كتاب أكاديميا

” الملكة الذهنية”بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الحمود الصباح

الذكاء الإجتماعى هو معيار نجاح تعاملنا مع الآخرين واذا لم يحسن الانسان استغلال هذا الذكاء يصبح فى مرتبة اقل من بعض فصائل الحيوانات التى تجيد هذا الذكاء الاجتماعى وتتكافل وتتعاون من أجل بقاءها على قيد الحياة ، وقد ينصدم البعض من هذه المقارنة وربما تغضب آخرين ولكن هذه هى الحقيقة التى نتجاهلها ، لأن الله اختص الانسان بالعقل وهذه الملكة الذهنية إن لم يستغلها أى انسان تورده موارد التهلكة والخسران والتيه فى دروب الحياة ومتغيراتها .لقد اختص الله الانسان بالعقل لأنه خليفته فى الأرض لكى يعمرها ويصلح فيها ويقيم الحضارة التى تعبر عن مكتسبات المجتمع البشرى ، وهذه المكتسبات لن تتحقق فى اى مجتمع الا بالتكافل والتراحم واحترام الحقوق واداء الواجبات كل فى موقعه وظيفيا او مجتمعيا ، لذلك نجد التقدم الحضارى المذهل لبعض المجتمعات لم تكن البداية فيه علميا فحسب ولكن لأنهم تخلصوا من إرث مكبل ومعطل لاستغلال نعمة العقل والذكاء الاجتماعى المبنى على احترام الخصوصية والحقوق والتواصل الاجتماعى .لا شك اننا فى مجتمعنا العربى والاسلامى نحتاج ان نفعل المبادئ الانسانية والحقوقية فى ديننا العظيم وان نعيد إحياء قيم التواصل بين الناس على اساس المواطنة اولا ثم على مستوى العمل الجماعى المشترك فى وظائفنا وعلى المستوى الاجتماعى كصلة الارحام والبحث عن الفقراء والمحتاجين لمساعدتهم لكى تخرج منهم اجيال تشعر بالانتماء للوطن وللمجتمع ، اذا اردنا مجتمعا قويا يؤسس لحضارة ونهضة علينا ان نتخلص من دعاة الفتنة وما يفرق بين الاخوة والاصدقاء والزملاء ، يجب علينا ان نتجاوز خلافنا مع الآخرين وان نطوى صفحة الماضى ونبادر لتقوية العلاقات الاجتماعية بالمشتركات بيننا.ان الحياة اقصر من ان نضيعها فى تشاحن وتخاصم وقطيعة ، لاننا مع الصبر والهدوء سنجد حتما الباب لا يزال مفتوحا للحوار والنقاش والتلاحم وسيتضح لنا بجلاء ان هذا الجفاء المجتمعى هو بفعل فاعل وهؤلاء المفسدون قلة لا يستطيعون الصمود امام الرغبة فى تحقيق التراحم والتكافل بين الناس على الاسس المشتركة وذلك اذا اخلصنا النوايا وأعدنا احياء قيم الشهادة لله والتقوى .اذا اردنا ان نحيا بسعادة علينا ان نعلم ان سنن النبى ص المؤكدة والمتواترة هى السنن التى توافق المنهج القرآنى وذلك ان عشرات بل ومئات الاحاديث عن صفات المؤمن الحق تفسر مئات الآيات القرآنية التى تحضنا على التعاون على البر والتقوى .. والآيات القرآنية والأحاديث النبوية تتوافق جميعها الى نتيجة واحدة وهى التراحم والتكافل بين الناس قولا وعملا … فلما هذا الخلط والتشغيب والتشويش المذهبى والطائفى الذى يفسد عقول ابناءنا وبسببه ترتكب الجرائم التى وصلت الى ان يقتل الاخ اخيه ظلما وجهلا ووهما …لن ينصلح حال أى مجتمع الا بمواجهة اخطاءه بجرأة وشجاعة وعدم ترك الساحة لدعاة الفتنة لكى يسمموا عقول الناس بأوهام تشبع غرائز الجريمة والفساد ….وحسبنا الله ونعم الوكيل


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock