قسم السلايدشو

حلقة (تنمية القراءة حق للطفل) النقاشية تؤكد تقدم الكويت في إعلام الطفل وأدبه

بين الأدب والقانون تعارض واختلاف يكتسي الأول حلة من المشاعر والخيال وتغمر الثاني جملة من الأحكام والبنود الصارمة بحقائق مادية لكنهما اجتمعا في حلقة نقاش وأجمعا على حق الطفل في الحياة والتعلم والتمتع بثقافة حرة منفتحة على العالم في إطار ما تمليه القيم والأخلاق.

وفي رحاب الطفولة وجمالها التقت مجموعة من الخبراء والمتخصصين في الأدب والقانون والإعلام بدعوة من الجمعية الوطنية لحماية الطفل الكويتية مساء أمس الثلاثاء في حلقة نقاشية تحت عنوان (تنمية القراءة حق للطفل) تناولت قضايا ادب الطفل واعلامه.

وساد النقاش مجموعة واسعة من القضايا تشعبت ما بين استعراض للانجازات في مجال أدب الطفل وإعلامه وشروحات قانونية قدمتها رئيسة الجمعية الوطنية لحماية الطفل الدكتورة سهام الفريح وعدد من القانونيين من (كلية القانون العالمية) الكويتية الذين شاركوا بإثراء اللقاء بمداخلاتهم المتنوعة.

واكدت الشاعرة الكويتية سعدية مفرح التي ترأست الجلسة النقاشية في كلمتها الافتتاحية أهمية ودور أدب الطفل الذي يساهم في بناء المستقبل مع سائر الأدوات المجتمعية الأخرى التي تسعى إلى تقدم المجتمع مشيرة إلى أن أدب الطفل في تطور مستمر بالرغم من وجود إحصائيات عالمية “مخيفة ومفزعة” تبين مدى تراجع القراءة في حياة الأطفال.

ومضت مفرح إلى التنويه بدور الجمعية في اداء رسالتها مشيدة بحرصها على إقامة ندوة خاصة بأدب الطفل بالرغم من انشغال رئيسة الجمعية وأعضائها بالقوانين التي تحمي الطفولة وكان في جوانب كثيرة منها ما يتعلق بحق الطفل في التعليم والثقافة الملائمة.

اما رئيسة الجمعية الدكتورة سهام الفريح فكشفت بدورها عن وجود علاقة حتمية ما بين الأدب والقانون مشيرة إلى ما قامت به بالرغم من كونها متخصصة باللغة العربية ومن خلال الجمعية حيث سعت جاهدة لتقديم الكثير من الأنشطة الخاصة بالطفل إيمانا بالطفولة التي يجب أن تحيا حياة طبيعية ومستقرة.

ولفتت إلى أن الجمعية بذلت أقصى ما يمكن من جهود حتى يتم إصدار قانون حقوق الطفل رقم 21 في عام 2015 مبينة أن الجمعية وضعت نحو 160 مادة خاصة بحقوق الطفل مستمدة من القانون الكويتي والاتفاقية الدولية لحقوق الطفل و”مرتبطة بقيمنا” اذ انه بعد جهد كبير مع الجهات الرسمية ودراسة القانون مادة مادة تمت الموافقة عليه في مجلس الأمة.

وأكدت الفريح أن الفكر والثقافة والأدب جزء لا يتجزأ من هذا القانون مبينة أن هناك مواد تناولت ثقافة الطفل وركزت على حقه في التعليم والحياة حرصا على مستقبله ومستقبل المجتمع.

وكان للاعلامية والكاتبة الروائية منى الشافعي مداخلة استعرضت فيها تجربتها في مجال الكتابة والرسم في صفحات خاصة بالطفل في جريدة الوطن بعد فترة الغزو العراقي مشيرة إلى أن هذه التجربة لم يكتب لها الاستمرار طويلا بعد التحرير لكنها حفرت في نفسها عميقا.

وذكرت أن الكتابة للطفل تبقى بالنسبة لها مرحلة مهمة جدا من حياتها غير أنها تجربة غير مكتملة لأسباب تعود إلى عدم اهتمام بعض الجهات بما يكتب للطفل فيما ترتبط أسباب أخرى بقضية الطباعة والنشر والتوزيع.

ومن جانبها قدمت الأديبة هدى الشوا ملخصا شاملاً عن تجربتها القصصية والروائية الخاصة بالأطفال والناشئة مبينة انشغالها منذ الطفولة بالقراءة والكتابة ومتابعة الجديد في عالم الأدب الطفولي.

وأبدت حرصا بالغا في عرضها المصور على ما تصدره من كتب كثيرة من ناحية الشكل والمضمون موضحة مضامين بعض القصص التي تتضمن مفاهيم انسانية عديدة ترتكز عليها مثل الحب والعدل والمساواة والحرية والرحمة.

وقالت الشوا ان المرحلة الفاصلة في حياتها الأدبية كانت في قصة (كاشف الأسرار) التي تشكل نقطة تحول من أدب الطفل إلى أدب الناشئة شعورا منها بوجود نقص كبير في الأدب الموجه لهذه المرحلة العمرية وعدم وجود أدب يحاكي سن اليافعين فاتجهت باهتمام نحو أدب الناشئة.

ورأت أن هذا النوع من الأدب الخاص باليافعين يختلف تماما عن الأصغر سنا ويتطلب لغة سهلة مشوقة وسردا يعتمد على الحركة والفعل أكثر من الوصف.

ومن جانبها توقفت الأديبة الشابة منيرة العيدان مليا عند معاناة الكاتب مع النشر معتبرة أن أكثر مرحلة مقلقة للكاتب هي النشر والتوزيع وليس الكتابة غير أن علاقتها المباشرة مع الأطفال هي الأكثر أهمية بالنسبة لها حيث تحرص على قراءة القصص وسماع رأي الأطفال بما تكتبه مباشرة.

وأوضحت العيدان أنها أسست (نادي قصتي) للتواصل المباشر مع الصغار لشعورها بهاجس يتهدد هوية الطفولة العربية مع ابتعاد الاطفال عن لغتهم الأم معللة عزوف الأطفال عن القراءة باسباب كثيرة منها ضعف المناهج ودور المعلم والكتاب الذي يقدم للطفل من حيث الطباعة والرسوم.

وبينت انها تبتعد في قصصها عن الوعظ والارشاد لأنها وسيلة غير صحية في الأدب مشيرة إلى أهمية ذاكرة الطفل وما سجلته ونشرته من ذكرياتها خلال الغزو وكانت كل المذكرات تتحدث للأطفال عن قيمة واحدة وهي قيمة الوطن وأهمية الشعور بالأمان.

اما الكاتبة هبة مندني فعادت هي أيضا في كلمتها إلى أيام الطفولة التي زرعت في نفسها حب القراءة والكتابة فلم يمنعها عملها وتخصصها في مجال الصيدلة في شبابها عن خوض غمار الأدب واكتناه هذا العالم الفريد.

وأوضحت أن هذا الاتجاه يأتي حبا منها لعالم الأطفال ورغبتها بتقديم الأفضل لهم مبينة أن هذه الرغبة جعلتها تحقق الكثير من القصص وقادتها للفوز بكثير من الجوائز بالرغم من أن الجوائز ليست هي الهدف من وراء ما تكتب.
 وقالت إن الكتابة للطفل تقوم على ضوابط وأسس متنوعة منها سلاسة اللغة والأسلوب ورشاقة العبارات والكلمات والحرص على المعايير الأخلاقية مشيرة إلى أن على من يريد خوض غمار الكتابة أن يتمتع بالصبر عليها والتحدي دون استسلام وتراجع.

   بدورها قالت الكاتبة أمل الرندي الحائزة مرتين على جائزة الدولة التشجيعية في مجال أدب الطفل إن الكتابة للطفل حالة مستمرة بالنسبة لها مشيرة إلى بعض المشكلات التي تتعلق بالنشر مما جعلها تقوم بتأسيس دار نشر خاصة بها نشرت من خلالها بعض قصصها المتميزة.

   وأفادت بأن تجربتها بالكتابة تعود إلى مرحلة الدراسة الجامعية حيث كانت تدرس في مصر وكان من بين مدرسيها رائد أدب الأطفال يعقوب الشاروني الذي شجعها ونشر لها أول قصة في مجلة (نصف الدنيا).

   ورأت ان الكتابة للطفل يجب أن تكون متنوعة لابراز القيم من خلال القصص ومن الأفضل أن يلتقي الكاتب بالأطفال مباشرة ومن خلالها يمكن التعرف مباشرة على ردود الأفعال عند الأطفال معتبرة أن العلم في أدب الطفل مسؤولية كبيرة وخطيرة.

   وفي هذا السياق تحدث مدير تحرير مجلة (كونا الصغير) التي تصدر عن وكالة الانباء الكويتية (كونا) الدكتور طارق البكري عن تجربته في أدب الطفل مبينا أن هذه التجربة التي بدأت في جريدة (الأنباء) الكويتية ومجلات (سعد) و(براعم الإيمان) و(أولاد وبنات) التابعة لمجلة (أسرتي) واخيرا مجلة (أجيالنا) توجت بإصدار مجلة (كونا الصغير) التي تشرف عليها لجنة عليا في (كونا).

   وأوضح البكري في كلمته أن (كونا الصغير) التي بدأت قبل نحو أربعة أعوام استقطبت اهتمام الأطفال في كل أنحاء الكويت وخارجها مشيرا إلى أن الاهتمام الذي صادفته المجلة من الأطفال كان أكبر بكثير من كل التوقعات.

   وذكر إن هذا الاهتمام صادف تجاوبا كبيرا من اللجنة المشرفة التي يترأسها نائب المدير العام للشؤون المالية والإدارية عبدالحميد ملك وبدعم من نائب رئيس اللجنة رئيس التحرير سعد العلي لزيادة عدد نسخ كل عدد الى 40 الف نسخة توزع على جميع مدارس الكويت مجانا.

   بدوره أيد أمين عام رابطة الأدباء الكويتيين طلال الرميضي الآراء التي شددت على ضرورة إيلاء الطفولة وآدبها المزيد من الاعتناء مبينا أن رابطة الأدباء لديها الكثير من الأنشطة في هذا الجانب منها نادي أدب الطفل كما أنها تضم العديد من الأدباء والأديبات المهتمات بأدب الطفل.

   واشار الى عزم الرابطة على إصدار مجلة خاصة بالطفل لتكون مواكبة للمجلات الكويتية الموجودة في الساحة المحلية والعربية مبينا ان “هذا الطموح تم تأجيله بسبب الميزانية التي لم تتغير منذ أكثر من 30 عاما”.

   وفي الجانب القانوني تحدثت رئيسة لجنة الطفل في جمعية المحامين الكويتية منى الهزاع ومديرة إدارة الفتوى والرأي والدراسات والأبحاث القانونية في وزارة الإعلام منال البغدادي حول أهمية الاعتناء بأدب الطفل بالتزامن مع الاعتناء بحماية الطفل.

   وشددت الهزاع على أهمية مراقبة حقوق الطفل مشيرة إلى أنها ومن خلال لجنة الطفل في جمعية المحامين تحرص على كل ما يصون حقوق الطفل من مختلف الجوانب.

   وقالت إن الدستور الكويتي كفل حق الطفل في التعليم ولذا فهو يعاقب كل أم وأب يقصران في دراسة الأبناء محذرة من مخاطر وسائل الإعلام التي تتجاوز الخطوط الحمراء وخاصة برامج العنف التي تغرس لدى الأطفال سلوكيات عنفية خاطئة.

   وتابعت أن الجميع يحرص على متابعة الأطفال في الدراسة ويهتمون بالدرجات والتفوق والنجاح لكن قبل ذلك علينا أن نسأل عن السلوكيات.

   ومن ناحيتها أكدت منال البغدادي حرص وزارة الإعلام الكبير على متابعة كل ما يخص مختلف وسائط الإعلام على صعيد الأخطار التي قد تعرض الطفل لها بسبب برامج غير مناسبة وهي تراقب وتتخذ كل الوسائل القانونية ولا تتهاون إزاء ما يتم عرضه إذا تضمن ما يسيء لقيم المجتمع وخاصة ما يتعلق بالطفل.

   واوضحت ان لدى وزارة الإعلام ضبطية قضائية تتابع بدقة وتراقب الصحف والمجلات وغيرها من الوسائل بكوادر كويتية متخصصة ومن المتعاونين معهم مؤكدة أن الجميع يطمح لكي تقوم الوزارة بأكثر من ذلك غير أن “طموحنا بالوزارة أكبر من طموح الجميع”.

   وقالت إن دولة الكويت تحرص على حقوق الطفل في كل المجالات مبينة أن هذه الحقوق تم تطويرها مع الوقت وصولا الى اصدار قانون الطفل أخيرا “وهو أفضل قانون من نوعه في المنطقة العربية”.

   وبينت أنها درست معظم القوانين بهذا الشأن وأجرت مقارنة ما بين القانون الكويتي والقوانين العربية فوجدت ان الكويتي يتضمن أشد أنواع العقوبات التي تحمي الطفل من كثير من الأخطار.

   وشهدت الحلقة النقاشية مداخلات لعدد من القانونيين والأكاديميين والتربويين أجمعوا فيها على أهمية أدب الأطفال وما تقدمه الكويت من عناية بالغة بأطفالها أثمرت عن قانون يحتذى به وإن كانت الطموحات أكبر من ذلك في مجال القانون وفي مجال الأدب. (كونا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock