أخبار منوعة

أكاديميون: المهزوزون أسرياً واجتماعياً الأكثر عرضة لغسل المخ

مع ازدياد أعمال العنف والإرهاب في المجتمع الدولي، يبقى الخوف من استدراج فئة الشباب وملء أدمغتهم بالفكر المتطرف هاجساً يؤرق المجتمعات، ولا شك في أن تحريض الشباب على أعمال إرهابية تسلب أمن مجتمعاتهم وتروّع من فيها يهدر ثروة بشرية وعماداً أساسياً في المجتمع.

القبس التقت عدداً من أساتذة جامعة الكويت للتعرف على العلامات النفسية والاجتماعية التي قد تكون مؤشراً لامتلاك الشاب فكراً متطرفاً، والأسباب التي قد تدفع إلى القيام بالسلوك الإرهابي، فضلاً عن التعرف على سبل تحصين الشباب من الوقوع في تلك الأعمال. وفي ما يلي التفاصيل:

كشف أستاذ علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د. كامل الفراج أن هناك علامات تشير إلى تعرض الشاب إلى «غسل المخ» من قبل الجماعات الإرهابية، منها زيادة أو نقصان نشاطه بشكل مناقض للعادة، أو الغياب عن المنزل لفترات طويلة، فضلاً عن إظهار كراهية للمجتمع ومكوناته بشكل غير مسبوق، فيعتقد الشاب اعتقاداً قوياً أن المجتمع كافر وعلى خطأ.
الشخصيات «المستقطبة»

وأكد الفراج أن الشخصيات «المستقطبة» الذين لا يجدون الراحة في الوسطية والاعتدال أكثر احتمالية للتأثر بأفكار منحرفة، فهم إما لديهم تشدد في الدين وإما انفلات واضح، مشيراً إلى أن الجماعات ذات الفكر المتطرف تعطي عقاقير ثبت علمياً أنها تلغي نظام الضمير الكائن في المخ، وتقضي على مشاعر الخوف لدى الإنسان، كما تعمل على تثبيت الوجدان على فكرة معينة لتحفيز السلوك العدواني. وبيّن الفراج أنه على عكس المتوقع، يقدم الشباب من ذوي المعرفة القليلة بالدين للاعتقاد بالأفكار الضالة، بينما يقل ذلك عند الشباب المتعلمين الواعين بماهية الدين، لافتاً إلى أن استغلال الشاب الصغير السن في الأعمال الإرهابية يكون بسبب توظيف الجماعات الإرهابية لكاريزما معينة للفوز بولاء الشاب، ومن ثم تحريضه لتحقيق هدف الجماعة، فقد يلعب الإرهابي على وتر احتياج الشاب لشخصية أبوية، فيحتضنه ويوفر له شعوراً نفسياً يحتاجه، إلى أن يقع الشاب في شباك الجماعة.

بدوره، رأى أستاذ علم الاجتماع والإنثربولوجيا بكلية العلوم الاجتماعية د. محمد سليمان الحداد أن مشكلة الفراغ التي يعاني منها الشباب تعتبر من العوامل الفردية التي تؤدي إلى التفكير بشكل متطرف، حيث يصبح الشباب الذين ليست لديهم أنشطة تشغلهم أكثر عرضة للأفكار الشاذة التي يطرحها من يريد استغلالهم في أعمال إرهابية دنيئة.

وبيّن الحداد أن الفكر المتطرف يأتي نتيجة لعوامل اجتماعية وسياسية واقتصادية وغيرها، فيما يلعب العنف الذي قد يُمارس ضد الأبناء دافعاً لخلق شخصية معادية للمجتمع بكل ما فيه، كما أن إهمال رعاية الأبناء ومراقبتهم قد يؤديان إلى السلوك المتطرف المنحرف، لافتاً إلى أن مؤسسات المجتمع بأكملها يجب أن تخلق بيئة مشجعة لانخراط الشباب في المجتمع بشكل سليم.

وأضاف الحداد أن افتقار الشاب للقدوة الحسنة يزيد من احتمالية التعرض لأفكار ضالة، وقد يكون من الأدهى أن يمتلك أحد الوالدين أو الأقارب فكراً منحرفاً، كما أن رفاق السوء يقودون للضياع ويبثون سمومهم في من حولهم، موضحاً أن كثرة الانطواء والاختلاء بالنفس من السمات الاجتماعية للشاب الذي قد يكون لديه ميل للاعتقاد بأفكار متطرفة، إضافة إلى الإشارة بشكل مبالغ فيه إلى الجنة والحياة الآخرة بصورة تخرج عن إطار الحديث الذي يتفاعل به مع من حوله.

أما أستاذة الخدمة الاجتماعية د. هيفاء الكندري، فقالت إن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دوراً في اصطياد الأشخاص الذين قد تكون لديهم مشكلات نفسية واجتماعية، حيث يتم توظيف هؤلاء الأشخاص من قبل الجماعات الإرهابية لتحقيق أهداف سياسية، مؤكدة أن من يعانون الاكتئاب مثلاً يلجأون إلى العنف أو الانتحار، لذا يحاول الإرهابيون استغلالهم لتنفيذ مخططاتهم.
زرع الكراهية

وأكدت الكندري أن الأسرة قد تكون هي نفسها التي تزرع كراهية القوانين والمجتمع في نفوس أبنائها، مبيّنة أن الطفل يتقبل ويتشرب ما يبثه الوالدان من أفكار، فاعتقاد الوالدين بفكر متطرف ينتقل إلى الأبناء وقد يجعلهم يتبنون فكراً إرهابياً منذ عمر صغير، مؤكدة أن هذا ما تفعله الجماعات الإرهابية، حيث تستهدف أحياناً تبني الأطفال الأيتام لتربيتهم على العنف ومن ثم استخدامهم في تدمير المجتمع، مما يستلزم الرقابة والمتابعة من قبل أجهزة الدولة المختلفة، كما حذّرت من إشراك الأطفال في السياسة التي لا يستطيعون إدراكها.
الجهات الأمنية
شدد د. كامل فراج على أن هناك مسؤولية كبيرة على الوالدين لملاحظة طريقة تفكير أبنائهما، فكل اعتداء يبدأ بتفكير غير واقعي، كما لا بد أن يبحث أولياء الأمور في أسباب تغير شخصية الشاب بشكل مفاجئ، ويرصدوا أي تصرف غير اعتيادي منه، ويكون إبلاغ الجهات الأمنية حلاً لحماية الابن والمجتمع إن ثبت لهم تورطه مع جماعة إرهابية.
أزمات اجتماعية
بيّنت د. هيفاء الكندري أن الذين يعانون من أزمات اجتماعية ونفسية يسهل التواصل معهم خلف شاشات الأجهزة الإلكترونية الحديثة، فهم غالباً ما يتجنبون المواجهات المباشرة مع الأشخاص الآخرين، مشيرة إلى أن هناك نوعاً من اللبس بين مفهوم السياسيين من الذين لديهم مخططات إرهابية، وبين من يعانون من اضطرابات.
علامات التطرف
● الغياب الطويل عن المنزل.

● كراهية المجتمع.

● نقصان النشاط.

● الاكتئاب والرغبة بالانتحار.

● تنافي السلوك العدواني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock