أخبار منوعة

مكاتب إعداد البحوث.. آفة تعليمية جديدة #هلكوني

مع قرب انتهاء الفصل الدراسي الصيفي، بدأ بعض الطلبة بالاستفسار من زملائهم عن مكاتب إعداد البحوث، لاتمام المطلوب منهم من واجبات دراسية لاجتيار المقررات، خاصة البحوث العلمية التي يطلبها بعض الاساتذة.

وذهب بعضهم الى أبعد من ذلك، بطرح استفسار على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها «تويتر» حول الأمر، مؤكدين انهم يبحثون عن أرقام معدي ابحاث دراسية، «يكون شغلهم زين ومو تأليف»، لتنهال الاجابات عليهم من الطلبة، متضمنة ارقام بعض المكاتب المخصصة لهذا الغرض.

وفي اتصال هاتفي مع احد اصحاب هذه المكاتب، تبيّن انها على استعداد لإعداد البحوث الدراسية في كل التخصصات، وبتكلفة لا تتجاوز دينارا واحدا على كل صفحة يتضمنها البحث، مشيرا الى ان البحث غالبا لا يتجاوز 20 صفحة، من ضمنها المقدمة والخاتمة والمراجع، بل ان صاحب المكتب كان ملماً بمتطلبات كل مقرر دراسي وكل استاذ جامعي بسبب كثرة تردد الطلبة عليه.

وأكد صاحب المكتب ان البحث يتطلب يومين للاعداد، وفي حال كان الطالب مستعجلاً يمكن ان يزوده ببحث معد سابقاً لطالب آخر في السياق ذاته، ولكن تم تقديمه لاستاذ مختلف.

ودار الحوار التالي في المكالمة:

-المحررة: أنا طالبة في قسم علوم سياسية، هل تعدون ابحاثاً لهذا القسم؟

-نبيل صاحب المكتب: اكيد، فنحن نعد البحوث في كل التخصصات.

-المحررة: أريد بحثاً عن حقوق الانسان، كم يكلفني؟

– نبيل: نحن نقدم ارخص سعر في السوق، دينار على الصفحة، وسنعد لكِ بحثاً من 15 الى 20 صفحة، غيرنا يطلب دينارين على كل صفحة.

– المحررة: وكم من الوقت يستغرق الأمر؟

– نبيل: يومين، والبحث يصلكِ الى المنزل، وفرنا خدمة توصيل مؤخراً.

– المحررة: «بس انا مستعجلة ابي البحث اسرع، باجر لازم اسلمه».

– نبيل: «منو استاذ المقرر؟ عشان اشوفلج اذا في بحوث جاهزة مسوينها حق طلبة عند اساتذة مختلفين، اذا كان عندي اسلمج اياه الليلة بالليل، واحسبه لج ارخص».

– المحررة: وهل سيكون البحث مصاغ بطريقتكم ام مأخوذ بطريقة copy and paste؟

نبيل: هناك اجزاء تصاغ بطريقة تبين انها لطالبة بالمرحلة الجامعية، وهناك اجزاء يجب ان تكتب كما هي في المراجع.
حالات سرقة

وبينت مصادر اكاديمية انه مع نهاية كل فصل دراسي يكتشف الاساتذة عدة حالات لبحوث مسروقة او مكررة من طلبة آخرين، بسبب لجوء اغلب الطلبة الى ذات المكاتب التي توفر البحوث الدراسية، لكن «الواسطات» تتدخل ليتجاوز الاستاذ عن الطالب المخالف، فنادرا ما يتم تحويل الطلبة الى تحقيق بهذا الشأن.

ولفت الى ان بعض الاساتذة يتهاونون مع الطلبة بسبب كثرة المتطلبات الدراسية عليهم، خاصة في الفصل الدراسي الصيفي، بينما الغالبية من الاساتذة في حال اكتشافهم للامر يطلبون من الطلبة اعادة كتابة البحث من دون اللجوء لمكتب.

وأشار الى ان الاستعانة بالابحاث الدراسية المسروقة تعد صورة اخرى من صور الشهادات الوهمية، فلو مر البحث على الاستاذ من دون ان ينتبه سيجتاز الطالب المقرر ببحث مسروق، وبالتالي سيتخرج لاحقا بواسطة ابحاث مسروقة، مشيرة الى ان بعض الاساتذة باتوا يستخدمون تقنية البحث عبر المحركات الالكترونية، لاكتشاف الابحاث المسروقة، بحيث ينسخون جملة عشوائية من البحث المقدم، ويبحثون عنها في محرك البحث «غوغل» ليكتشفوا ما اذا كان البحث مسروقا ام لا.

المصدر: القبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock