أكاديميون في ندوة بالجامعة: «قروبات» تسرِّب الاختبارات.. ولا عزاء للتعليم!
أعرب المتحدثون في ندوة «كارثة تسرب الاختبارات والغش الجماعي عبر وسائل التواصل» والتي أقيمت أمس الأول، بمقر جمعية أعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت، عن استيائهم الشديد من تسرب اختبارات المرحلة الثانوية بالفترة الأخيرة، مؤكدين أن التقاعس عن مواجهة التسرب واستمراره بالأعوام المقبلة سيؤدي لعواقب وخيمة تدفع ثمنها الكويت.
وقال مؤسس الحملة الوطنية لمكافحة الشهادات الوهمية والمزورة بدر البحر: إن اختيارنا لكلمة كارثة على تسرب الاختبارات والغش الجماعي لم يأت بالصدفة، حيث إنها كارثة حقيقية كونها متعلقة بالتعليم الذي يعتبر ركيزة لأي نهضة أو تنمية.
وأضاف: استمرار تسرب الاختبارات في بعض المراحل الدراسية في البلاد سيوصلنا إلى الهاوية، ويسبب مشاكل كثيرة بالسنوات المقبلة، وذلك ما جعل القضية تحظى باهتمام من قبلنا في الحملة، والتي انطلقت العام الماضي بمشاركة أكاديميين ومتخصصين وأعضاء هيئة تدريس.
وكشف البحر عن رصد الحملة أشخاصاً في مؤسسات مختلفة بالبلاد يحملون شهادات وهمية ومزورة، مضيفا: عملنا بكل جهدنا على كشفها ومواجهتها، وابلغنا الوزراء المعنيين عنهم، وأنذرناهم للتصدي لهم، ورفعنا قضايا لمحاسبتهم وكل ذلك من أجل مصلحة الكويت.
ولفت الى أن الحملة تسعى إلى أن تتحول إلى جمعية بالفترة المقبلة، تحت مسمى «الجمعية الكويتية لجودة التعليم» لمحاربة كل ما يمس التعليم من ظواهر ومشاكل وسلبيات راهنة أو مستقبلية، وقد قدمت طلبنا إلى وزارة الشؤون من أجل إشهار الجمعية مؤخراً.
آثار سلبية
من جانبه، قال العميد المساعد للشؤون العلمية في كلية العلوم بجامعة الكويت د.علي بومجداد: تسرب الاختبارات والغش الجماعي خلال الوقت الراهن لا يقتصر تأثيره وسلبياته على الكويت مستقبلاً، بل له تأثير أيضا حالياً على الطلاب المجتهدين بالنسبة لمقاعد القبول بالجامعة والبعثات.
وذكر ان الطلبة المجتهدين يدرسون ويجتهدون ليحصدوا نسبا عالية يدخلون بها للجامعة أو يحصلون بها على بعثة وفي النهاية يأتي آخرون بنفس درجاتهم عن طريق الغش وهذا أمر مرفوض وفيه ظلم كبير.
وأضاف: كنا نسمع عن انتشار الغش قي مدارس وجامعات في السنوات الأخيرة، كحل المدرس أو الأستاذ لنصف الاختبار تسهيلاً على الطلبة أو ضمان نجاحهم، أو السماح لهم بتبادل الأوراق في منتصف الاختبار ليساعدوا بعضهم، واليوم أصبحنا نرى الغش أمام أعيننا، عبر مواقع وقروبات يتجاوز متابعوها الآلاف من الطلاب والطالبات.
«قروبات» للتسريب
وتابع بومجداد: وجدت قروبا مسمى بـ «تسريب اختبارات» يضم 10 آلاف شخص، يقوم صاحبه بتسريب الاختبارات الخاصة بالمرحلة الثانوية لهم، وقد قام صاحبه بنشر الكثير من الاختبارات بالأيام الماضية وهي محلولة قبل دخول الطلاب والطالبات قاعات الاختبار بأوقات مختلفة.
ولفت الى أن أعضاء القروب كانوا يتحدثون مع صاحبه، ويحددون الاختبارات التي يريدونها، ويطالبون منه عرضها قبل وقت كاف لهم من دخولهم للقاعة، عبر مدحه بعبارات مختلفة مثل «تكفى وكفو وشد حيلك» وغيره الكثير.
الحلول المتاحة
ودعا بومجداد الى اتخاذ إجراءات صارمة لمنع إدخال وسائل الغش للاختبارات، كالسماعات والمسجلات صغيرة الحجم، مع تطبيق اختبار القدرات على جميع خريجي الثانوية سواء المقبولون في جامعة الكويت أو البعثات من أجل إثبات مستواهم الحقيقي، مشيرا الى أن اختبارات القدرات التي طبقتها بعض كليات الجامعة كشفت مصائب، حيث هناك طلبة متفوقون بمواد في الثانوية ولا يستطيعون حل أبسط الأسئلة بها.
وأكد على ضرورة قيام وزارة التربية بإعادة الاختبار في حال التأكد من تسربه قبل دخول الطلبة قاعات الاختبار، موضحا أن دول اخرى تم بها إعادة اختبارات بسبب تسربها، وذلك الأمر طبيعي من أجل جودة وسلامة التعليم.
آراء وتعقيبات
كان معظم الحاضرين في الندوة، أعضاء هيئة تدريس من كليات مختلفة في جامعة الكويت، وعقب الكثير منهم بعد أن أنهى المتحدثون بالندوة كلامهم، منهم من تطرق لتلاعب بعض الطلبة في أخذ «المرضيات»، وآخر عن حالة غش لطالب بالجامعة وحكم محكمة التمييز فيه.
القبس