كتاب أكاديميا

رحلة قسم التاريخ.. «على نفقته الخاصة»! | كتب: يوسف عوض العازمي

«إن الملاحظة هي مشاهدة الظواهر على ما هي عليه في الطبيعة».

(ميشيل فريمان)
الدراسات الأكاديمية النظرية في الجامعات لها أهمية في ترسيخ المعلومة في ذهن الطالب، وجودة التعليم تتطلب وجود أساتذة معلمين أكفاء يستوعبون المادة الدراسية، ويتقنون العمل بأمانة وإخلاص صادقين، بإطار مهني لا تشوبه عيوب، وفي بعض التخصصات العلمية مهما بلغت كفاءة المعلم، فلن يستطيع إيصال المعلومة نظريا بشكل تام، ما لم يربطها بشكل عملي، حيث يختلف الأمر من تخصص إلى تخصص، ومن مادة إلى مادة..

وفي جامعة الكويت – كلية الآداب، يقوم قسم التاريخ بتعزيز المعلومة النظرية، لترسيخها بذهن الطالب، الذي يتم تجهيزه كـ«مؤرخ» محتمل في المستقبل، على أرقى السبل ليستوعب الطالب المراحل التاريخية المهمة المترابطة، الموصولة بعضها ببعض..

ومن أنشطة القسم المميزة، القيام برحلات علمية تتعلق بالمقررات المدروسة، التي يختص بها القسم، وقد قام القسم برحلات أكاديمية علمية تم توثيقها، في عدد من بلدان العالم، وآخر رحلة كانت الصيف الماضي الى جمهورية أوزبكستان، المعروفة والغنية بالآثار الإسلامية، وحققت الرحلة، التي تم تنظيمها بشكل ممتاز بالتعاون مع جهات مختصة، تفاعلا كبيرا من الطلبة والأساتذة، وكانت ذات فائدة علمية كبيرة.

وفي الفترة المقبلة، سينظم القسم رحلة علمية مهمة إلى بلاد صدر الإسلام في الحجاز، حيث مكة المكرمة والمدينة المنورة.

المفاجأة التي قد يستغربها المتابع، إن هذه الرحلات غير مدعومة، لا من الجامعة ولا من غيرها، في السابق حصل دعم من جهة حكومية معينة، وأيضا بعض الجهات مشكورة، لكنه دعم غير مستمر، ولم يأت الدعم السالف الذكر إلا بعد جهود فردية سعى القسم الى إيجاده ليساعد في إنجاز رحلاته على الوجه الأكمل، حيث يدفع الطلبة (الطالب لا يملك سوى مئتي دينار قيمة الإعانة الطلابية) والأساتذه قيمة الرحلة من خلال دفعهم مبالغ مالية.

أعرف طلبة يرغبون في المشاركة في مثل هذه الرحلات، لكنهم لا يستطيعون دفع تكاليفها، وحتى الأساتذة لديهم مشاغل وتكاليف الحياة ما يتعبهم ماديا، لا يمكن أن يستمر الوضع بهذه الطريقة، هؤلاء أكاديميون يقومون بأنشطة علمية تخصصية، ينبغي تشجيعهم وتقديم الدعم اللازم، لأن الأمر يتعلق بسمعة الجامعة، واحترامها لمنتسبيها وتقديرها لما يقومون به.

أرجو الانتباه لما يحدث، والتعامل بإيجابية ودعم الأنشطة، فمن يقوم بها في النهاية.. أكاديميون وطلبة كويتيون لهم حق على الدولة. ولا منّة في ذلك.

يوسف عوض العازمي

نقلاً عن القبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock