أخبار منوعة

التواصل الاجتماعي والتعليم الإلكتروني.. لا عذر للمدرسين بعد اليوم

يتحدث المتخصصون اليوم عن مدى امكانية استخدام شبكات التواصل الاجتماعي كبيئة ومنصة للتعليم لتوفيره باسلوب مختلف عن ذلك التعليم التقليدي أو حتى الإلكتروني السائد اليوم. تعليم منفتح يعتمد التواصل والمشاركة أساسا للعملية التعليمية وكبدبل عن المحاضرات التقليدية والتلقين.

ولا عجب في ذلك فقد اصبحت شبكات التواصل الإجتماعي منتشرة بين الشباب بل وعلى أجهزتهم المحمولة وأصبحت جزءا من حياتهم اليومية وبالتالي فإن استخدامها كوسيلة للتعليم سيكون أمر طبيعيا بالنسبة لهم لا يمثل عبئا عليهم بل يخلط المتعة بالعلم ويكسر احتكار غرفة الفصل الدراسي للمعرفة.

وبالتالي لا يوجد أي عذر لأي معلم في أن يقدم لطلابه تعليما متميزا من خلال استخدام تلك الأدوات البسيطة والفعالة, ولم يعد هناك أي مبرر للإصرار على الأسلوب التقليدي في التعليم, فقد ثبت بالتجربة العملية فعالية تلك الوسائل في تقديم تعليم مختلف لأبنائنا ودون تكاليف عالية ودون حاجة لانتظار الدولة حتى تبادر إلى تطبيق استراتجيتها للتعليم الإلكتروني.

لذلك ركز تقرير الاعلام الاجتماعي في العالم العربي الصادر عن كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية عام 2014 على استخدام أدوات التواصل الاجتماعي في التعليم باعتبار أن 70% من المستخدمين النشطين على تلك الوسائل هم من الشباب. وقد عرض التقرير لنتائج استبيان تم اجراءه حول فوائد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في التعليم حيث عبر المجيبون عموما عن موافقتهم الكبيرة على إيجابيات الإعلام الاجتماعي في التعليم رغم الوعي بالسلبيات. وقال ما يتراوح بين %80 و%83 من المجيبين إن من شأن الإعلام الاجتماعي أن يعزز الكفاءة التقنية والإبداع والتعاون ومهارات الأبحاث والمهارات الشخصية ومهارات التواصل ومهارات العمل لدى المتعلمين. واعتبرها %70 أداة من شأنها أن تعزز تجربة التعلم، سواء في الصف من خلال تشجيع المزيد من المناقشة التفاعلية، أو من خلال التعلم عن بعد. بينما قال %74 إن من شأنه أيضاً أن يردم الهوة بين التعلم في المدرسة والتعلم في المنزل عبر إشراك أولياء أمور الطلبة، كما أفاد %60 أن من شأن الإعلام الاجتماعي تخفيض نفقات طرق التعليم التقليدية، بينما قال %66 إن من شأنه تخفيض الوقت اللازم لإجراء العمليات التعليمية داخل الصف وخارجه.

ولكن كيف يتم ذلك؟؟

يمكن للمعلم أو المدرب أو حتى الحبير المتخصص أن يستخدم أدوات التواصل الاجتماعي من خلال عدد من الاساليب والوسائل أهمها:
إن أول وأبسط ما على المعلم أن يفعله هو أن يؤسس موقعا إلكترونيا للمادة الدراسية التي يقوم يتدريسها تحوى شرحا للمادة العليمة والتمارين المرافقة لها ويدعمها بروابط لمواقع ومقالات ذات صلة تفتح أفاق الطلاب وتخرجهم عن قيد الكتاب الدراسي التقليدي دون أي إخلال بالمادة العلمية. كما يمكن أن أن يعزز مادته العلمية بمقاطع الفيديو التي يمكن أن تساهم في استعياب الطالب للمادة العلمية بشكل أفضل, وهنا لا يتوجب على المعلم أن يقوم بنفسه بتسجيل تلك المواد أو إعدادها, فشبكة الإنترنت مليئة بألاف مقاطع الفيديو التعليمية سواء على موقع الـيوتيوب أو أكاديمية خان أو مواقع بعض الجامعات والمدارس ولا يحتاج المعلم إلا أن يبحث عن المقاطع المناسبة ويضيفها للمدونة ويطلب من طلابه مشاهدته في المنزل ثم يناقشه معهم في الصف أو يقوم بعرض المقطع في الصف الدراسي ويناقشه معهم بشكل مباشر, فهذا سيوفر تعليما متميزا للطالب أيا كان مستوى مدرسته أو معلمه. يمكن استخدام wordpress أو Edublog أو سحابة لبناء المدونة المطلوبة.

استخدام المجموعات المغلقة Closed Group التي يوفرها موقع فيسبوك كأحد أهم الوسائل الناجحة في تعزيز التعليم حيث يمكن للمعلم أن ينشيء مجموعة على فيسبوك خاصة فقط بطلاب الفصل أو المادة التي يدرسها ويدعو طلابه للانضمام إليها فيتيح لهم من خلالها النقاش والحوار حول مواضيع لها علاقة بالمادة الدراسية يقوم هو أو الطلاب بطرحها, مما يشجعهم على التفاعل والمبادرة والاستكشاف والاعتماد على النفس دون أن يضيف إليهم عبء تعلم برامج إلكترونية معينة أو جهد خاص للحصول على المعرفة حيث سيكون من المؤكد أن جميع الطلاب يستخدمون فيسبوك وستكون هذه المجموعة ضمن متابعاتهم اليومية على فيسبوك. كما أن ذلك سيساعد المعلم على تقييم الطلاب من خلال مشاركاتهم في النقاش فتكون جزءا من علاماتهم الدراسية مما يحفزهم أكثر على التفاعل والمشاركة والإبداع وهي الطريق الأفضل للتعلم والبديل المثالي عن التلقين.(لاحظ أن فيسبوك لا يصلح الا لمن هم في أعمار تزيد عن 13 عاما فقط)

تويتر هو المكان الأمثل اليوم للحصول على المعرفة من أشهر المتخصصين في مجالات مختلفة, وبالتالي فإن مجرد تواجد المعلم على تويتر وحث طلابه على متابعته سيمكنهم من الحصول على معارف من مدرسهم خارج حدود المنهج الدراسي, مما يعزز المعرفة لدى الطلاب ولا يحصرهم بصفحات الكتاب المقرر فتغريدات المعلم ستوفر فرصة كبيرة لتعزيز المعرفة لدى الطلاب والتواصل العلمي الإبداعي مع المعلم. كما أن تويتر سيفتح أفاق الطلاب نحو متابعة متخصصين أخرين في ذات المجال سيتعرفون عليهم من خلال بحثهم في تويتر أو من خلال “إعادة التغريد” لتغريداتهم من قبل المعلم نفسه.

تشجيع الطالب على تأسيس مدونة Blogعلى شبكة الإنترنت والتدوين فيها بشكل مستمر سيعزز شخصية الطالب وينمي مهارات الكتابة والإبداع لديه ويساعده في تحديد توجهه المهني في وقت مبكر وبالتالي فإن على المعلم أو المدرسة أو الجامعة أن تعمل على جعل مدونات الطلاب جزء من مشاريع تخرجهم أو نشاطاتهم اللامنهجية وتحفيزهم على الكتابة والتدوين فيها بشكل دائم وذلك عبرالجوائز والتكريم ومنح الدرجات, ويمكن أيضا تشجيع الطلاب الأخرين في الصف أو التخصص على إضافة التعليقات على مدونات زملائهم مما يعزز الحوار والتبادل المعرفي بين جميع الطلاب.

الصوت والصورة هي أهم عنصر من عناصر التعلم في عصرنا هذا ولا يمكن لأي محتوى علمي أن ينجح في الوصول للطلاب دون استخدامها, فيمكن للمعلم أن يستغل ذلك بأن يطلب من طلابه إعداد مقاطع فيديو أو رسوم توضيحية أو عروض تقديمية لها علاقة بشكل مباشر أو غير مباشر بالمادة الدراسية التي يقومون بدارستها ثم يطلب منهم مشاركتها عبر يوتيوب مع زملائهم أو حتى مع العالم كله, فهذا سيعزز المهارات الإعلامية لدى الطلاب خصوصا الخطابة وفنون الإقناع والتأثير كما سيدعم فهمه للمادة العلمية بشكل قوي حيث أن عرضها أمام الأخرين يمثل أعلى درجات التعلم. وتخيلو معي كمية المحتوى البصري الذي سينتج عن ذلك فيما لو فعل ذلك كل طلابنا على جميع مستوياتهم الدراسية.

يمكن أن يعمد المعلم الى توفير نشاطات طلابية وتمارين وامتحانات إلكترونية عبر استخدامه للمنصات الالكترونية التي توفي تلك الأدوات خصوصا منصة edomodo والتي نجحت في توفير بيئة تعليمية متميزة يمكن استخدامها بفعالية من قبل المعلمين وأصحاب الخبرة حتى مع من هم أقل عمرا باعتبارها بيئة أمنة للصغار.

وأخيرا لا أدري لماذا لا نستفيد من عشرات الألاف من الطلاب العرب في تعزيز المحتوى العربي على الإنترنت عبر المساهمة في التحرير في الموسوعة العالمية المجانية ويكيبيديا, لماذا لا تكون المشاركة في تحرير الموسوعة العالمية جزءا من واجباتهم المدرسية أو مشاريع تخرجهم, تخيلوا حجم المحتوى العربي ذو الجودة العالية لو حدث ذلك في سنة واحدة فقط.

هذه بعض الأساليب ومازال القادم أكثر, فالبعض يرى أن منصات التواصل الإجتماعي ستصبح في المستقبل القريب بديلا كاملا عن برامج التعلم الإلكتروني التقليدية Learning Management System مما قد يغير مفهوم التعلم والتعليم الإلكتروني بشكل جذري. إننا نقبل على عصر سيخنتلط فيه التعليم والإغلام والترفيه والمعرفة والعمل بشكل تام.

المصدر: تعلم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock