحياء التقاليد المعمارية وتأصيل تراث العمارة وتطويره.
وعلى الجانب الاخر، تطرق إلى المعاصرة والحداثة والتجديد في التصاميم فقد تناول أفكار ونظريات جديدة تعتمد على مواكبة المتغيرات العالمية في الفكر والفن والعمارة وضرب عدة أمثلة على ذلك.
ومن جانبه ذكر رئيس قسم العمارة في كلية العمارة د.عبدالمطلب البلام أن العمارة ليست فناً أو علماً فقط، بل هي فن وعلم، فن يقوم على الإبداع، وعلم يقوم على ثوابت رياضية، مبينا أن لكل عمرانية في أي مجتمع تقاليد خاصة بها ترتبط عادة بالعوامل الاجتماعية والثقافية السائدة في المجتمع، وقد صمدت هذه التقاليد لعدة قرون دون أن تتغير تغيرا ملموسا أو تجابهه أية تحديات إلا في السنوات المتأخرة حين ظهرت تقاليد جديدة في البناء.
وأشار البلام أن الوعي بالماضي في حقيقته إنما هو وعي المجتمع باستمراريته، وأن التراث جزء من حاضرنا بحيث تبقى مفاهيم التراث ومفاهيم المعاصرة تنتمي كلها إلى بنية واحدة، يسودها فهم واحد وممارسات قد لا تختلف عن بعضها كثيرا.
وقال البلام أنه يجب أن نتعامل مع التراث على أنه جزء لا يتجزأ من الحاضر، فالتواصل الزمني ما بين ما قيل، أو رُسم، أو كتب أو نُحت، أو بُني في الماضي، وبين ما هو قائم أمام أعيننا اليوم هو تواصل معرفي يتجسد في اعتماد راهن لأشكال في التعبير والممارسة تتطابق مع تلك التي كانت معتمدة آنذاك.
وأوضح البلام أن التراث الثقافي والحضاري يعتبر سجّلاً للإبداع، وذاكرة حافظة لقيمها، ومقوّما من مقوّمات ههويتها الحضارية، مضيفاً أن التراث المعماري يعد أيضا علامة مضيئة وثمرة مشعة لهذا الإبداع الذي أسهمت به الحضارات و بما حملته من مظاهر جمالية وفنية، واحتضنته من رموز ظلت به عنوان دالا على تطوّر هذه الحضارة وتقدم بُناتها وصُنَّاعها وعلمائها عبر العصور المختلفة تمثّلت في المآثر التي ظلت شامخة في مختلف بقاع العالم تشهد على نبوغ مهندسيها، وخلود فنها وعراقة رموزها.
وأكد البلام أن تجديد التقاليد ليس معناه الرجوع للوراء بس العكس فيها نوع من انواع الابتكار والتجديد، كما أن كبرى الشركات نجاحها مرتبط بالمحافظة على طابعها وهويتها.
وفي الختام ثمن البلام تعاون الصندوق الوطني لتنمية ورعاية المشروعات الصغيرة والمتوسطة المثمر مع كلية العمارة وتقديم مثل هذه المحاضرات التي تصب أولا وأخيرا في مصلحة وخدمة الطلبة.