الغصاب : خريجو «التربية البدنية» يفضّلون التدريس طمعاً في «الكادر» والإجازة الصيفية
أكد رئيس قسم التربية البدنية في كلية التربية الأساسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور عبدالله الغصاب أن سوق العمل بالنسبة لخريجي قسم التربية البدنية واسع جداً وليس مقتصراً على مهنة التدريس فقط.
وكشف الغصاب في حوار مع «الراي» ان معظم طلبة قسم التربية البدنية في الكلية يرغبون في العمل بمهنة التدريس للحصول على الكادر والإجازة الصيفية دون بذل أي جهد.
وأوضح أن واقع سوق العمل يتيح للخريج الفرصة في العمل في الجيش والشرطة والحرس الوطني والمطافئ، وأيضاً الرعاية الطلابية بالإضافة إلى هيئة الرياضة والشباب والأندية واللجنة الأولمبية واتحاد الكرة وشركة المشروعات السياحية، مؤكداً أن من يفرض نفسه وكفاءته من الخريجين يجد طريقه في أفضل المواقع والأماكن.
وذكر أن القسم يقوم بدوره المطلوب من تهيئة المخرجات بالمتطلبات التي تطلبها وزارة التربية للتدريس في المرحلة الابتدائية إلا أن الوزارة لا تراعي ذلك وتقوم بتوظيف المخرجات في تعليم المرحلة المتوسطة والثانوية.
وإلى نص الحوار:
• هل لك أن تحدثنا عن قسم التربية البدنية وأهم الإنجازات التي حققها أخيراً؟
– قسم التربية البدنية في كلية التربية الأساسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب يعتبر من الأقسام المرغوبة ويحظى بإقبال كبير من قبل الطلبة والطالبات، وخلال العام الجاري واجهنا إقبالاً غير مسبوق من الطلبة حيث تقدم عدد كبير يقارب 4 آلاف منهم 3 آلاف طالب وألف طالبة.
وقد تميزت هذه الدفعة بوجود العديد من المتقدمين المتميزين من المواهب وهواة الرياضة واللاعبين في الأندية والمنتخبات الكويتية، وبعد التشاور مع إدارة الهيئة ووزارة التربية تم الاتفاق على قبول 700 من الطلبة، تم تقسيمهم على مجموعتين، قبلنا المجموعة الأولى 350 طالبا في الفصل الأول والمجموعة الأخرى تم قبولها في الفصل الثاني، كما تم قبول 200 طالبة فقط في الفصل الأول علماً بأن سوق العمل بحاجة إلى خريجات من قسمنا، أما بالنسبة للطلبة الذكور فالحاجة كانت موجودة سابقاً، إلا أن قيامنا بفتح باب القبول جاء بعد كتاب رسمي من قبل وزارة التربية.
وحالياً يواجه القسم معضلة في مسألة الطاقة الاستيعابية في الوقت الذي لا توجد هناك ميزانية من الممكن أن تصرف للساعات الزائدة، وقد بادر العديد من أعضاء هيئة التدريس في القسم بتقديم 18 إلى 20 ساعة دراسية، كما قمنا بالاستعانة بالمنتدبين.
ومنذ اليوم الأول بدأت بالإصلاح الداخلي، من خلال إرجاع العلاقات الاجتماعية ما بين أعضاء هيئة التدريس، ولم تصل حتى اليوم أي شكوى لدى عمادة الكلية إلا في الفصل الصيفي والتي تتركز على الاستفسار عن اللائحة، وهو إنجاز للقسم الذي كان يتلقى في الأسبوع الواحد من 4 إلى 5 شكاوى.
كما قمنا بتفعيل النشاط الثقافي داخل القسم العلمي ونظمنا العديد من الندوات بالتعاون مع الجمعية الطلابية في القسم والعلاقات العامة بالكلية، والتي أيضاً تم تفعيلها هذا العام، وأثمرت جهود التعاون معهم في إصدار مجلة بدعم معنوي من الكلية والهيئة كما قمنا بتنظيم بطولة تحت اسم المرحوم بإذن الله سعود الدويسان بمشاركة الطلبة والدكاترة.
كما حرصنا على المشاركة في الأنشطة الثقافية للهيئة، وتنظيم ندوتين في القسم، وسعينا جاهدين لتغيير الصورة النمطية التي ينظر بها الكثيرون إلى التربية البدنية وأنها مجرد حصة ألعاب ولعب كرة قدم، وقد حرصنا خلال أنشطتنا على توضيح الجانب النظري للتربية البدنية وكيف أنها تهتم في البعد البدني والفكري لدى الإنسان وأنها قائمة على أسس نظرية علمية بحتة، واستطعنا أن نغير قناعات الكثيرين ممن صدموا بهذا البعد النظري الذي يمتاز به تخصص التربية البدنية.
كذلك بدأنا ننتقل إلى تعزيز مفهوم الشراكة المجتمعية وذلك تبعاً لرؤية سمو أمير البلاد، لاسيما وأن المؤسسات التعليمية تحتضن أهم عنصر في الدولة وهم فئة الشباب الذين يمثلون مستقبل الوطن وصلاح المجتمع، ولأننا نهتم بشريحة الشباب كان لنا تواصل مع هيئة الشباب أخيراً، وقد عرضنا على الهيئة مشروعا يتيح لنا تقديم خدمات إشرافية وتنفيذية ومساعدة سواء في الأبحاث العلمية أو دراسة ظواهر معينة، وقد اتفقنا على وضع رؤية لمشروع سيتم اعتماده خلال الفترة الراهنة.
كما قمنا بتكثيف الندوات التوعوية في المدارس من خلال عمل تطوعي، وفي الجانب العلمي نحن بصدد الاتفاق مع هيئة الرياضة لعقد مؤتمر دولي علمي يعتبر الثاني من نوعه على مستوى الكويت، وقد تم عرض المؤتمر بكافة محاوره وتكاليفه، وبالفعل استجابت إدارة الهيئة لدعمه لما له من أهمية في المجتمع، حيث سيركز على الجوانب العلمية في التربية البدنية، ومواضيع الادارة الرياضية لاسيما في ظل ما نعاني منه من وقف الرياضة الكويتية، بالإضافة إلى الجوانب الصحية للرياضة والتدريب، والعلوم الصحية، علماً بأن المؤتمر سيحظى بحضور ما يقارب 90 أكاديمياً من مختلف الدول العالمية، بالإضافة إلى العديد من القيادات الرياضية الدولية.
وهذا المؤتمر كما هو الثاني في تاريخ القسم الذي أنشيء العام 1987، ولم يقم بتنظيم مؤتمره الأول إلا خلال العام 2008، ومن هذا المنبر اعترف أني كنت مستعداً لتقديم استقالتي لو تم رفض هذا المؤتمر لأنني أعتبره بالنسبة لي إنجازاً مهماً، وأنا لم أستلم هذا المنصب إلا لأحقق الإنجازات.
ومن أهم الإنجازات التي حققناها هذا العام استقبال الطلبة في اختبارات القدرات وتهيئة الأجواء المناسبة لهم، رغم أنها تزامنت مع حرارة الطقس ودخول شهر رمضان المبارك، وقد قمنا بتقسيم الأعداد الكبيرة من الطلبة الذين توافدوا على القسم إلى مجموعتين، حيث استقبل موقع العارضية 1500 طالب، وومثلهم في موقع العديلية، وسارت العملية على ما يرام رغم الصعوبات التي كنا نتوقع أن نواجهها، لكن بفضل جهود التعاون مع الهيئة والجمعية الطلابية في القسم بقيادة رائدها الدكتور خالد الشرجي استطعنا أن نحقق النجاح في تسيير عملية الاختبار على أفضل ما يكون.
وأرى أن جهود الطلبة المتطوعين المشاركين في الاختبار أكسبتهم ثقة الإدارة في الهيئة والعديد منهم تم التواصل معه للعمل في العلاقات العامة في الإدارة، وهذا مكسب لنا في القسم.
•ماذا عن التغييرات التي أحدثتموها في صحيفة التخرج؟
-أعددنا صحيفة تخرج جديدة وفقاً لنظام الجودة الذي طلبه عميد الكلية، ففي السابق كانت بعض المواد مثل مادة كرة القدم تشتمل على وحدة واحدة وبعض المواد الأخرى تشتمل على وحدتين وأخرى 3، وتبعاً لرؤية الكلية فقد صدر قرار بضرورة تطبيق 3 وحدات دراسية على جميع المقررات، وهذا شكل لنا صعوبة كوننا من الأقسام النوعية في الكلية، ونحن بدورنا كقسم حيث عقدنا اجتماعاً طارئاً، ولكي نحقق هذا التوجه عملنا بحرفية علمية واستطعنا انجاز صحيفة تخرج متميزة باتفاق جميع أعضاء القسم وهو من الأمور التي تحدث بشكل نادر لدى قسم التربية.
•ماذا عن اتفاق التعاون بينكم وبين الهيئة العامة للرياضة على مستوى المخرجات الطلابية؟
-طلبت الهيئة العامة للرياضة منا تقديم مخرجات متخصصة في مجال الإدارة الرياضية، وهو أمر تحتاج إليه الهيئة خصوصاً وأن من يعمل في هذه الهيئة من خريجي القسم في التربية البدنية عدد قليل جداً أي ما يقرب 10 فقط من أصل العدد الكلي للموظفين، وهو أمر ينعكس سلباً على الإخفاق الإداري في الرياضة والقرارات التي تتخذ من قبل رياضيين غير متخصصين في الإدارة الرياضية، وبالتالي فإن طرحنا لهذا البرنامج من شأنه أن ينعكس إيجاباً على مستوى سوق العمل نظراً للحاجة الماسة له.
كما طلبت منا وزارة التربية طرح برنامج يعنى بالطلبة الذين يعانون من صعوبات التعلم ومن لديهم إعاقات ذهنية أو حركية، حيث أبلغتنا الوزارة بحاجتها لذلك لاسيما وأن تدريب مثل هذه الفئات يحتاج إلى خبرة خاصة ومعرفة، ومثل هذا البرنامج يحتاج إلى وجود فريق متكامل وبالتالي نحتاج إلى التعاون مع هيئة المعاقين، ونحن بدورنا سنعمل على جانب التجهيز للبرنامج الأكاديمي وسنستضيف الدكتور محمد المحمامي كأستاذ زائر في القسم من أجل بحث سبل تطوير كافة البرامج المرتبطة بذوي الاحتياجات الخاصة وبرنامج الإدارة الرياضية.
•البعض يتهم مخرجات القسم بأنها دون المستوى المطلوب فما ردكم؟
-نحن نقوم بدورنا المطلوب من تهيئة المخرجات بالمتطلبات التي تريدها وزارة التربية للتدريس في المرحلة الابتدائية إلا أن ما نراه أن وزارة التربية لا تراعي ذلك وتقوم بتوظيف المخرجات في تعليم المرحلة المتوسطة والثانوية.
وأرى القول بأن مخرجاتنا دون المستوى فيرجع إلى سوء التوظيف وليس بسبب مستوى طلبتنا، كما أن الوزارة لا تجري اختبار قبول للمتقدمين على وظيفة المعلم من قسم التربية البدنية في الكلية وهو أمر يتوجب إقراره حتى يتم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
ونحن نستغرب عزم الوزارة تطبيق نظام الكفايات رغم صعوبة تطبيقه في نظامنا التعليمي نظراً لاختلاف البيئة التي يطبق فيها عن البيئة التي أثبت نجاحه فيها، كما نستغرب أيضاً منح وزارة التربية المعلمين درجات امتياز دون أن تطور مهاراته ثم تتهم مخرجاتنا بالقصور.
•ماذا عن المجالات الأخرى المتاحة للخريجين غير مهنة التعليم؟
-سوق العمل بالنسبة لخريجي القسم كبير جداً، لكن الطلبة يريدون الكادر والإجازة الصيفية ولا يريدون التعب، وكأنه بات مصير محتوم على الخريجين هنا، إلا أن واقع سوق العمل نجد بأنه يتيح للخريج الفرصة في العمل في الجيش والشرطة والحرس والمطافئ، وأيضاً الرعاية الطلابية بالإضافة إلى هيئة الرياضة والشباب والأندية واللجنة الأولمبية واتحاد الكرة، وواقعاً نجد أن من يفرض نفسه وكفاءته يجد طريقه في أفضل المواقع والأماكن.
ومن الغريب أننا نجد هذا الجهل لتخصص التربية البدنية واقتصار فهم البعض له على أنه لعب كرة فقط، وفي الحقيقة لا يمكن لنا أن نعدل سلوك الإنسان وخصوصاً الأطفال إلا من خلال اللعب، فنحن نتعامل مع عقل وروح وبدن الطالب، وبالتالي نستطيع أن نكتشف شخصية الطالب الحقيقية.
المصدر: الراي