“الأدب الإسباني في عصره الذهبي
في أكثر من خمسمائة صفحة من إعداد وترجمة وتقديم الكاتب والمترجم العراقي د. محسن الرملي صدر عن دار المدى في بغداد وبيروت وأربيل، كتاب بعنوان “الأدب الإسباني في عصره الذهبي”، وهو كتاب شامل ومرجعي في مادته، يحتوي على أربعة أبواب يمكن اعتبارها كتباً مستقلة أيضاً. تم التقديم لها جميعها وترجمة المتون.
في الباب الأول دراسة نقدية تاريخية ثقافية شاملة ومكثفة، ترصد التحولات التي طرأت على الفكر والآداب واللغة الإسبانية في القرنين السادس والسابع عشر ضمن المناخات السياسية والثقافية التي كانت سائدة آنذاك. ويتم التركيز والتعريف بأهم الكتاب والشعراء وبأهم أفكارهم وأعمالهم التي كانت رائدة ومؤسسة لما جاء بعدها.
ويحتوي الباب الثاني على مقدمة وخمسين قصة قصيرة لأربعة عشر كاتباً إسبانياً من العصر الذهبي، حيث قام هؤلاء بالتأسيس الأول للقصة الإسبانية. وتمتاز هذه القصص المختارة بتنوعها على أصعدة الشكل والمضمون فنجد بينها ما يهدف إلى الإمتاع وآخر للتعليم؛ طرائف ومواقف وتاريخ وخرافات وحكمة وغيرها مما يمزج بين الواقع والخيال، بحيث أن قراءتنا لهذه القصص تمنحنا تصوراً كاملاً عن طبيعة المناخ القصصي في تلك المرحلة.
أما الباب الثالث فهو تقديم ومختارات شعرية تضم أكثر من مائة قصيدة لنحو أربعين شاعراً.
فيما يضم الباب الرابع مقدمة وثلاثة نماذج مسرحية قصيرة لأهم كاتب أنجبته الثقافة الإسبانية في كل عصورها والذي صارت تسمى اللغة الإسبانية باسمه كما تسمى الإنكليزية بلغة شكسبير والإيطالية لغة دانتي والألمانية لغة غوته، وهو ثربانتس: ميغيل دي ثربانتس مؤلف الأثر الخالد “دون كيخوته”.
يذكر بأن د. محسن الرملي مختص بآداب العصر الذهبي الإسبانية وسبق له أن ترجم أعمالاً كلاسيكية ذهبية بارزة منها مسرحية “فوينته أوبيخونا” للوبه دي بيغا والدراما الشعرية “طالب سالامانكا” لخوسيه دي إسبرونثيدا، وكانت أطروحته للدكتوراه في جامعة مدريد عن “تأثيرات الثقافة الإسلامية في الكيخوته” وهو عضو الجمعية الدولية للدراسات الثربانتيسية.