عبدالقادر أبل أول شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة يدرس تقنية السيارات
الشاب عبدالقادر حبيب أبل- من ذوي الاحتياجات الخاصة- عمره 36 عاما، تعرض منذ عشر سنوات الى حادث مروري تسبب في إعاقته وجلوسه على كرسي متحرك، حيث تسبب هذا الأمر في دخوله بحالة يأس شديدة كونه غير قادر نفسيا على الخروج من المنزل، يقول: «أختي كثيرا ما كانت تلح عليّ للبدء بدراسة تخصص أحبه وأرغبه، وكنت كثيرا أتساءل بيني وبين نفسي عن الذي يمنعني من العودة الى الدراسة، وفي الوقت ذاته سمعت عن أكاديمية «ديملر» التي توفر إمكانية دراسة تقنية السيارات، عندها قررت التسجيل في الأكاديمية، وزرت المكان، ليلفت نظري تصميم الطاولات والمكان والأجهزة وحتى المختبرات التي تعين ذوي الاحتياجات الخاصة، مع العلم بأن دورة تقنية السيارات هي أول دورة لي منذ عشر سنوات، كنت فيها جليس المنزل».
وأضاف أبل: «مجال خبرتي سابقا كان في الاتصالات والالكترونيات، وكنت أعتقد أنني لن أستطيع ممارسة دراستي بعد ذلك، ولكن في الحقيقة أفادني تخصصي كثيرا في استيعاب قسم كهرباء السيارة، بينما الجديد بالنسبة لي يبقى الميكانيك».
وتابع «أحببت هذا المجال جداً، لدرجة أنني أصبحت آتي يومياً للأكاديمية لأتعلم وأعرف المزيد والجديد، فيما بدأ يتلاشى التحدي الأصعب الذي كان يواجهني وهو إعاقتي التي كانت تجذبني للبقاء في البيت، نظراًَ لكوني أهوى الأشياء اليدوية، مثل الميكانيك والكهرباء وغيرهما. ودخولي في هذه الدورة يشجعني كثيراً للعودة مرة أخرى لسوق العمل، ولكن هذه المرة بمجال جديد ألا وهو ميكانيك السيارات».
وعند سؤال أبل عن مدى تفاعل المجتمع معه في سوق العمل بعد التخرج، قال «إن رؤية صاحب السمو أمير البلاد هي الحافز الأول بالنسبة لي لتحدي عائق التفاعل مع المجتمع والدخول في سوق العمل، حيث إن هناك تشجيعاً من خلال القوانين الصادرة التي تدعمنا نحن ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي تنادي بضرورة تفاعل المجتمع معنا».
فيما يوجه أبل رسالة إلى أقرانه من ذوي الاحتياجات الخاصة، قائلاً «لا يوجد مستحيل في تحقيق أهدافهم»، مؤكداً أنه يجب استغلال ما تقدمه الدولة من دعم للاحتياجات الخاصة، سواء من خلال المراكز والأكاديميات أو حتى الأماكن المخصصة لهم للدراسة ليطوروا أنفسهم.
وأشار إلى أن أكاديمية ديملر قدمت له المساعدة الكافية إلى جانب الهيئة العامة للاستثمار للدخول ودراسة هذا المجال، خصوصاً أن دفعته هي العاشرة، حيث وفرت له الفرصة كأول شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة لدراسة تقنية السيارات، واعتبر أن هذا أكبر دليل على أنه من الممكن تحقيق التفاعل مع المجتمع للعودة للحياة العملية من جديد.