أولياء أمور «متلازمة الداون»: مبنى الجمعية آيل للسقوط.. والتبرعات «تتبخّر»
مبنى جمعية الداون قديم آيل للسقوط، والآخر مجهول المصير، والتبرعات التي تجمع لإنجازه تتبخر، ولا أحد يعرف أين تذهب، وأشهر الصيف الطويلة مملة وتمر بلا أنشطة تدريبية وترفيهية، والحقوق مسلوبة والجهات المختصة لا تقوم بدورها تجاه المشكلات والقضايا، ومن ثم تظل المطالب والآمال بانتظار «الفرج».
هذا بعض ما باح به عدد من أولياء أمور متلازمة الداون الذين أبدوا استياءهم من حرمان أبنائهم قسريا من الأنشطة الصيفية التي كانت تنظمها الجمعية الكويتية لمتلازمة الداون بسبب افتقار مبنى المركز القديم لمقومات البيئة الصحية والتربوية والتأهيلية الملائمة لظروف اعاقة أبنائهم ، الأمر الذي أدى إلى عزوف البعض منهم عن إشراك أبنائهم في التدريبات الصيفية التي ينظمها المركز، واقبالهم على المراكز الخاصة التي تفتقر للكوادر المتخصصة التي تجيد التعامل مع أبنائهم، مطالبين بإقرار برامج لتعديل السلوك والدمج مع الأقران وتطوير المهارات، منتقدين غياب التأهيل الحقيقي، مطالبين أيضا وزارة الشؤون بالتدخل.
وناشد أولياء أمور أبناء الداون وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند الصبيح وأعضاء الجمعية الكويتية لمتلازمة الداون بالنظر إلى مشكلتهم، متسائلين ما مصير مبنى المعجل في الخالدية المقر الجديد (ق 1) ولماذا لم يستفد منه أبناء متلازمة الداون ويتم حاليا استغلاله من قبل اعاقات مختلفة وإدارة تجارية غير تابعة لمجلس الادارة وليس لهم علاقة في الجمعية الأم (ق 1) ويكتسبون منه مبالغ لا تدخل في صندوق الجمعية الكويتية لمتلازمة الداون؟! ولا يعرف مصيرها ويستغل الجزء الأكبر الجمعية الخيرية للتضامن الاجتماعي.
حجر الأساس
وأشار أولياء الأمور إلى أنهم وضعوا حجر الأساس مع المتبرع، لهذا المبنى، عبدالرحمن المعجل لخدمة هذه الفئة ولكنهم لم يستفيدوا من المبنى بتاتا وهم مازالوا في المبنى القديم الآيل للسقوط الذي تم إغلاق أبوابه في هذا الصيف لكثرة انتشار الزواحف السامة (البريعصي) إضافة إلى تخوف أولياء الأمور!
واستغربوا من تخصيص مبنيين لهذه الجمعية دون الاستفادة منهما، مطالبين بتدخل وزيرة الشؤون لحل هذه المعضلة وتحديد مصير هذه الفئة التي تعتبر «يتيمة العقل» حسب وصفهم، وحماية حقوقها والدفاع عنها اسوة بباقي الجمعيات الآخرى.
كما تساءل أولياء الأمور عن مصير الصالة متعددة الأغراض التي تبرع بها الشيخ فهد السالم العلي منذ ابريل 2009، في المبني القديم ولم يستفد منها أبناء الداون، لافتين إلى أن الجمعية الخيرية للتضامن الاجتماعي دخلت في استثمار لهذه الصالة مع أحد التجار في اقامة ملاعب لكرة القدم دون الرجوع لأعضاء مجلس إدارة الجمعية الكويتية لمتلازمة الداون بحجة ان المبنى تابع لهم وليس للأخيرة ؟ ولا يعرف مصير دخله ولا يفيد أبناء الداون. وتساءل أولياء الأمور عن دور الفرق التفتيشية التابعة لوزارة الشؤون في التفتيش عن الملاعب التابعة لأملاك الدولة التي يتم استثمارها في أغراض آخرى دون الاستفادة منها.
كما أشادوا بالأنشطة التي نظمتها الجمعية في مقرها القديم الكائن بالجمعية خلال فصل الشتاء التي اشتملت على ورش تأهيلية تدريبية أنتجت العديد من المنتجات التي تم تسويقها في المراكز التسويقية والمجمعات التجارية مثل الديكوباج، الاكسسوارات، العطور، النجارة وإعادة التدوير، والبخور، اضافة الى المهارات التعليمية الآخرى مثل تحفيظ القرآن والكتابة والقراءة وتعديل السلوك والعلاج الوظيفي والطبيعي التي أفادت الابناء. وأشار أولياء أمور ابناء الداون إلى أنه حسب أقوال أعضاء مجلس الإدارة للجمعية أنهم خاطبوا وزارة الشؤون ردا على الكتاب الذي أرسلته الأخيرة إلى مركز الداون للتحذير من استغلال الصالة لغير فئة ابناء الداون وكذلك الملاعب، بأن هذا المكان يستخدم للعلاج الرياضي والطبيعي ،بما ىتنافى والواقع، متسائلين عما اذا قامت فرق التفتيش التابعة للوزارة بتفقد المكان للتأكد من صحة هذا الأمر أم لا؟!
وزارة الشؤون
ونيابة عن أولياء الأمور، ناشدت إحدى الامهات المتضررات من إدارة المبنى الجديد (والتي رفضت الإفصاح عن هويتها) وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند الصبيح للتدخل بشأن التبرعات التي يتم تجميعها باسم الجمعية الكويتية لمتلازمة الداون ولكنها تذهب لصالح جهات آخرى، لافتة إلى أنها عندنا قامت بتسجيل ابنها في المبنى الجديد، طلب منها اصحاب المبنى تبرعات عينية ومادية لصالح المبنى.
وأضافت: وعندما سلمت التبرعات لهم، تبين أن هذه التبرعات لا تذهب الى صندوق الجمعية الكويتية لمتلازمة الداون ولكنهم يقومون باستغلال اسم الجمعية لجمع هذه التبرعات، مشيرة الى ان القائمين على المبنى الجديد ليسوا متخصصين في مجال الاعاقة ولا يضم المبنى كوادر تدريسية متخصصة تجيد التعامل مع الاعاقة الذهنية ما أدى إلى تضرر ابنها.
مجلس الجمعية
ومن جانب مجلس ادارة الجمعية الكويتية لمتلازمة الداون، لفت بعض الأعضاء إلى وجود تداخلات مالية بين الجمعية الكويتيه لمتلازمة الداون والجمعية الخيرية للتضامن الاجتماعي التي لم تحدد مالنا وما علينا، رغم محاولات أعضاء مجلس الاداره أكثر من مره لفك هذا التشابك، باعتبار أن لكل منهما اتجاهها وأهدافها من هذا المبنى ما أدى إلى خلافات وانقسامات بين اعضاء الجمعيتين. وردا على سؤال بشأن الأنشطة الصيفية للمركز، لفتت الجمعية إلى توقفها بسبب الحرارة الشديدة في المبنى القديم وخطورة الضغط على الكهرباء، اضافة إلى عدم ملائمة المبنى بيئيا وتربويا وصحيا لأبناء متلازمة الداون.
غصة
اشتكى أهالي المصابين بمتلازمة الداون من نقص الدعم، وعدم اهتمام الجهات المختصة بصورة كافية بقضاياهم، وتهميش المتميزين من أبناء هذه الفئات، وتسليط الضوء على أقرانهم الأصحاء الأقل كفاءة منهم.
القبس