جودة التعليم في ذيل اهتمامات الطلبة
القبس
مع كل عملية تسجيل مقررات او استكمال للجداول الدراسية بجامعة الكويت اعتاد الطلبة على تبادل خبراتهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والسؤال حول المقررات والاساتذة المختلفين سواء من زملائهم او من الحسابات المخصصة لهذا الغرض التي تقدم خدمات طلابية.
وكشفت استفسارات الطلبة التي يطرحونها أن غالبية الطلبة يبحثون عن الأساتذة الذين يمنحون درجات عالية في المقررات التي يدرّسونها، ولا يطلبون واجبات وبحوثاً من طلبتهم، بينما تقع جودة التعليم الذي يقدمه الاستاذ في اخر سلم اهتمامات الطالب، بل قد لا يُهتم بها من الاساس.
وضجّت الحسابات الطلابية باعادة تغريدات الطلبة المستفسرين عن سخاء الاساتذة بمنح درجات «زيادة»، حيث سأل احدهم «منو احسن دكتور يعطي درجات ما يهمني الشرح؟» بينما قال اخر «هذا الدكتور يرفع الدرجات ولا لا؟» وعلق احدهم «المهم يعطيني درجة انجح فيها».
لا للتعب
من جهة اخرى، انصبت اجابات زملائهم ممن اجتازوا المقررات التي يُسألُ عنها ايضا في الاتجاه ذاته، حيث كانت نصائحهم بالتسجيل لدى اساتذة ممن يمنحون الدرجات ويخففون حدة طلباتهم من الواجبات والاختبارات القصيرة، بينما زاد البعض على النصيحة بالمفاضلة بين الاساتذة بالقول ان احدهم يضع اختبارات اسهل من الاخر وهكذا.
وفي السياق ذاته، كشفت مصادر اكاديمية ان بعض الاساتذة انتبه الى تبادل الخبرات الطلابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتويتر على وجه الخصوص، الامر الذي دعا بعضهم الى التسويق لنفسه سواء بشكل مباشر او عبر طلبته، طالبا منهم ان يجيبوا عن الاستفسارات المطروحة في هذه الحسابات وتزكيتهم بدل سواهم من الاساتذة ممن يطرحون المقررات ذاتها، لافتة الى ان هذا من شأنه ان يضمن لهم فتح شعب اضافية والتمتع بمميزات العبء الاضافي المالية، فلن يحصل الاستاذ على مقرر بالعبء الاضافي ما لم يكن قد استوفى العدد المطلوب من الطلبة المسجلين في شعبه الاعتيادية.
الجودة تتراجع
ولفتت المصادر الى ان جودة التعليم بدأت تنحدر لمصلحة التكدّس الطلابي، والرغبة في تخريج الطلبة بوقت اسرع كي لا تتفاقم ازمة القبول اكثر فأكثر، فكلما زادت الفترة التي يقضيها الطالب في الجامعة، انخفض عدد الخريجين، بينما عدد المستجدين يزداد سنة بعد اخرى، بالتالي فإن بعض الاساتذة والطلبة يبحثون عما اسمته المصادر «التخرج السهل»، ويعني ان يخفف الاستاذ على الطالب متطلبات اجتيار المقرر من ابحاث وتقارير وقد ينحدر الامر الى اختبارات اسهل ضمانا لعدم اضطرار الطالب لاعادة المقرر.
