أخبار منوعة

مؤتمر (العلوم في الحضارة الإسلامية) يستعرض حركة الترجمة وانعكاساتها على العلوم

تناول باحثون وأكاديميون الاثار الفكرية والثقافية للعلماء والفلاسفة ودور العلوم الانسانية في الحضارة الإسلامية مستعرضين حركة الترجمة وانعكاساتها على العلوم الطبيعية والتطبيقية لاسيما علم الرياضيات.جاء ذلك في الجلستين الثانية والثالثة لمؤتمر (العلوم في الحضارة الإسلامية وآثارها الفكرية والثقافية) الذي انطلقت فعالياته اليوم الاثنين.وسجل عدد من الباحثين خلال الجلسة الثانية من المؤتمر دور الترجمة واثارها على ازدهار الحضارة الإسلامية وتقدمها مؤكدين تلازم الترجمة العلمية بالتطور الحضاري والانساني.وقال الاستاذ بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية (جامعة الامارات) الدكتور يحيى محمد أحمد ان المسلمين استقبلوا لغات الأمم التي سبقتهم مثل الهيروغليفية والنبطية واليونانية بكثير من الاحترام ليترجموا اهم منجزاتهم العلمية الى اللغة العربية.وأضاف الدكتور أحمد ان تحليلا لمخطوطات عربية قديمة يظهر ان العرب ترجموا الكثير من كتب العلوم الطبيعية ومنها الفلك والطب والفلاحة من كتب البابليين والاشوريين والكلدانيين والأكراد معتبرا ان “عبقرية” الحضارة العربية الإسلامية تتلخص في امتصاص كل تلك الترجمات دون رفض بل انها استندت اليها في تطوير وبناء حضارة إنسانية عالمية.وأفاد بان كل تلك الترجمات “يفسر لنا” اسباب تفوق العرب في الزراعة والطب والهندسة وغيرها من العلوم الطبيعية والتجريبية مشيرا الى ان ترجمات تلك العلوم كانت تنسخ وتتداول بين المسلمين حتى منتصف القرن ال 18.من جانبها أكدت استاذ الفلسفة (مصر) الدكتورة منى أبو زيد “تلازم” الحضارة بالترجمة التي لعبت دورا مهما في خدمة الحضارة الإنسانية وتقريب الشعوب معتبرة إياها أهم وسائل التبادل العلمي والثقافي بين الأمم والحضارات.وقالت الدكتورة ابو زيد ان اي امة او حضارة لا تزدهر الا بترجمة معطيات الحضارات التي سبقتها مشيرة الى ازدهار الحضارة الإسلامية بسبب دور الترجمة البارز.وبينت ان الحضارة الإسلامية وفي السياق التاريخي جاءت ما بين الحضارة اليونانية القديمة والحضارة الأوروبية الحديثة فالحضارة الإسلامية “هي الجسر الذي ربط ما بين الحضارتين”.واعتبرت ان حركة الترجمة الى العربية هي “أول وأعظم” حركة ثقافية تجسدت فيها فكرة تعارف الحضارات ليس فقط لان الترجمة شملت نقل التراث الاغريقي والفارسي والهندي بل لان الحضارة اعتمدت أساسا على مترجمين وعلماء من كل الأجناس والأديان وبهذا جسدت فكرة الحوار والتعايش “شكلا ومضمونا” بين المسلمين وغيرهم من الشعوب والجماعات العرقية والدينية.وتطرقت الى اسهام الحضارة الإسلامية في مجالي الفكر والعلم الى جانب دورها الإنساني المتمثل في حفظ حضارات البلدان التي فتحوها عبر حفظ كل ما هو مفيد من الحضارات السابقة.واوضحت ان تلك العلوم المترجمة شهدت عملية تطهير وتنقية “من الخرافات” والمغالطات كما تم تغذيتها بابتكارات خاصة الامر الذي سجل للمسلمين انهم اعطوا الحضارة الإنسانية “اضعاف ما اخذوه”.بدوره اوضح استاذ التاريخ (مصر) الدكتور أحمد سعيد اهتمام الحضارة الإسلامية منذ قيامها بعلوم الحضارة المصرية الفرعونية وسعي العديد من العلماء المسلمين وابرزهم الكيميائي جابر بن حيان لترجمة وفهم اللغة الهيروغليفية.وتطرق الى عدد من الباحثين المعاصرين الذين بحثوا في مخطوطات قديمة تدل على اهتمام الحضارة الإسلامية باللغات والحضارات الأخرى السابقة لاسيما مخطوطات ابن وحشية النبطي الذي سعى الى فك رموز الكتابة الهيروغليفية.من جهته أكد أستاذ التاريخ في جامعة الكويت الدكتور حسين المسري ان للترجمة أهمية كبرى في الحياة العلمية “فلولاها لما ظهر على الساحة العلمية الإسلامية العديد من العلماء في مجالات مختلفة من المعارف والعلوم” مثل الرازي في الطب والكيمياء والخوارزمي في الرياضيات والكندي والفارابي وابن مسكويه وابن سينا في علم الفلسفة.وأضاف الدكتور المسري ان اطلاق العنان لحركة الترجمة في الحضارة الإسلامية جاء في العصر العباسي اذ بلغت قمتها بعهد المأمون (170 – 218 هجرية) موضحا ان للمترجمين الفضل الاكبر في ايصال العلوم السريانية واليونانية والرومية والفارسية والهندية الى اللغة العربية.وقال ان هنالك عدة عوامل دعمت الاهتمام بالعلم والمعرفة والترجمة في ذلك العصر وهي الفتوحات الإسلامية واهتمام الحكام بالحركة الفكرية والتسامح الديني وترجمة بعض القوميات لعلوم وحضارة اسلافها بعد دخولها الإسلام إضافة الى التمازج الحضاري النشط بين الأمم في ذلك الوقت.وفي الجلسة الثالثة من المؤتمر والتي حملت (الاثار الفكرية للعلماء والفلاسفة في الحضارة الإسلامية) قالت أستاذ فلسفة العلوم في جامعة القاهرة الدكتورة يمنى الخولي ان اثمن عطاءات العقل الإسلامي للتراث العلمي البشري هو علم الرياضيات.واضافت ان العطاءات في هذا العلم من الحضارة الإسلامية اتت “على مفترق الطرق بين الحساب والجبر وبين الجبر والهندسة” إضافة الى ولوج العلماء المسلمين في فلسفة الرياضيات.وتطرقت الى معالم العطاء الإسلامي وتاريخ العلم في الحضارة الإسلامية الذي ترجم الى العربية في البدايات وبعدها “فاض العطاء” درسا وتحليلا وتنقيحا وابداعا واضافة قبل ان يترجم عن العربية في القرن ال17 وتبدأ ثورة العلم الحديث.بدوره قال أستاذ فلسفة الرياضيات الدكتور نيقولا فارس ان أسس علم الجبر جاءت من العالم المسلم الخوارزمي (في القرن الثالث الهجري/التاسع ميلادي) والذي استخدم الرياضيات اليونانية والهندية لتطوير أسس علم الجبر قبل ان يستقل عن علمي الهندسة والحساب بعد تطوير اسسه وطرائقه من قبل خلفاء الخوارزمي.وتستمر أعمال وندوات مؤتمر (العلوم في الحضارة الإسلامية واثارها الفكرية والثقافية) الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالتعاون مع جامعة الكويت ضمن فعاليات الكويت (عاصمة الثقافة الإسلامية 2016) حتى يوم الأربعاء المقبل ضمن فترتين صباحية ومسائية.(كونا)


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock