دراسة: المدارس السعودية تعاني من المركزية
أظهرت دراسة حديثة أن الصلاحيات الإدارية الجديدة التي أطلقتها وزارة التعليم في السعودية تعد «خطوة إيجابية في الطريق الصحيح غير أنه لم تصاحبها على أرض الواقع، حتى الآن، تغيرات ملموسة في المدارس الحكومية الأمر الذي يظهر استمرارية البيروقراطية في تلك المدارس».
وقال المتخصص في التربية د.عبدالرحمن البلادي لـ القبس إن نتائج رسالته في الدكتوراه، التي أجيزت أمس الأول من جامعة ساوثهامبتون البريطانية، تظهر بوضوح مشكلة قلة الصلاحيات الممنوحة لإدارة المدرسة مثل تطوير المناهج التعليمية، والمقدرة على التعيين وفصل المعلمين والموظفين، وصلاحية تعديل مواعيد الحضور والانصراف وتقييم الطلبة، فضلا عن تأمين الموارد المالية وغيرها. مشيرا إلى أن ذلك كل يشكل عقبة أمام المدارس في التغلب على معضلة البيروقراطية.
وقال د. البلادي إنه بالرغم من ذلك إلا أن هناك خطوات إيجابية وجدت في المدارس مثل تقدم ملحوظ في استخدام التكنولوجيا وطريقة تقييم الطلبة. وقد أظهرت الدراسة، التي تنفرد القبس بنشرها، أن المدارس الخاصة لديها استقلالية أكثر بالعمل بعيدا عن وزارة التعليم من ناحية توفير الموارد اللازمة، وحسن إدارة ساعات العمل بالمدارس، وإدارة شؤونهم المالية وتحصيل الأموال اللازمة من أولياء الأمور، بالإضافة إلى حرية تعيين وفصل المعلمين والموظفين فضلا عن إجراءات القبول. غير أنه لوحظ أن المدارس الخاصة ينقصها صلاحية تغيير أو تطوير المناهج.
مشيرا إلى أن المدارس الخاصة أنشأت مجالس لأولياء الأمور والطلبة وبها انتخابات وفق آلية ديموقراطية. غير أنه لوحظ غياب المجالس المنتخبة في المدارس الحكومية. كما أن «أولياء الأمور والطلبة ليس لديهم صوت يذكر في آلية اتخاذ القرار» وفق قوله.
يذكر أن الدراسة كانت بعنوان «تصورات المختصين بالتربية تجاه التحول نحو لا مركزية التعليم في المملكة العربية السعودية». وضمت مقابلات شخصية واستبانة استقصاء رأي المختصين في التربية.
القبس