جامعة الكويت

طلبة وأساتذة: «الصيفي» في رمضان.. مشاكل ساخنة


التسجيل في الفصل الصيفي يكون أملاً في التخرج، أو اجتياز المقررات المطلوبة للتخصص، أو للتخفيف من العبء الدراسي الاعتيادي في الفصول الدراسية المقبلة، لكنه يتزامن الآن مع شهر رمضان وارتفاع درجات الحرارة معاً ليصبح الطلبة بين اختيارين كلاهما «حار»، إما أن يتجاوزوا الصعوبات ويمضوا في تحقيق أهدافهم، أو أن يستسلموا للعوائق بعدم الحضور للجامعة أو التخلف عن أداء التكليفات الدراسية!

التقت القبس عددا من الأساتذة والطلبة للتعرف على آرائهم حول الدراسة في الفصل الصيفي هذا العام، الذي يتزامن مع شهر رمضان.
بداية، قالت أستاذة علم النفس في كلية العوم الاجتماعية د. نعيمة الطاهر: يصادف شهر رمضان هذا العام الدوام الصيفي للطلاب والطالبات في جامعة الكويت، وهو مناسبة لهم لإثبات جديتهم في الدراسة، مبينة أن أجواء الجامعة في رمضان هذا العام لن تختلف عنها في رمضان العام الماضي، لاسيما من تشابه الظروف سواء الدراسية بالفصل الصيفي أو المناخية بحرارة الطقس.

وأضافت الطاهر: تختفي في شهر رمضان العديد من التصرفات والسلوكيات التي نراها في بقية الأشهر، فلن تكون فيه تجمعات طلابية في الكافتيريات، حيث سيكون الطلبة صائمين، ولن تكون هناك «قعدات» في الاستراحات الخارجية المكشوفة، حيث سيبتعد الطلبة عنها تحاشيا لحرارة الطقس وأشعة الشمس حتى لا يعطشوا أو يرهقوا في صيامهم، حيث سيفضلون الأماكن المكيفة أو الاستراحات الداخلية.

وأكدت ثقتها بالتزام أعضاء الهيئة التدريسية في كليات الجامعة في إقامة المحاضرات الرمضانية، وبذلهم قصارى جهدهم لاستمرار عطائهم التدريسي بنفس مستوى بقية الأشهر، معبرة عن أملها في التزام الطلاب والطالبات في الحضور، كما فعل أقرانهم في رمضان الماضي.
المنهج الدراسي

من جانبه، قال أستاذ علوم المكتبات والمعلومات في كلية العلوم الاجتماعية د. هشام السرحان: سيكون أساتذة الجامعة ملتزمين في تدريس المنهج المحدد لهم في الفصل الصيفي، وسيستمرون بنفس عطائهم والتزامهم مع الطلاب والطالبات رغم صيامهم وظروفهم.

وبين أن بعض الطلبة يريدون التسهيل عليهم في المنهج الدراسي أو حضور المحاضرات، وهذا الأمر غير منطقي، حفاظا على جودة التعليم وسلامته، مبيناً أن الأساتذة يقدرون وضع الطلبة وصيامهم خلال الشهر الفضيل، ولكن بعض الأمور التدريسية لا يمكن التساهل فيها إطلاقا.

وبيّن ضرورة أن يعلم الطلبة أن طلب العلم يعتبر عبادة عند الله سبحانه وتعالى، ويكسبون عليه أجراً في حال إخلاصهم فيه، وبالتالي فإن عليهم المحافظة على دراستهم وحضورهم خلال شهر رمضان إلى محاضراتهم الجامعية.

بدوره، أكد أستاذ علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية د. خضر البارون «يشهد رمضان هذا العام الفصل الدراسي الصيفي في الجامعة، وبالطبع سيكون الأساتذة ملتزمين بإقامة محاضراتهم خلال الشهر الفضيل، لتغطية المنهج الدراسي المحدد لهم، مشيراً إلى أنه سيكون هناك التزام طلابي كبير في حضور المحاضرات، لا سيما مع وجود كشف الحضور والغياب».

وقال «إن شهر رمضان يؤثر على الدراسة بالنسبة للكثير من طلبة الجامعة، حيث تجدهم ينشغلون في متابعة المسلسلات أو حضور الغبقات أو تبادل الزيارات مع السهر لساعات متأخرة، تصل في أحيان كثيرة حتى الصباح.

وأشار إلى أن الطلبة سيعانون كثيراً في حضورهم للجامعة من الازدحام المروري، لا سيما المحاضرات الصباحية التي ستكون مواعيدها متقاربة مع مواعيد دوامات الوزارات والجهات الحكومية، إضافة إلى مانعاتهم من الجوع والعطش وقلة التركيز في محاضراتهم».
التغذية والصيام

من جانبها، رأت أستاذة علوم الغذاء والتغذية بكلية العلوم الحياتية د. دلال الكاظمي أن سوء تغذية الطلبة لا تزيد القابلية للسمنة والنحافة المفرطتين فحسب، بل تسبب تدهوراً في المناعة، مما يجعل الطلبة يتغيبون عن المحاضرات بسبب مشكلات صحية كالأمراض الجلدية، ومن ثم تقل إنتاجيتهم. وأوضحت الكاظمي أنه لا يوجد نظام غذائي موحّد يتناسب مع كل الطلبة، ولكن الخضروات والفواكه تتكفل بتزويد الجسم بالرطوبة ومضادات الأكسدة، كما تعتبر الأسماك مصدراً أساسياً للدهون مثل الأوميغا 3، والتي تساعد على خفض التوتر والقلق أثناء الاختبارات، كما أن تنظيم أوقات النوم بحيث لا تقل عن خمس ساعات ليلاً مع قيلولة أثناء النهار حتى لا يعكس الروتين اليومي.
عوامل محفزة

من ناحيتها، قالت أستاذة علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية د. هدى حسن إن هناك عوامل كثيرة تخلق حافزاً لدى الطلبة تدفعهم إلى التسجيل في الفصل الصيفي، وتتدرج الدوافع من حيث قوة التأثير، مشيرة إلى أن التسجيل في هذا الفصل الاختياري يعد فرصة للطلبة والأساتذة، فهي تتيح للطلبة إمكانية التخرج مبكراً، كما قد تتوافر بعض المقررات التي قد لا يجدها في الفصل الإجباري، وهي تساعد الأساتذة حيث قد تقلل عبء التدريس في الفصول المقبلة، مؤكدة أنه من الضروري أن يجعل الطلبة أولويات لهم، حيث يكون الطلبة المسجلون في الفصل الصيفي منقسمين حول العبادات والالتزامات الأسرية والدراسة، ولكن تحديد الأهداف والتركيز عليها من البداية يجعلان الطلبة قادرين على إعطاء الدراسة ما تستحق من عناية ووضع أولويات ليومهم الدراسي، لافتة إلى أن للصداقات دوراً كبيراً في التحفيز أو الإحباط.

وذكرت حسن أنه من الخطأ أن يعتقد الطلبة أن التسجيل في الفصل الصيفي يجعل الأستاذ أكثر تساهلاً في إعطاء الدرجات وتخفيف المادة العلمية، بل إن الزيادة في عدد الأيام يضمن تغطية كل زوايا المنهج، وبالمتطلبات نفسها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock