وزارة التربية

هل ساهم «النظام الموحّد» في معدلات النجاح العالية؟!

الحفظ والتلقين وراء تدني المهارات الطلابية

فتح خبراء تربويون النقاش مجدداً حول النظام الثانوي الموحّد، ومدى مساهمته في تسهيل مهمة الطلبة في اجتياز الاختبارات الأهم، وهي الثانوية العامة، وإعداده بشكل مناسب لمرحلة التعليم الجامعي، لا سيما بعد تدني مستوى القدرات الطلابية رغم حصولهم على معدلات نجاح عالية.

وتسترجع مصادر تربوية لـ القبس في هذا السياق اعتراف كثير من قيادات وزارة التربية، ووزراء سابقين بحاجة النظام الثانوي إلى إعادة نظر، وأنه يسهل من نجاح الطلاب، نتيجة العيوب الهائلة في نظام التقويم وآلية الامتحانات، معتبرين أن هذا النظام أعطى الطالب فرصة تحقيق نسب نجاح عالية ودرجات لا تعكس مستواه الحقيقي.

وتطرقت المصادر كذلك الى اعتراف وزير التربية د.بدر العيسى في تصريحات سابقة بتدني مستوى الطلبة في التعليم الثانوي، ما ينعكس سلباً على التعليم الجامعي، مشيرة إلى أن أبرز جوانب الخلل التي تكمن بالنظام تتركز في نظام التقويم، تحديداً في مخرجات الصف الثاني عشر، وأدائهم الضعيف في اختبارات القبول في جامعة الكويت، حيث لا تتعدى نسب النجاح %50، بحسب مسؤولين أكاديميين.

ولعل أكبر دليل على ذلك مطالب مسؤولي جامعة الكويت الدائمة لوزارة التربية بضرورة إعادة النظر في سياسة الدخول في كلية التربية، مؤكدين أن النظام الموحّد يسمح للطلاب ضعيفي الأداء بالالتحاق بالجامعة.

وتحدثت المصادر عن توصيات كثير من الدراسات، في هذا الشأن التي تحدد أبرز عيوب هذا النظام، حيث تبقى هذه الدراسات حبيسة أدراج كثير من المسؤولين.

وتنقل المصادر عن مسؤولين في الوزارة اعترافهم بأن نجاح ما يقارب 29 ألف تلميذ وتلميذة في الثانوية العامة مبالغ به، واصفين النتائج بأنها غير طبيعية، ولا تشخص الواقع التعليمي الحقيقي في المدارس.

وتساءلت: ما التغيير الذي حدث هذا العام عن الأعوام الدراسية الماضية، فوزارة التربية وعند نهاية الاختبارات، تحتفل بتخريج أعداد مهولة من الخريجين، بأداء دراسي متواضع وضعيف، فيما تتكبد جامعة الكويت وباقي مؤسسات التعليم العالي قبول هذه الجموع من التلاميذ وتعليمهم وتأهيلهم لدخول السوق؟!

وتكمل المصادر تساؤلاتها: هل تغيرت أساليب التدريس وطرقه في المدارس، فالمعلمون ما زالوا يعتمدون الحفظ في تلقين التلاميذ مضمون مناهج الوزارة. والمعلم يجد نفسه أمام منهج كبير وجدول زمني محدود، فيسابق الوقت في تعليم التلاميذ، من دون أي فرصة للابداع وابتكار طرق تدريس تنمي الجانب الإبداعي للتلاميذ.
بدعة التراكمي

وتفيد المصادر بأن الحفظ والتلقين وسيلتان أساسيتان لنجاح التلميذ في الاختبارات، من دون إغفال دور المعدل التراكمي الذي يعتبر أكبر بدعة كاذبة في النظام الموحّد، وكلمة سر ناجحة لعبور الثانوية إلى الجامعة.

وأضافت أنه رغم الربكة في التعليم، ونجاح التلاميذ ذوي المستوى الضعيف، فما زالت وثيقة التعليم الثانوي لم تتغير، ويشوبها عيوب بالجملة، ونظام التقويم الحلقة الأضعف فيها، وآلية احتساب الدرجات، حيث يكتسب الطالب درجات لا يستحقها، تساعده في النجاح بالفترات الدراسية وعبور الثانوية العامة بأمان.

وتشدد المصادر على ضرورة سماع ملاحظات الميدان التربوي وترجمة توصيات الدراسات على أرض الواقع، مشيرة إلى أن بقاء الوضع على ما هو عليه يعني استمرار الخلل وتخريج تلاميذ ضعاف وذوي مستوى متواضع الى الجامعات ومن ثم الى سوق العمل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock