الحل ممكن وليس مستحيلاً.. حاول الفوز في لعبة الشطرنج هذه وبريطانيا ستمنحك جائزة
هل يمكنك حل الأحجية؟ يريد العلماء الاستماع إليك إذا تمكنت من حلِّها قد تبدو الأحجية أعلاه وضعاً ميؤوساً منه بالنسبة لصاحب قطع الشطرنج البيضاء، والذي لم يتبق لديه سوى الملك وأربع بيادق، غير أنه قادرٌ على التعادل أو حتى الفوز في هذه اللعبة.صمَّمَ العلماء هذه الأحجية بطريقةٍ معينة لإرباك الحاسب الآلي، الذي يعتقد عادةً أن صاحب قطع الشطرنج السوداء هو الفائز.في المقابل، ينبغي على لاعب الشطرنج ذي القدرات المتوسطة أن يرى إمكانية تحقيق التعادل في هذه اللعبة.يجاهد الحاسب الآلي لحلِّ هذه الأحجية لأنها تبدو بالنسبة له وضعاً ميؤوساً منه، حتى وإن كان هناك حلاً ممكنا تماماً لهذه المعضلة.تدفع قطع الأفيال الثلاثة الحاسب الآلي إلى إجراء مسحٍ هائلٍ لجميع الحلول الممكنة للأحجية وقد يتسع بحثه لدرجةٍ تتجاوز جميع القدرات الحاسوبية الموجودة على كوكب الأرض.يُنصح الأشخاص، الذين يحاولون حل المعضلة، بالحفاظ على هدوئهم وسلامهم الداخلي وملاحظة الكيفية التي يتكشَّف بها الحل أمامهم. هل شعرت بلحظات تجلي أو ومضات من البصيرة؟ هل كنت بحاجة إلى ترك المعضلة لبعض الوقت ثم العودة إليها مرة أخرى؟رغم أن الهدف الأساسي للمعضلة هو تحقيق التعادل، فقد تتمكن أيضاً من خداع صاحب قطع الشطرنج السوداء ودفعه لارتكاب خطأٍ فادح، ما قد يسمح لصاحب قطع الشطرنج البيضاء بالفوز.وسيحصل أول شخص، يستطيع شرح الكيفية التي توصل بها إلى الحل بطريقةٍ قانونيةٍ، على جائزةٍ.الأشخاص والكمبيوترات، وحتى الكمبيوترات التي تعتمد مبدأ الميكانيكا الكمية، مدعوةٌ للعب هذه اللعبة. وينبغي إرسال الحلول على البريد الإلكتروني التالي: [email protected]
يقول روجر: “إذا وضعت هذه الأحجية أمام حاسبٍ آلي سيفترض أن صاحب قطع الشطرنج السوداء هو الفائز بسبب عدد القطع التي بحوذتهِ ومواقعها، لكن الإنسان سينظر إلى المعضلة وسيدرك سريعاً أن الوضع ليس كما يبدو”.ويضيف: “نعلم أن هناك أشياءً يستطيع العقل البشري حلها، والتي تعجز أكثر الحواسيب الآلية الخارقة في العالم عن حلها. لكننا لا نعرف السبب وراء هذا. يوجد حالياً أدلة على وجود آثارٍ كمية في علم الأحياء، مثل عملية البناء الضوئي وهجرة الطيور، لذا ربما يحدث أمر مماثل في العقل البشري، وهي فكرة مثيرة للجدل. وإذا اكتشفنا الكيفية التي تختلف بها عقول البشر عن الحواسيب الآلية، فسيكون لهذا الكشف آثاراً اجتماعية عميقة. يشعر الناس بإحباط شديد عندما يفكرون في مستقبلٍ تستولي فيه الحواسيب الآلية والإنسان الآلي على وظائفهم. لكن ربما لن تتمكن الحواسيب الآلية من التفوق علينا في مجالات معينة مثل الإبداع”.في عام 1942، نشر الأفراد المسؤولون عن فك الشفرات في بلتشلي بارك أحجية مماثلة للكلمات المتقاطعة في صحيفة التليغراف أملاً في توظيف أشخاصٍ جدد متخصصين في علم التشفير، والذين لعبوا دوراً محورياً في مساعدة قوات التحالف في فك شفرة Enigma، والتي ابتكرها الألمان في نهاية الحرب العالمية الأولى لتشفير رسائلهم المتبادلة، ما مكن الحلفاء من الفوز بالحرب العالمية الثانية. وكان مطلوب من القراء حينها حل الأحجية في مدة لا تتجاوز الـ12 دقيقة.وتعد أحجية الشطرنج الجديدة واحدة من بين العديد من الأحاجي التي يعتزم المعهد الإعلان عنها خلال الأسابيع القادمة في محاولة لفك شفرة براعة العقل البشري.ويقول جيمس تاغ، مخترع شاشات LCD التي تعمل باللمس والذي سيترأس المعهد: “لدينا فضول لرؤية الكيفية التي تحدث بها لحظات البصيرة المفاجئة في عقول البشر. بالنسبة لي الأمر يبدو كومضة خاطفة لكنها قد تكون تجربةً مغايرةً بالنسبة لآخرين”.ويضيف: “صُمِّمَت أحجية الشطرنج لتبيان الفروق بين الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري وطبيعة الفهم البشري. بعد النظر لفترةٍ قصيرة إلى الأحجية، سيتمكن الإنسان من إدراك ما يتوجب على صاحب قطع الشطرنج البيضاء فعله، والأكثر تحديداً من هذا، ما لا يتوجب عليه فعله، وسيوظِّف القليل من مجهوده وطاقته للوصول إلى هذه القرارات. لكن بالنسبة للحاسب الآلي، يتطلب حل الأحجية إجراء كم هائل من الحسابات، والتي لا يستطيع أي من الحواسيب الآلية الخارقة الموجودة حالياً في عالمنا إتمامها”.ويأمل المعهد في تطوير تقنية جديدة لتطوير علاجات أمراض الدماغ وعلم التخدير، وتطوير نوع جديد من التلسكوب يكون قادراً على اكتشاف المادة السوداء وربما حتى حل معضلة قطة شرودنغر، وهي نظرية متعلقة بفيزياء الكم وتطبيقاتها تفترض أن قطةً موجودة في صندوق يمكن أن تكون حية وميتة في ذات الوقت.
المصدر: huffpost