كتاب أكاديميا

أطياب الشطي تكتب : التعليم الغارق

هل حقاً أن الغلو في أسعار المدارس الخاصة ووصولها لـ2000 دينار بالكورس الواحد يدل على كفاءة وقوة التعليم؟!

في ظل دولة تحتل المركز الأربعين في تعداد التعليم العالمي يدل ذلك المبلغ الكبير على الحال التي وصل اليها التعليم في مرحلة متأخرة جداً -المركز الاربعين- حيث أصبحت المتاجرة بتعليم رديء يجري تغليفه بمبالغ باهظة تنهال على الناس، ظناً بأنه استثمار مستقبلي لأبنائهم على المدى البعيد.

عجبي.. لتلك المدارس الخاصة التي توثق شهادات طلابها عبر المراسلات مع المدرسة الأم خارج الكويت، وتجد أن افرعها في الدول الأخرى تقدم التعليم نفسه بمبلغ زهيد يكاد يكون نظير رسوم لا أكثر.. ما الذي يدل عليه هذا الغلو؟!

عندما كانت إدارة المنشآت كافة لا ينشبها السرطان المسمى بالتجارة الذي أخذ ينهش العديد من أجزاء الدولة، يتغذى عليه ثم يرميه هالكاً بعد القضاء عليه.. وقبل هذا السرطان لم تكن الكويت تقف في مصاف الدول المتأخرة بعض الشيء، سواء بالتعليم أو الصحة أو غيرها من الميادين.. حتى أصيبت به.

بين بعض المعلمين الحكوميين الذين يتعمدون انتهاج أسلوب غامض في الشرح حتى يتمكنوا من إعطاء دروس خصوصية للطلبة لاحقاً.. وبين بعض المدارس الخاصة التي آثرت التعامل بالمادة مقابل ضمان تعليم الطالب بهدف ابتلاع أموال المواطن لا لتعليم ابنه.. نجد أن المواطن الكويتي صار محاصراً بين فساد مشترك من الطرفين لا يجد الحل الآمن للحصول على تعليم ابنه سوى بترك الجسد الذي أكله السرطان، والاتجاه إلى دولة اخرى بإمكانها توفير تعليم نزيه وشهادة موثوق بها إذا ما قدمت إلى أية دولة.

لا أريد النظر الى وطني بمنظار أسود، لأنني أعلم أن بلادي الحبيبة بما تملكه من امكانات مادية وطاقات شبابية مؤكدة يمكنها ان توفر التعليم الأفضل ومراكز الصحة المتطورة وكذا تحقيق النجاح في الميادين الرياضية.

المشكلة ان التجارة اذا ما غُمست بالجشع أصبحت مفسدة فعلية، وأن الموازنة بين تحريك الأموال وتنظيم إدارة المنشأة والاجتهاد بالتقدم وتطوير المراكز وضخ التحرك المتوازن بين الاثنين في منشآت الدولة هو التطور الذي نحتاجه، والذي سيأخذ الدولة الى الخطوة التالية.

نتمنى على نواب المجلس الحالي ان يضعوا نصب أعينهم تطوير البلد وتعميره في كل الميادين، عليهم أن يجتهدوا في البحث في أسباب تراجع التعليم في الكويت.. واستغلال التعليم في التجارة.. وعلى وقوف الكويت عند المركز الأربعين عالمياً.
أطياب الشطي – القبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock