العيسى: إن أردنا لجامعة الكويت أن تتبوأ مركزاً متميزاً فلا بد من التركيز على «الدراسات العليا»
أكد وزير التربية والتعليم العالي الرئيس الأعلى للجامعة الدكتور بدر العيسى أن كلية الدراسات العليا هي عصب الجامعة الحيوي وعمودها الفقري، لافتاً الى أن “بها يرتفع تصنيف الجامعات”، ومشيراً الى أننا إن أردنا أن تتبوأ جامعة الكويت مركزاً متميزاً ضمن الجامعات العريقة فلا بد من التركيز على الدراسات العليا وتطوير مخرجاتها.
وفي كلمة له خلال رعايته وحضوره افتتاح مؤتمر تنظمه كلية الدراسات العليا في جامعة الكويت بعنوان “الدراسات العليا والبحث العلمي في دول الخليج العربية..تحديات الحاضر وتطلعات المستقبل”، قال الوزير العيسى “إن طالع السعد أن ينعقد هذا المؤتمر وجامعة الكويت تحتفل اليوم بمرور خمسين عاما على إنشائها، بعد أن خطت على درب التطور خطوات كبيرة منذ بدء الدراسة بمنتصف الستينيات بها إلى الآن، حيث تخرج منها الكثير من الأطباء والمهندسين والعلماء الذين ساهموا وما زال الكثير منهم يساهمون في رفع شأن هذا الوطن المعطاء ويدفعون قدما في تطوير عجلة التنمية وازدهار المجتمع، وقد تبوأ الكثير منهم مناصب قيادية في مؤسسات الدولة المختلفة وما زال هناك الكثير من العمل الدؤوب الذي يجب على الجامعة القيام به لتتبوأ المكانة المرموقة التي ننشدها ونتطلع إليها ضمن الجامعات المتميزة عربياً وعالمياً”.
وأكد العيسى أنه “لا يمكن أن يتحقق ذلك من خلال الأمنيات ولكن يحتاج إلى الجهد الكبير والتفاني والإخلاص في العمل المطلوب من الجميع – الإدارة الجامعية وأعضاء هيئة التدريس والطلبة – كل في موقعه”، مضيفاً: “من هنا تأتي أهمية هذا المؤتمر الذي تنظمه وتشرف عليه كلية الدراسات العليا في جامعة الكويت، إذ تعتبر الكلية عصب الجامعة الحيوي وعمودها الفقري فمنها تنبثق الأبحاث العلمية المتميزة وبراءات الاختراعات العالمية وبها يرتفع تصنيف الجامعات”.
وأشار إلى أن “بإلقاء نظرة سريعة على الجامعات التي تحتل أعلى المراتب في سلم التصنيف العالمي نجد أن الفضل الأكبر في ذلك يعود إلى كليات الدراسات بها وإلى الأبحاث المتميزة التي ينشرها طلبة الدراسات العليا بها مشاركة مع أساتذتهم، لذلك إن أردنا أن تتبوأ جامعة الكويت المركز المتميز ضمن الجامعات العريقة فلا بد من التركيز على الدراسات العليا وإعطائها الاهتمام الخاص الذي يساعد في تطوير مخرجاتها وتذليل العقبات التي تقف عائقا في تطورها مما يؤهلها لتبوء عجلة القيادة في البحث العلمي والنشر، وبذلك تزدهر الأبحاث ويزداد النشر العلمي اقليميا وعالميا ويرتفع تصنيف الجامعة ويزدهر المجتمع”.
وأضاف العيسى: “لا بد لي في هذا المقام من أن أرحب بجميع الأخوة المحاضرين في هذا المؤتمر العلمي المهم من رؤساء جامعات وعمداء وزائرين من جامعات دول الخليج العربية والدول الشقيقة والصديقة لدولة الكويت”، متمنيا لهم طيب الإقامة في بلدهم الثاني الكويت، راجيا من الله سبحانه وتعالى النجاح لمؤتمرهم هذا. وفي الختام أبارك للجامعة يوبيلها الذهبي، ولكلية الدراسات العليا لمؤتمرها المتميز مع تمنياتي بأن يكون حافزا لمزيد من الإنجازات، وتكون توصياته نظرة لاستشراف المستقبل لمواجهة التحديات وتذليل العقبات التي تقف حجر عثرة في تطوير وازدهار جامعة الكويت، في ظل القيادة الحكيمة لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وولي العهد الشيخ نواف الأحمد حفظهما الله ذخرا لهذا الوطن العزيز”.
من جانبه، أوضح رئيس جمعية الهلال الأحمر الكويتية وعضو اللجنة الاستشارية الدكتور هلال الساير في كلمة اللجنة الاستشارية للمؤتمر “أهمية الدراسات العليا في تحقيق أهداف الجامعات وتنمية أساتذتها من خلال مشاركتهم في البحث العلمي لتطوير العلم والتعليم لدعم تقدم المجتمع”.
وقال: “إن البحث العلمي والدراسات العليا أساس التعليم الجامعي والمعيار الأساسي لتصنيف الجامعات”، شاكرا كلية الدراسات العليا “على تنظيم هذا المؤتمر الذي يتوج مسيرة 50 عاماً من إنجازات جامعة الكويت بمشاركة كوكبة من ممثلي جامعات دول الخليج العربي”.
وذكر إن “جامعة الكويت فتحت أبوابها عام 1966 في عهد الأمير الراحل الشيخ صباح السالم الصباح رحمه الله بهيئة أكاديمية مكونه من 30 أستاذاً و90 معيداً وما يقارب الـ300 طالب وطالبة، آخذين بالاعتبار النسبة المتعارف عليها عالميا للحفاظ على نوعيه التعليم وتطويره”.
وقال إنه “مر نصف قرن على جامعة الكويت وقبلها جامعة الملك سعود مما يؤكد نضج التعليم الجامعي واستعداد برامج الجامعات في الخليج العربي على التوسع لوضع الدراسات العليا في القيادة”، مشيراً الى أن “الأساتذة المتميزين يبحثون عن الجامعات التي تهيء لهم جو البحث والاكتشاف”.
وتابع الساير إن “جودة التعليم الجامعي وتطويره تعتمد على منظومة مكونة من طالب الدراسات العليا عضو أساسي ومساعد في الهيئة التدريسية”، متمنيا “أن يكون المؤتمر نقطة انطلاق التعليم الجامعي المتعارف عليه عالميا الذي يبدأ بالتركيز على الدراسات العليا ثم تطوير العلم والتعلم وقضاء فترات دراسية في الجامعات الخارجية لكسب الخبرة”، متمنيا للجامعة دوام التطور والازدهار.
بدوره، بين نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة ووزير التجارة والصناعة السابق عبدالوهاب الوزان “دور القطاع الخاص في دعم الدراسات العليا والبحث العلمي ومساهمته مع الجامعات في تنمية المجتمع ودفع عجلة التقدم ومسيرة البناء”.
وأشار إلى أن “نصف القرن الماضي شهد تحولات في توجهات الدول المتقدمة في البحث عن وسائل تمكنها من تطوير إمكانياتها وقدراتها الاقتصادية، وبدأ التأكيد على أهمية المعرفة للاستفادة من الثروات الطبيعية وسبل إدانتها فبرز البحث العلمي كونه وسيلة هامه في تنمية الاقتصاد”.
وأوضح أن “العالم وسع الاستفادة من الموارد الطبيعية بشكل أكبر مع خلال البحث العلمي وتحول من عالم قائم على القدرات العسكرية بالدرجة الأولى الى عالم قوامه الصناعات، حيث أولت الدول المتقدمة الاهتمام بالبحث العلمي في سبيل تحسين وتطوير أوضاعها الاقتصادية ورفع مستوى قدراتها التنافسية”.
وتابع الوزان: “أكدت أهمية هذه التوجهات إحصائيات الأمم المتحدة حيث أثبتت بأن البحوث والدراسات تساهم بنسبة 40 الى 80 بالمئة في تطوير المجتمعات في الجانبين الاقتصادي والاجتماعي لكن بعض الدول النامية لم تعط البحث الأهمية”، موضحاً أن “بعض الحكومات في الدول تعجز عن تمويل البحوث ودعم الجامعات بصورة تمكنها من القيام بدورها، ويجب مساندة الحكومات في تمويل الجامعات والبحوث العلمية باعتبار ذلك جزءا من المنظومة الاقتصادية للدولة”.
وقال إنه “في ظل مطالبة الجامعات بمواجهة الكثير من التحديات وضرورة توجيه البحوث والدراسات العلمية نحو المجلات التطبيقية كونها أساس التنمية و التقدم الاقتصادي والاجتماعي، حيث ظهرت إشكالية العلاقة بين الجامعات والقطاع الخاص كونها تواجه مجموعة من العقبات أهمها عدم ثقة القطاع الخاص بمخرجات الجامعة وانشغال الجامعات بالجانب الأكاديمي وقلة البحوث التطبيقية”، لافتاً الى “تجربة اليابان من خلال البحوث المشتركة حيث أحرزت قفزات واسعة في القطاع الصناعي واحتلت مركزاً متقدماً في ترتيب الدول الصناعية وامتلكت العديد من مراكز البحوث العلمية فتزايد الطلب والإنفاق على البحوث العلمية الى جانب تجارب الدول الأخرى مثل أميركا وسنغافورة وكوريا”.
كما أشار إلى “نموذج من الدول العربية حيث بادرت شركة سابك السعودية بإنشاء مجمع سابك للأبحاث والتقنية عام 1991 وقدمت منحاً لدعم البحوث العلمية ومنح علمية ونظمت جائزة لأحسن مشروع في الهندسة الكيميائية وبنت مختبرات في الجامعات ومراكز الأبحاث، لذلك نالت الشركة اسما تجاريا مميزا وأصبحت علامة بارزة على المستوى الإقليمي”.
وذكر “دور القطاع الخاص في دعم أنشطة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بنسبة واحد بالمئة من صافي أرباحها السنوية لتحفيز المبادرات التنموية بالكويت يوفر بيئة تشجع على الابتكار، الى جانب تقديم الدعم المالي والعلمي للكثير من الأبحاث العلمية وتحويلها الى مشاريع تطبيقية”.
من جهته، أعرب عميد كلية الدراسات العليا في جامعة الملك سعود في السعودية الأستاذ الدكتور طارق الريس في كلمة له ممثلا عن الجامعات المشاركة عن سعادته بالمشاركة بهذا المؤتمر وبمناسبة احتفال جامعة الكويت باليوبيل الذهبي، شاكرا جهود القائمين على المؤتمر وحسن الاستقبال وكرم الضيافة.
وقال إن “المؤتمر يهدف الى استشراف الرؤى التطويرية للدراسات العليا والبحث العلمي بدول الخليج العربي في ضوء ما فرضته تحديات الحاضر وما تمليه علينا تطلعات المستقبل، الى جانب التغيرات الإقليمية والعالمية الكثيرة والتي فرضت الكثير من التحديات التي تؤثر على مسيرة التنمية بجوانبها العلمية والاقتصادية”.
وشدد على “ضرورة تضافر الجهود البحثية والعلمية بين جامعات دول مجلس التعاون وتوجيه ما تملكه من مقومات مادية وبشرية لمواجهة التحديات الحاضرة”، موضحا أن “الدراسات العليا لم تعد ترفا ثقافيا بل انها أحد الركائب الأساسية للعملية التربوية والتعليمية في التعليم الجامعي”.
وقال إن “على الجامعات إعداد كوادر علمية وتقنية ذات مؤهلات تخصصية عالية قادرة على تلبية احتياجات التنمية وإنتاج الأبحاث الموجهة لمعالجة قضايا المجتمع ودفع عجلة التنمية”.
من جانبها، رحبت عميدة كلية الدراسات العليا في جامعة الكويت ورئيسة المؤتمر فريدة العوضي بالعمداء والأكاديميين وطلبة الدراسات العليا المشاركين بالمؤتمر لمساهمتهم في المؤتمر وحرصهم على المشاركة، وقدمت التقدير والعرفان “لكل من ساهم بإقامة هذا المؤتمر وبمناسبة احتفال الكويت بيوبيلها الذهبي حين أصبحت جامعة الكويت رائدة في مجال التعليم بالكويت لتحقيق سبل تعزيز مكامن الدراسات والعليا وبالأخص القضايا العلمية المشتركة
وتبادل الخبرات المشاركة بين الدول الخليجية لتوحيد الجهود بين دول الخليج لمشاركة العالم لتحقيق التنمية لمجتمعاتنا للأجيال القادمة”، آملة “أن يحقق المؤتمر أهدافه وتوصياته”.
كما تقدمت بالشكر لأعضاء اللجنة الاستشارية “في فكرهم المتميز وخبراتهم الطويلة في البحوث العلمية لتبوء مكانة متميزة على خارطة البحث العلمي من خلال تقويم منظومة الدراسات العليا لتحديد مستوى كفاءتها والتخطيط لبرامجها التي تلبي احتياجات خطط التنمية وسوق العمل”.
وتوجهت عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الكويت الأستاذة الدكتورة فريدة العوضي بالشكر الجزيل “لكل من ساهم ليكون هذا المؤتمر حقيقة واقعة”.
وقالت: “يأتي هذا المؤتمر بمناسبة كريمة وعزيزة علينا جميعا وهي احتفال جامعة الكويت بمرور خمسين عاما على إنشائها، بعهد المغفور له بإذن الله سمو الشيخ صباح السالم الصباح في نوفمبر من عام 1966، حين أصبحت جامعة الكويت علامة فارقة في مسيرة التعليم في الكويت”.
وأوضحت “يقوم هذا المؤتمر بمشاركة نخبة من قياديي جامعات مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي أتمنى بمشاركتهم أن نحقق هدفا ساميا بوضع السياسات والآليات التي تمكننا من رسم سبل التعاون والتكامل والمشاركة، التي من شأنها أن تعزز مكانة الدراسات العليا والبحث العلمي في منطقتنا وعلى الأخص القضايا العلمية والتنموية المشتركة، وذلك بتفعيل دور طلبة الدراسات العليا عن طريق الخبرات المتواجدة في جامعاتنا لعلنا بذلك نزرع أملا جديدا بأن منطقتنا قادرة على زرع الأمل والإنجاز بعيدا عن دخان الحروب لنتحدى الواقع السياسي والأزمة الاقتصادية بتوحيد الجهود بين دول الخليج للتميز العلمي لنشارك العالم في إثراء المعرفة في كل مجالات العلوم والتكنولوجيا والعلوم الانسانية والثقافة، وتحقيق التنمية لمجتمعاتنا والمستقبل التنافسي المشرف على مستوى العالم لأجيالنا القادمة. وأسال الله العلي القدير أن يحقق المؤتمر أهدافه وتوصياته الناجعة بدعم واعتماد مجلس التعاون الخليجي”.
ويستمر المؤتمر لمدة يومين، حيث بدأت أعماله صباح اليوم في فندق شيراتون الكويت بحضور مدير جامعة الكويت الأستاذ الدكتور حسين الأنصاري وأمين عام الجامعة الدكتور محمد الفارس وعمداء الكليات والمسؤولين بالجامعة.
المصدر : الراي