هرب من مقاعد الدراسة ليؤسس أفضل شركة مالية ويتحول إلى ملياردير
مقاول في غرفة المعيشة لديك يطرح عملية تطوير للمنزل بقيمة 15000 دولار. أنت تود القيام بذلك ولكنك لا تملك ذلك المبلغ، وعندئذ يعرض عليك تمويلاً رخيصاً: يطلب منك رخصة قيادة ويقلبها وبعد 40 ثانية تحصل على قرض فعلي من دون فائدة ولا دفعات في أول 12 شهراً. ثم توقع العقد. هذا نموذج العمل الذي تتبعه شركة غرين سكاي Green Sky التي تملك 3.6 مليارات دولار والتي تساعد التجار على إبرام صفقات مبيعات عبر الجمع بين العملاء والمقرضين عند نقطة البيع.
هذه الشركة التي تتخذ من أتلانتا مقراً لها ظهرت من المجهول في الآونة الأخيرة لتحتل المركز الثالث في الولايات المتحدة من حيث التقييم بين شركات التقنية المالية المدعومة بشكل خاص من قبل رأسماليي المشاريع. ويقوم هذا التصنيف على تقرير من «سي بي انسايت»CB Insight، وهي قاعدة بيانات تضع سترايب Stripe وسو في SoFi فقط قبل غرين سكاي على لائحتها من شركات Fintech، التي تملك أكثر من مليار دولار.
وظهر ديفيد زاليك الذي يملك أكثرية أسهم شركة غرين سكاي على شاشات الإعلام بشكل مفاجئ أيضاً. وقد انتقل مع عائلته إلى ألاباما عندما كان في الرابعة من العمر وترك المدرسة الثانوية وسجل في جامعة أوبرن (حيث يعمل والده)، ثم ترك الجامعة بغية التركيز على شركة تجميع حواسيب قام بتأسيسها. وعندما زار مقر وكالة بلومبرغ في نيويورك في 31 أغسطس الماضي قال «هذه أول مقابلة أجريها».
تفادي الاهتمام يزداد صعوبة بالنسبة إلى زاليك. وفي 14 سبتمبر الماضي، أعلن مصرف فيفث ثيرد Fifth Third من سينسيناتي شراكة مع غرين سكاي واشترى في الوقت ذاته حصة بقيمة 50 مليون دولار، وهو ما أفضى الى نشر خبر عن هذه الشركة حديثة العهد في صحيفة وول ستريت جورنال.
ويتعارض ازدياد ثروة غرين سكاي مع كفاح لندنغ كلوب Lending Club، التي خسرت الكثير من المال، وشهدت قيمتها في سوق الأسهم تهبط بنسبة 78 في المئة منذ بلوغها الذروة في سنة 2014.
ولم يجد زاليك حقاً حاجة إلى نشر بيان صحافي قبل الآن، ولم يلمس قط أي قيمة للعلاقات العامة، بحسب ستيف ماك لوفلن وهو مصرفي سابق في بنك غولدمان ساكس الذي نصحت شركته فايننشال تكنولوجي بارتنرزFinancial Technology Partners بإبرام صفقة فيفث ثيرد واستثمار سابق.
وقال ماك لوفلن في الشهر الماضي، إن غرين سكاي «هي الشركة المالية الأفضل التي تأسست خلال الأعوام العشرة الأخيرة».
كيف نجح هذا كله؟ إن غرين سكاي لا تقدم قروضاً– وبدلاً من ذلك تشرك التجار الذين يبيعون الأشياء الغالية مثل الأثاث ومشاريع تحسين المنزل، ثم تطابق ذلك التاجر مع أحد البنوك التي ترغب في تقديم قروض إلى مستهلكين مؤهلين.
ولا تعمل غرين سكاي مع مقترضين مفرطين في التوسع ومعظم عملائها يأخذون القروض لأغراض الراحة وليس بدافع الضرورة، بحسب زاليك.
المصدر: بلومبيرغ | الجريدة