وزارة التربية

أبناؤنا.. والعطلة الصيفية | كتب: د. عبد الفتاح ناجي  

في كل عام، وفي مثل تلك الأيام، تُقبل علينا أيام الإجازة الصيفية، ويظهر معها الوقت الطويل الذي يحتاج الاستثمار والتنظيم، وتصبح الأسرة أمام وقت صباحي كانت المدرسة تقوم بإشغاله لدى الأبناء، وبذلك سيصبح هناك يوم كامل بحاجة الى إعادة التدوير ومراجعة للخطط في كيفية إدارة ذلك الوقت، فأبناؤنا اليوم يحتاجون تنظيم أوقاتهم قبل ضياعها. فهل وضعت الأسر خطة لتنظيم ذلك الوقت والتعامل مع أيام العطلة الصيفية الطويلة؟

إن فترة إغلاق المدارس لا تعني توقف التعليم، فلا بد من أن يكون للتعليم نصيب في أوقات أبنائنا. فالتعليم لا يرتبط بالأسوار المدرسية فقط، ففي الحياة العامة كثير من الأمور التي يستطيع الوالدان تعليمها لأبنائهما في مهارات الحياة العامة والسلوك الاجتماعي والأخلاقي. حيث لا بد من التوازن ما بين اشباع حاجات الفرد النفسية والاجتماعية والجسدية، فكما يحتاج أبناؤنا إلى الراحة والاستجمام والترفيه عن أنفسهم، فهم بحاجة إلى صقل شخصياتهم وبناء منظومة متكاملة من المهارات الحياتية والقيم الأخلاقية والاجتماعية التي تساهم فيها الأسرة بدعم من المراكز الصيفية التي تطلق العنان لأنشطتها الثقافية والاجتماعية والدينية والترفيهية.

ولكن حتى لا تتحوّل هذه الإجازة إلى مضيعة للوقت، يجب على الأهل استثمارها بطرق أخرى ترتقي بمهارات أبنائنا، وتكون ممتعة ومسلّية في الوقت عينه، وعلى الأهل أيضاً اعتبار الإجازة الصيفيّة فرصة لمساعدة أبنائهم على تنمية شخصيّاتهم ومداركهم وقدراتهم الذاتية. ومما لا شكّ فيه أنّ استغلال طاقاتهم في أنشطة مفيدة، يُعدّ ضرورة حتميّة ينبغي التّخطيط لها قبل نهاية العام الدّراسيّ، ولذلك يجدر بالأبوين إعداد خطط مسبقة يوميّة وأسبوعيّة وشهريّة، يحدّدان خلالها الأنشطة التي يمكن توفيرها للطّفل وتفيده، فهل نحن مستعدون؟!
د. عبدالفتاح ناجي
[email protected]

القبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock