أخبار منوعة

دراسة «ماجستير إدارة الأعمال» لا تضمن مستقبلا مهنياً أفضل

أنا مستشارة استراتيجية في منتصف الأربعينات من عمري، وأعمل مع مديري الحالي منذ ما يقارب العشرين عاما. وفي الحقيقة أرغب في الانتقال من وظيفتي، ولكنني خائفة من وجود ثغرة في سيرتي الذاتية نتيجة بقائي في هذا العمل طوال السنوات السابقة، على الرغم من أنني حاصلة على درجة البكالوريوس في علم المكتبات. فهل يجب أن أكمل دراستي وأحصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال؟ فكل الأبحاث تشير إلى أن أغلب الوظائف في المؤسسات الكبيرة لن تكون شاغرة من خلال السنوات الخمس إلى السنوات العشر المقبلة، ولكنني قلقة جدا من أن المؤهل الوظيفي «دراسة الماجستير» قد يكون مضيعة للوقت والمال، لذلك فإذا كان الحصول على ماجستير إدارة الأعمال خيارا خاطئا، ما الذي أستطيع فعله لأضمن مستقبلي الوظيفي ؟ (مستشارة استراتيجية، أنثى، 46 عاما).درجة الماجستير في إدارة الأعمال انتهى عمرها، وصلت لهذا الاستنتاج اليوم بعدما قمت بمراجعة كل إجابات قراء الفايننشال تايمز التي قدمت لي حول مشكلتك.لم يقم بمناقشتي أحد في هذا الجانب، وكل الإجابات جاءت أنه وبدون أدنى شك لن ينصحك أحد بترك العمل وصرف مبلغ يصل إلى 160 الف دولار للحصول على مؤهل قد لا يسهل عليك أبدا الحصول على الوظيفة المناسبة في نهاية المطاف.فقط ان الشخصين -من كل القراء الذين كانوا مستعدين لتشجيعك على فكرة الحصول على ماجستير إدارة الأعمال- هما إما محاضر في كلية إدارة الأعمال أو شخص يمر في مرحلة تثقيفية خاصة بنفسه. والطرفان يؤكدان على أنك في حال رغبتي في إكمال الدراسة فإن الأمر يجب أن يكون مرتبطا برغبتك وحبك لهذا الأمر. ومن خلال حكمي الشخصي على رسالتك، والتي كلها تتحدث عن ملء الثغرة الوظيفية في سيرتك الذاتية، فلا أعتقد أنك ستحبين أو حتى ترغبين في إكمال دراستك.أنتِ تضعين أهمية كبيرة على الدرجة العلمية لملء سيرتك الذاتية، والحقيقة أنه لن يهتم أبدا أصحاب العمل في موضوع درجتك العلمية التي حصلتِ عليها قبل 20 عاما، وإذا كانوا سيهتمون بكل الأحوال فإنه قد تعجبهم فكرة أنك حاصلة على درجة «علم المكتبات» بدلا من ماجستير إدارة الأعمال، أفليست الفكرة تتمحور حول تعلمك كيفية إدارة وطلب المعلومات؟ وأليس هذا ما نحتاجه نحن جميعا على وجه التحديد لفعله في سن معينة بينما هنالك الكثير للقيام به؟فإذا سعيت للحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال لأنك ترغبين في ذلك، وإذا كنتِ متعلقة بهذا الأمر لفكرة إكمال دراساتك العليا، ألم تقومي بعد ذلك بتطبيق ما تعلمتيه على حياتك العملية؟ لذلك من وجهة نظري فإن الأمر هو ذاته ولم يتغير.أما في حالة أخرى، فإذا كان لديك الدافع للعودة للجامعة، فأنا شخصيا لا أجد الهدف من وراء الحصول على شهادة جامعية أخرى. وبدلا من ذلك، فالأفضل لك هو أن تفكري في تطورك الوظيفي.يبدو أن وظيفتك كمستشارة استراتيجية أصبحت تؤثر في تفكيرك السليم!توقفي فورا عن عمل استراتيجية متكاملة، توقفي عن القلق حول كيفية ضمان مستقبلك الوظيفي، أنتِ لا تتوقعين سوق العمل بأكمله في الـ 20 سنة المقبلة، أنتِ فقط ببساطة تحاولين إيجاد وظيفة لشخص واحد هو – أنتِ.إذاً فإن الخطوة الأولى للبدء هي أن تسألي نفسك بعض الأسئلة الأولية، ما الجزء المفضل لك في عملك ؟ ما الذي تجيدين عمله ؟ ما هو نوع الشركة التي ترغبين العمل فيها ؟ هل تحبين أن تصبحي عبدة مستأجرة لإحدى الشركات؟! أم هل ترغبين البدء في عملك الخاص؟توقفي عن اللهو بقلمك، ضعي جداولك بعيدا، أمسكي بهاتفك واذهبي للتحدث مع بعض الأشخاص وابحثي عن أحد يوفر لك وظيفة !إجابات القراءفي الحقيقة، مررت بهذه التجربة واخترت أن أكمل دراسة الماجستير في تخصص «الفلسفة القديمة»، ولكن أنا لم أطلق العنان لنفسي وانغمست بهذا الأمر من أجل متعتي الخاصة، فخلال دراستي هنالك الكثير من الواجبات والأعمال التي كان يجب عليّ القيام بها، ولكنني كنت أصرف أموالي على هذا الأمر كاستثمار في نفسي من أجل المستقبل. أعقتد أن استكمال دراستي العليا ستزودني بالأفكار التي وقفت في طريقي كأكبر اختبار لي على مر التاريخ في سوق العمل، وبالتالي فإن هذا الأمر سيساعد على أن يكون قابلا للتطبيق في كل أطر سوق العمل. فبما أن هذه الأطر هي جزء من وجود البشرية والتي برهنها بلاتو وأرسطو منذ البدايات، إلا أنها قد تكون «بعض الشيء» أمورا من الجيل الماضي، ولكن أليست درجة ماجستير إدارة الأعمال أيضا من الجيل الماضي ؟ (ذكر ،53 عاما).كما قال هنري هيغينز «لماذا لا تستطيع المرأة أن تكون مثل الرجل ؟»، فالرجال لا يفكرون أولا ماذا ينقصهم، هم يركزون على المعرفة والمهارات التي لديهم من الأساس.أنتَ لديك درجة علمية مثيرة للاهتمام جدا، وأكثر امتاعا من درجة ماجستير إدارة الأعمال المملة. لا تتركي عملك قبل أن تحصلي على عمل جديد، ولماذا لا تختبري الأمر بداية من دون ماجستير إدارة الأعمال ؟ فكري كيف أن التدريب والمعرفة التي اكتسبتها من دراستك وخبرتك كـ «مستشارة استراتيجية» يمكن أن يتم جمعها لتطلق شرارة الاهتمام بنوع جديد من الوظائف. (أنثى، مجهولة).لو كنت مديرتك أو من سيجري معك مقابلة عمل في المستقبل، فسأهتم بشكل أكبر في الخبرة التي لديك والتي تتجاوز الـ 20 عاما في الاستشارة الاستراتيجية – ما هي المشاريع ومن هم العملاء الذين كنتِ تتعاملين معهم، وإلى أي مدى أثبتي نفسك-. ماجستير إدارة الأعمال لم يعد بطاقة عبور لراتب أو عرض وظيفي أفضل، في الواقع إن دراسة الماجستير لن تكون حصن الأمان بالنسبة لك أمام تغيرات المستقبل التي لا مفر منها في موقعك الوظيفي في غضون الثماني سنوات المقبلة. هنالك ارتباط في الموقع الوظيفي بين سنوات الخبرة العملية وقيمة المهام الوظيفية. بكل الأحوال، ينطبق الأخير فقط على الأشخاص الذين اختاروا دراسة تخصص يستوعبونه ويحبونه.فالخيارات في التعليم يجب أن لا تتمحور فقط حول إيجاد أفضل وظيفة، ولكن أيضا حول تطوير المهارات الشخصية، التفكير الإبداعي والرضا في حياتك أيضا. (أستاذة مشاركة، في ثلاثينات العمر).قال لي يوما شخص حكيم من مسؤولي شركات التوظيف: ان ماجستير إدارة الأعمال هي بمنزلة الزينة على قالب الحلوى. فإنه إذا كان قالب الكيك «خبرتك الوظيفية» ضعيفة، فإنها تحدد شكل قالب الكيك، ولكن إذا كان قالب كيك كبير وسمين وممتلئ بالفاكهة، فإنها تعتبر زينة لا أكثر.لذلك فإنك إذا كنت تشعرين بأنك بحاجة إلى سرج أو سلسلة لتقوية تقوس ظهرك «خبرتك»، فعليك إذاً التفكير في الشهادة الجامعية كدوام جزئي، لملء فجوة المعرفة التي أنتِ قلقة بشأنها. ولكن على الأرجح أعتقد أن شهادة ماجستير إدارة الأعمال هي أغلى من قيمتها بالنسبة لك. (مجهول).لوسي كيلاوي – القبس


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock