أخبار منوعة

كيف تستبدل لغة البكاء عند الأطفال بلغة الإشارة؟

TO GO WITH AFP STORY BY STANISLAW WASZAK A baby looks at a mother making signs during a lesson to show to Polish mothers how to communicate by signs language with their babies on May 9, 2008 in Warsaw. Polish linguists praise the use of sign language in order to help mothers to communicate with their babies before toddlers learn to speak. AFP PHOTO/JANEK SKARZYNSKI (Photo credit should read JANEK SKARZYNSKI/AFP/Getty Images)

حقيقي أن الأمهات يتمتعن بموهبة خاصة تجعلهن قادرات على إظهار مشاعر حبهن لأطفالهن من خلال الكلمات الرقيقة، لكن التواصل بالكلمات لن يفيد إلا في مرحلة متقدمة، حين يكون الطفل قد تعلم الكلام ليتواصل معها، لكن ماذا سيحدث عندما يبدأ الطفل بالبكاء دون سبب واضح، كيف ستتمكن الأم من معرفة سبب بكاء طفلها وما الذي حدث لها قبل أن تلجأ لطبيب الأطفال؟

هل يمكن بناء لغة خاصة بينكم وبين أطفالكم قبل أن يتعلموا النطق، هل ثمة إشارات يتعلمها الطفل فتصبح اللغة التي من خلالها يتعامل مع الواقع المحيط؟ عند الجوع يلوح بيده يمينًا مثلًا وعندما يريد أن ينام يلوح بيده يسارًا؟؟

التقرير التالي يوضح لكم كيف يمكن بناء هذه اللغة وما هي المعايير المستخدمة لذلك؟

ما الذي تعنيه إشارات الأطفال؟

يتمتع الأطفال بالقدرة على التحكم في أيديهم قبل فترة كبيرة من اكتسابهم القدرة على التحكم في أصواتهم وتنفسهم وأحبالهم الصوتية. فالأطفال الرضع يمكنهم استخدام الإشارات قبل استطاعتهم النطق، أو عندما يجدون صعوبة في النطق ببعض الكلمات؛ ويحتاج الطفل، مثلنا تمامًا للتواصل والتعبير عن مشاعره أو احتياجاته أو لإثبات وجوده وأنه هنا، فهذا الأمر بالقطع يسهل الحياة عليه قليلًا، وعادة ما يحدث عند المرحلة العمرية ما بين 18 – 36 شهرًا؛ وحتى يصبح الطفل قادرًا على النطق بما يكفي للتعبير عن احتياجاته، قد يكون هناك بعض الإحباط في ظل وجود طفل غير مدرك (غير قادر على التعبير) وأم حانقة. لكن هناك حل؛ حيث إن ثمة تعاون بشكل أو بآخر بين العين واليد يتطور أسرع من المهارات اللغوية، فيمكنك تعليم طفلك لغة الإشارة وإعطاءه الفرصة لإخبارك بما يريد بدءًا من عمر 8 أشهر.

وتكمن أهمية لغة إشارة الأطفال في أنها تقلل البكاء والعصبية والإحباط، وتسمح للطفل بالتعبير عن احتياجاته، وتعزز التواصل مع الطفل، كما تعمل على تقوية الروابط، وهي بالطبع مقياس لإظهار مدى ذكاء طفلك، وتعمل على مساعدة طفلك على تطوير المهارات اللغوية والتحدث مبكرًا بالإضافة إلى أنها ترفع تطور طفلك العقلي والعاطفي.

كيف نبدأ؟

قد يظن الأهل أن تعلم استخدام لغة الإشارة وتعليمها للطفل سيكون أمرًا صعبًا خاصة عندما يكون مطلوبًا من والدٍ منهَك بعد مرور يوم وما فيه من متاعب، لكن هذا الاعتقاد خالٍ تمامًا من الصحة؛ فكل ما على الأب أو الأم هو أن يتبع نفس الطريقة لتعليم أطفاله مثلًا التلويح بـ”وداعًا” وبكل بساطة يمكنكم قول الكلمة مع التلويح بالإشارة وتمثيل الحركة أمام الطفل مرارًا وتكرارًا وبعدها ستجد أن الطفل يقوم باستخدام الإشارة تلقائيًّا.

كما هو الأمر مع أي مهارة جديدة، من الهام أن يتبع الأهل إيقاع الطفل ويقول الخبراء إن أفضل توقيت للبدء بالإشارة هو عندما يبدأ الصغير بإظهار رغبة حقيقة في التواصل. ويكون عادة بين الشهرين التاسع والعاشر من العمر؛ وفي هذا التوقيت، يلاحظ الأهل أن الطفل بات أكثر اجتماعية وتواصلًا مع الواقع المحيط، وبدأ يصدر أصواتًا أكثر ويؤدي جملة من الحركات للفت الانتباه.

“أفضل توقيت للبدء بالإشارة هو عندما يبدأ الصغير بإظهار رغبة حقيقة في التواصل. ويكون عادة بين الشهرين التاسع والعاشر من العمر”.

وينصح الخبراء هنا الأمهات بالبدء بجملة من الخطوات لتعليم الأطفال إشارات فعالة وسريعة ومنها:

    • في كل مرة تستعملين الكلمة، اجعلي طفلك يرى الإشارة أيضًا. استخدمي الإشارة ذاتها دائمًا واعتمدي التكرار وعزّزي الكلمة الأساسية مع الإشارة بحيث يستطيع طفلك أن يرى ويسمع الرابط: مثل “هل ترغب في المزيد؟ أنت تريد المزيد أليس كذلك؟ حسنًا، لنأتي لك بالمزيد!”. لا تنسي أن تقولي الكلمة وتقومي بالإشارة المناسبة في الوقت عينه.
    • ابدئي مع إشارة إلى شيء يهتم به. يلتقط الكثير من الأطفال الصغار بسرعة إشارة “أكثر” المرتبطة بالطعام!
  • استخدمي الإشارة كلما كان ممكنًا؛ عند الإشارة لشيء مرئي، يمكنك الإشارة له مما يعطي طفلك دليلًا مرئيًّا للوصل بين الكلمة والشيء المقصود والإشارة.
  • وجهي يدي طفلك بحنان, كلما أمكن، فإذا كان طفلك يجد صعوبة في عمل شكل الإشارة, يمكنك بحنان الإمساك بيديه لتساعديهما على الإحساس بالحركة.
  • اجعلي إشارة طفلك جزءًا من روتينك اليومي وقومي باستخدام الإشارة في كل فرصة سانحة: عند تغيير حفاض طفلك, في المول, في السيارة, أثناء مشاهدة التلفزيون.
  • قد يحاول طفلك الإشارة بنفسه بعد بضعة أيام، أو قد يحتاج إلى بضعة أسابيع، فكوني صبورة! اجعلي الأمر ممتعًا قدر الإمكان، لأن الأطفال يتعلمون أكثر الأشياء التي يحبون الاستمتاع بها.

أمثلة لبعض الإشارات:

في مجموعته التعليمية، يقترح الدكتور جوزيف غارسيا، الخبير الأميركي في تطور الطفل، إشارات تعتمد على لغة الإشارة الأميركية والبريطانية، لكن تستطيعين ابتكار إشاراتك الخاصة. تنجح أي حركة تقلّد معنى الكلمات، مثلًا:

  • “طعام” – ضعي أطراف أصابع يديك على شفتيك.
  • “لم يبقَ شيء” – حركي يديك مع باطن كفيك إلى أعلى إلى الأمام وإلى الوراء.
  • “خائف” – قومي بالتربيت على صدرك مرة بعد مرة.
  • “ساخن” – مدي يدك إلى الأمام واسحبيها بسرعة.
  • “أين؟” – هزّي كتفيك مع باطن كفيك مرفوعتين ومتجهتين إلى الخارج.
  • “أرنب” – حركي أنفك وجعّديه أو ارفعي إصبعين.
  • “سيارة” – حركي مقودًا (دركسيون) متخيلًا.
  • “كتاب” – ارفعي يديك مسطحتين مع باطن كفيك إلى أعلى.

وهذه بعض الإشارات التي يمكن تعلمها بالفيديو:

إشارة الجوع: من هنا

هل تريد المزيد: من هنا

الأمور بخير: من هنا

أشعر بالبرودة: من هنا

أشعر بالحرارة: من هنا

أريد عناقًا: من هنا

وللمزيد يمكنكم الدخول هنا.

وفقًا لتصريح الدكتورة ماريا ينزورث طبيبة علم نفس الطفل فإن أهم العناصر المطلوبة من الآباء لبناء التواصل مع الأطفال هي <الحنو > و<التجاوب>.

بعض الإشارات تحمل دلالات مختلفة:

ليس من الضروري أن تُأول بعض الحركات التي يقوم بها الأطفال على أنها علامة على حاجة ما أو للدلالة على وجود رغبةٍ ما، ويقول خبراء ألمان إن ثمة العديد من السلوكيات، التي قد تحمل أكثر من تفسير ومنها:

  • الضحك: عندما يضحك الطفل الرضيع فذلك يعتبر مؤشرًا على أنه سعيد. غير أن ضحك الأطفال لا يكون بالضرورة ردة فعل على شيء ما، فالأطفال يضحكون ويبتسمون كثيرًا غالبًا بدون سبب خارجي وهم في سن الرضاعة. جدير بالذكر أن الأطفال قد ينامون في الأسابيع الأولى من ولادتهم مبتسمين بسبب حركات لا إرادية للعضلات. وفي الأسبوع السادس يبدؤون في الضحك كردة فعل على تفاعل اجتماعي مع محيطهم.
  • وضع الأصابع أو اليد في الفم: عندما يضع الطفل إصبعه أو يده في فمه، يعتقد العديد من الآباء أنها علامة على أن الطفل جائع. ولكن إذا كان الطفل قد أكل بالفعل ولا يظهر أيه علامات أخرى تدل على جوعه مثل تحريك الرأس يمينًا أو يسارًا، فإن تلك الحركة يمكن أن تدل على أنه يشعر بالتعب أو أعصابه مشدودة لأنه اكتشف شيئًا جديدًا، أو أنه بصدد الاسترخاء.
  • الضغط على الظهر: عندما يضغط الطفل على ظهره ويقوسه وهو مستلقٍ وأثناء إطعامه، فهذا قد يعني أنه يشعر بآلام وحرقان في المعدة. ومن بين الأسباب التي تسبب تلك الآلام قد تكون التموضع الخاطئ لجسم الطفل أثناء إرضاعه.
  • ملامسة الأذنين: يظن بعض الآباء أن الطفل عندما يلامس أذنيه فإنه يشعر بآلام فيها وخاصة أثناء فترة ظهور الأسنان؛ ولكن عندما لا تكون درجة حرارته مرتفعة، فإن ذلك قد يعني أنه بدأ يكتشف أن لديه أذنين، أما الإمساك بالأذنين فقد يعني أنه يعاني من ضغط عصبي.
  • إعادة بعض الحركات باستمرار: الطفل الرضيع الذي يقوم بإعادة بعض الحركات باستمرار، فذلك لا يعني بالضرورة أنه يعاني من اضطراب سلوكي، فقد يقوم الطفل بذلك عندما يشعر بالتوتر أو الضغط. وتكرار الرضيع لهذه الحركات هي محاولة منه لتهدئة نفسه.
  • فرك العينين: هذه الحركة لها دلالات كثيرة كالتعب خاصة إذا كان ذلك مصحوبًا بالتثاؤب أو آلام في العينين. وعندما يلاحظ الأبوان أن العينين سليمتان فإن تلك الحركة يمكن أن تكون تعبيرًا على رغبة الطفل في لعب لعبة التخفي.

أخيرًا ..الإشارات تقوي مهارة النطق:

لم تثبت هذه الجملة بشكل علمي وبصورة قطعية، حيث يخشى الأهل أن يؤثر تعليم لغة الإشارة على تطور النطق لأطفالهم وتأخير النمو اللغوي الطبيعي. بيد أنه واستنادًا إلى بحث حديث، فإن العكس هو الصحيح: يمكن للإشارة أن تنمي الكلام والقاموس اللغوي.

فالإشارة، بحسب ما فسّر الدكتور غارسيا، تعني تعزيز وتحسين اللغة وليس استبدالها. يجب استخدامها إلى جانب الكلام العادي بحيث يتمكن طفلك من الربط ما بين الكلمة والإشارة. ولأنك تحتاجين من طفلك أن ينظر إليك، فإنه يركز بقوة على ما تقولين وفي الوقت نفسه على ما تفعلين. عندما يتمكن طفلك من ردّ الإشارة، يصبح التواصل في اتجاهين.

على سبيل المثال، إذا قال طفلك إنه يسمع صوت طائرة، يمكنك الإجابة: “هل تسمع صوت طائرة؟ نعم، أستطيع أن أراها هناك. أليس صوتها عاليًا؟”. بهذه الطريقة، ربما تمضين وقتًا أطول تتحدثين مع طفلك، وهو أفضل طريقة لمساعدته على تطوير كلامه.

 

المصدر: ساسة بوست

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock