8 من أعظم الخطابات السياسية في التاريخ الحديث وأكثرها تأثيرًا
يقفون أحيانًا أمام جماهير غفيرة تنتظر ما ستُسفر عنه كلماتهم الحماسية، وأحيانًا خلف شاشات التلفاز ليخاطبوا شعبًا قلقًا على ما يحمله المستقبل إليهم؛ وسواءً انتهت كلماتهم بتصفيق وهتافات مؤيدة، أو غضب عارم من الجماهير، فقد شكّلت خطابات رجال السياسة الكثير من الأحداث المهمة في تاريخ العالم الحديث، وترجمت أحداثًا اجتماعية وسياسية وعسكرية كبرى، ورسمت معالم حروبٍ وثورات.
1. مارتن لوثر كينج: عندي حلم
«إنني لسعيدٌ بانضمامي إليكم اليوم، فيما سيدخل التاريخ كأعظم مسيرة للحرية في تاريخ أمتنا».
هكذا بدأ المناضل الأمريكي مارتن لوثر كينج خطابه الأشهر في العام 1963 في العاصمة الأمريكية واشنطن، وقد كان ما توقعه حقًا.
بكلمات رنانة، وجُمل مفعمة بالأمل والتحدي، خاطب لوثر كينج أكثر من 250 ألف أمريكي؛ ليصل إلى ذروة حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة الأمريكية، التي أعلنت إن السود لم يحصلوا بعد على كامل حقوقهم كمواطنين حتى بعد 100 عامٍ من إلغاء الرق في أمريكا.
بعد المسيرة التي شارك فيها مئات الآلاف من المواطنين، التقى وفدٌ من قادة الحركة بالرئيس الأمريكي آنذاك جون كينيدي، الذي دعم موقف الحركة بإعلان قانون الحقوق المدنية.
الترجمة العربية للخطاب من هنا
2. جورج واشنطن: خطاب الاستقالة
قائدٌ منتصر في حرب أهلية طاحنة، انتهت برسم معالم بلد جديد ما يزال يتلمس حدود هويته وما يؤمن به، ورئيسٌ للجنة كتابة أحد أعظم دساتير العالم وأطولها بقاءً، لكن أعظم ما صنع في حياته على الإطلاق ربما كان أمرًا آخر.
خرج جورج واشنطن بعد الحرب الأهلية التي كان فيها قائدًا للجيوش المنتصرة والجميع يراه زعيمًا عظيمًا، والبعض يرغبون في تنصيبه ملكًا يستحوذ على السلطة الجديدة التي تشكّلت تحت قيادته، لكنه آثر الاستقالة من قيادة الجيوش ليُرسي قواعد الجمهورية الوليدة في عام 1784، قبل أن يرأس لجنة كتابة دستورها في عام 1787، ويصبح رئيسًا لها في عام 1789 لدورتين متتاليتين، رسمت نهايتهما طريقة الانتقال السلمي للسلطة في الولايات المتحدة الأمريكية عبر الانتخابات، في عالمٍ كان يحكمه الملوك وذوي القوة والنفوذ.
3. وينستون تشرشل: سنحارب على الشواطئ
بعد 10 أشهر من اندلاع الحرب العالمية الثانية، ووسط تقدم قوات ألمانيا النازية في أوروبا، أصبح ونستون تشرشل رئيسًا لوزراء بريطانيا في وقتٍ صعب، يجب عليه فيه انتشال بلاده من الحرب.
وفي أول شهر من توليه المنصب، ألقى تشرشل سلسلة تاريخية من ثلاثة خطابات أمام مجلس العموم البريطاني، أوضح فيها رؤيته للحرب، ويقينه من تفوق بلاده فيها، وبث الحماس في جنوده وأفراد الشعب الذين كانوا يرون القوات النازية تقترب من حدود بريطانيا بعد سقوط فرنسا.
كان هذا الخطاب هو الثاني من السلسلة، واستخدم تشرشل فيه نبرة مفرطة الحماسة واليقين قائلاً: «سندافع عن جزيرتنا مهما كان الثمن؛ سنحارب على الشواطئ … لن نستسلم أبدًا».
نص الخطاب كاملاً من هنا
4. جمال عبد الناصر: تأميم قناة السويس
وسط أزمة سياسية ودبلوماسية بين مصر بقيادة الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، والولايات المتحدة الأمريكية بقيادة أيزنهاور، وخلاف كبير حول مشروع بناء السد العالي، الذي رفضت أمريكا وإنجلترا تمويله، ولم يستطع عبد الناصر الحصول على تمويل من البنك الدولي، قرر عبد الناصر تأميم قناة السويس.
وفي العيد الرابع لثورة 1952، أعلن عبد الناصر تأميم القناة من الإسكندرية، وسيطرت القوات المصرية على القناة بعد كلمة السر المتفق عليها «فرديناند ديليسبس».
وأعقب قرار التأميم الهجوم الذي عُرف بالعدوان الثلاثي على مصر من إسرائيل وبريطانيا وفرنسا.
النص الكامل للخطاب من هنا
5. غاندي: اتركوا الهند
في عام 1942، كانت الهند قد أمضت حوالي قرن كامل تحت الاستعمار البريطاني، وكان المهاتما غاندي، الأب الروحي للمقاومة السلبية بتكتيكاتها السلمية المختلفة التي استخدمها الهنود للمطالبة باستقلالهم عن التاج البريطاني قد اقترب من نهاية حياته.
جاء خطاب «اتركوا الهند» عشية إطلاق حركة اتركوا الهند للمطالبة بانسحاب تدريجي منظم لبريطانيا من الهند، ورسم فيه غاندي رؤيته لطريقة رحيل القوات البريطانية، وخاطبها قائلاً: «اتركوا الهند وأنتم أسياد»، لكن بريطانيا واجهت الحركة بموجة قمع واعتقالات طالت غاندي نفسه.
6. كينيدي: لا تسأل ماذا يمكن أن يقدم لك بلدك
جاء خطاب تنصيب أصغر رئيس للولايات المتحدة الأمريكية في تاريخها، جون كينيدي، في عام 1961 ليرسم ملامح فترة جديدة شابة في تاريخ أمريكا، ويكفي التذكير بجملة واحدة انتقلت من هذا الخطاب إلى تراث عدة دول تعبيرًا عن الوطنية:
«لا تسأل ماذا يمكن أن يقدم لك بلدك؛ اسأل ماذا يمكن أن تقدمه لبلدك».
7. نيكيتا خروشوف: عن ستالين
بعد ثلاث سنوات من وفاة الزعيم السوفيتي ستالين، ألقى السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفيتي نيكيتا خروشوف خطابًا سريًّا أمام مؤتمر الحزب في عام 1956، عن مساوئ عبادة الفرد، ورؤيته للأدوار الاجتماعية ومفهوم القيادة، وأعلن فيه تنديده بممارسات ستالين وجرائمه، وممارسات البوليس السري.
كان الخطاب مباشرًا وقويًّا، ويُعد العامل الأكبر في تدمير سمعة ستالين.
الخطاب كاملاً بالإنجليزية من هنا
8. مانديلا: ولادة مجتمع إنساني
«وقت مداواة الجروح قد حان».
عكس ما قد يتوقعه البعض من رجل وصل إلى السلطة بعد سجن لأكثر من 20 عامًا، في بلدٍ شهد واحدًا من أسوأ نظم التمييز العنصري وقمع البيض للمواطنين السود، جاء خطاب تنصيب الزعيم الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا هادئًا وحاسمًا ومركزًا.
وجّه مانديلا خطابه إلى جميع المواطنين في بلاده ليشكل عهدًا جديدًا، قال عنه:
«لن يحدث أبدًا، أبدًا، أبدًا مرة أخرى، أن تشهد هذه البلاد الجميلة قمع أحدٍ لآخر مرة ثانية».
نص الخطاب كاملاً من هنا