أحمد بودستور يكتب: شر البلية في جامعة الشدادية !!
يقول المثل (شر البلية مايضحك) ومايحدث في جامعة الشدادية التي ﻻزالت أطلال بعد مرور ربع قرن على وضع حجر الأساس يبعث على الأسى والقهر ويعتبر من المبكيات المضحكات ومحل تندر في الدواوين والمنتديات فهناك دول تطورت وبرزت بشكل ﻻفت على مستوى العالم مثل ماليزيا وإمارة دبي في خلال عشرين سنة فقط وجامعة الكويت العتيدة ﻻزالت على طمام المرحوم.
مايثير الأسى واﻻستغراب في جامعة الشدادية الحلم الحرائق التي تشعل في مبانيها بين حين وآخر وطبعا الأسباب مجهولة والطاسة ضايعة وهناك مثل يقول (مافي دخان من غير نار) والنار التي تشتعل بالجامعة تفوح منها رائحة الفساد لأنها أصبحت موسمية وبعد كل حريق ترتفع قيمة الفاتورة والتكلفة بسبب الأوامر التغييرية التي هي بيت القصيد ومنها يحقق مقاول المشروع أرباحه الطائلة.
الجدير بالذكر أن مشروع جامعة الشدادية تم التصويت عليه وأقر بقانون في مجلس الأمة سنة 2004 بعد تعثر طيلة 10 سنوات تقريبا وكانت تكلفته مليار دينار على أن يتم الإنتهاء من المشروع وافتتاح الجامعة في سنة 2014 وطبعا كالعادة تأخر المشروع وآخر موعد تم الإعلان عنه للانتهاء من المشروع هو سنة 2019 وطبعا التكلفة زادت بسبب الأوامر التغييرية ووصلت إلى 3 مليارات وﻻزال الحبل على الجرار !! .
نريد أن نضرب مثلا فقط للمقارنة ولتوضيح أن مايحدث في جامعة الشدادية هو مهزلة بامتياز وبكل المقاييس فقبل سنتين تقريبا تم افتتاح جامعة الأميرة نورة للبنات في المملكة العربية السعودية والتي استغرق بناؤها فقط سنتين وهي تحتوي على 18 كلية ومرافق كثيره مثل سكن للطالبات ومطاعم ومكتبات والتنقل في الجامعة يكون بالقطار نظرا لمساحة الجامعة الشاسعة وتكلفتها تقريبا نصف تكلفة جامعة الشدادية والسبب في هذا الإنجاز ذكره وزير المالية السعودي وأيضا وزير التربية والتعليم العالي أثناء حفل اﻻفتتاح وبحضور الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله وطيب ثراه أن المشروع تم إنجازه بفتره قياسية نظرا للمتابعة الحثيثة للملك عبدالله رحمه الله فقد كان يتصل بشكل يومي في وزراء المالية والتربية للتأكد من الإنتهاء من المشروع في موعده وكما يقول المثل (إذا عرف السبب بطل العجب) ومن يتحمل مسؤولية التأخير في مشروع جامعة الشدادية هي الحكومة بالتأكيد لأنها هي السلطة التنفيذية وكذلك مجلس الأمة كسلطة رقابية لعدم تفعيلها أداة الرقابة وتقديم استجواب لوزير التربية والتعليم العالي وأن تطلب الأمر توجيه استجواب لسمو رئيس الوزراء.
هل يعقل أن دولة مثل المملكة الأردنية تعتمد في ميزانيتها ودخلها السنوي على المساعدات الخارجية يوجد بها أكثر من 20 جامعة بين حكومية وأهلية ويدرس في جامعاتها آﻻف الطلبة الكويتيين وحكومة الكويت التي تملك رابع صندوق سيادي في العالم رأسماله 600 مليار دوﻻر لديها جامعة واحدة عبارة عن مدارس ثانوية مبعثرة في عدة مناطق ومبان من الكيربي والأكيد هذه مفارقة عجيبة تكشف مدى عجز الحكومة وفشلها في إنجاز المشاريع التنموية مثل الجامعات والمستشفيات وﻻنذكر هنا مشاريع ترفيهية فنحن ﻻزلنا فعلا في بداية المشوار وآه ياخوفي من آخر المشوار !!.
أحمد بودستور