مدرسو السنغال يجبرون تلاميذهم على التسول
أصدر الرئيس السنغالى ماكى سال، أمرا رئاسيا عاجلا يجبر من خلاله الإدارة المحلية إخلاء الشوارع من كل الأطفال المتسولين، متوعدا بمحاكمة كل أولئك الذين يرسلون الأطفال للتسول فى المدن السنغالية، بأنهم سيتعرضون للسجن أو للتغريم. وتحظر الحكومة السنغالية منذ عشر سنوات على البالغين إرسال الأطفال للتسول، لكن هذه الظاهرة لا تزال متفشية.
ولا تزال الصورة المألوفة فى السنغال لهؤلاء المتسولين لم تتغير منذ سنوات طويلة، ويظهر الأطفال حفاة، فى ملابس رثة يرددون بعض الأدعية، وهم يهزون علبا صغيرة بها بعض النقود لتنبيه المارة بحاجتهم للمال.
ولا يعرف الكثير من الآباء والأمهات أن أبناءهم يتسولون فى الشوارع، بعد إرسالهم للمدارس الدينية لحفظ القرآن، حيث يفضل عدد كبير من أئمة تلك المدارس إجبارهم على التسول بدلا عن تدريسهم وتحفيظهم القرآن، حتى يستحوذوا لأنفسهم كل ما يجمعه أولئك الأطفال من نقود.
وحاول الرئيس السنغالى مرات عدة القضاء على هذه الظاهرة المنتشرة فى المجتمع، لكنه واجه معارضة من كثير من الأئمة النافذين من خلال الزوايا الصوفية المنتشرة بكثرة فى البلاد. وكتب الرئيس السنغالى على موقعه على تويتر قائلا: “إن حقوق الأطفال يجب أن تكون محفوظة”.
وتقول منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان إن آلاف الأطفال يجبرون على التسول من قبل معلميهم فى المدارس الدينية والزوايا الصوفية، والكثير منهم يتعرضون للاستغلال ويعيشون فى محيط غير صحى ويفتقر إلى أبسط الأساسيات للعيش الكريم.
وكانت السنغال قد صوتت فى عام 2005 على قانون يحظر بموجبه ظاهرة إرسال الأطفال للتسول فى الشوارع، لكن ناشطين حقوقيين يقولون إنه بالرغم من صدور ذلك القانون، فإن عددا قليلا فقط من المسئولين تمت إدانتهم وفقا للقانون المذكور.