كتاب أكاديميا

لو كنت في تنفيذية التطبيقي كتب :ا. د. عبداللطيف بن نخي

  

منذ أن رفضت لجنة الميزانيات والحساب الختامي في مجلس الامة في يونيو الماضي، الحساب الختامي للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب للسنة المالية 2013 /‏‏2014 وكذلك ميزانيتها للسنة المالية 2015 /‏‏2016، والأزمة تتدحرج ككرة الثلج على حساب جودة التعليم التطبيقي والتدريب الفني والمهني.
التصعيد بدأ بإعلان مخالفات التطبيقي المالية على المستوى المؤسسي. وكردة فعل فضح الطرف المقابل، ازدواجية اللجنة أمام المخالفات المالية الواردة في تقارير ديوان المحاسبة. ثم اشتدت القضية أكثر عندما اتهمت الهيئة بأنها تستخدم الطلبة كدروع بشرية في مواجهتها مع لجنة الميزانيات. وكذلك اتهمت اللجنة بأنها تسعى الى خلق صدام بين إدارة الهيئة وبين أعضاء هيئتي التدريس والتدريب فيها، وذلك من خلال ايقافها بنود المناقلة والعهد لكليات ومعاهد التطبيقي، والتي من شأنها منع إدارة الهيئة من صرف مكافآت المدرسين والمدربين عن الفصل الدراسي الصيفي الماضي.
تمكنت الهيئة من تجنب هذه الحفرة البرلمانية بفضل درجة الوعي وروح التعاون لدى منتسبيها من المدرسين والمدربين، إلا أن هذا اللحمة المؤسسية بدأت تتفكك بعد أن أقرت اللجنة التنفيذية في الهيئة، منفردة ومن دون استشارة هيئتي التدريس والتدريب، تخفيض مكافأة عمل أعضاء الهيئتين في الفصل الصيفي المقبل.
لو كنت من بين المشاركين في اجتماع اللجنة التنفيذية الذي عقد ظهر يوم الاحد الماضي، لنبهت الأعضاء الأفاضل بأن المؤسسات الأكاديمية يجب أن تدار بمنهجية التعاون والتكامل لا بالعقلية الإدارية التقليدية التي تسمح للجان والمستويات الادارية العليا بفرض قراراتها على من دونها من غير استشارتهم. ولو كنت حاضرا في ذلك الاجتماع لذكّرتهم بأنهم كانوا – قبل أيام – اعضاء هيئة تدريس أو تدريب، وبأنهم سيرجعون كما كانوا بعد حين. لذلك أناشدهم اليوم تدارك الخطأ وفتح قنوات التواصل مع زملائهم المدرسين والمدربين ومع من يمثلهم نقابيا من أجل التوافق على مخرج من الأزمة قبل موعد المهرجان الخطابي في الرابطة.
للأسف، البعض يسعى – بقصد أو من غير قصد – لأن يشوه صورتنا من خلال التركيز على سلبيات هيئتنا وطمس ايجابياتها، فضلا عن تزييفهم للحقائق من أجل تقديمنا إلى المجتمع كمرتزقة لا أكاديميين. ما شاهدته من تضحيات مالية من قبل زملائي في كلية الدراسات التكنولوجية مدعاة للفخر والاعتزاز، وكذلك الحال بالنسبة الى الكليات الاخرى والمعاهد التابعة للهيئة. فإلى جانب تطوع البعض منا للتدريس استجابة لاحتياجات الطلبة في الفصل الصيفي السابق، العديد منا التزم تدريس ساعات محروقة (من دون مقابل مادي) خلال الفصلين الدراسيين الأخيرين. لكن لا بد من الاشارة إلى أن تلك التنازلات نبعت منا نحن المدرسين وأقرت في مجالس اقسامنا العلمية ولم تفرض علينا.
لو كنت من بين المتحدثين في اجتماع اللجنة التنفيذية الأخير، لأخبرتهم عن المشروع الذي تبناه أحد الاقسام العلمية في كلية الدراسات التكنولوجية من أجل التصدي لازمة الشعب المغلقة الناجمة عن عجز في ميزانية الهيئة. لأبلغتهم بأن هناك توافقا في القسم بتخفيض – غير رسمي – لمكافأة الفصل الصيفي من أجل فتح المزيد من الشعب وتلبية احتياجات الطلبة. أي أن القسم تبنى طوعيا مبدأ تخفيض المكافأة من أجل معالجة الخطأ الاداري. ولكن اليوم، القسم نفسه من أشد المعارضين لقرار اللجنة التنفيذية، لأنه سلب جزءا من مكتسباتهم من دون مشاورتهم.
نحن مع الترشيد في الهيئة ولكن ليس بمفهومه المشوه المبني على تقليل المصروفات، بل الترشيد المنهجي الذي يستهدف تطوير العمل في شكل مترابط مع تقليل الهدر لا الحقوق والمكتسبات.
الهيئة مقبلة على تنفيذ خطة طموحة لتجديد الاعتماد الاكاديمي لبعض برامجها العلمية المعتمدة والعمل من أجل اعتماد البرامج الاخرى. ومن أجل تحقيق تلك الرؤية الجميلة، هي بحاجة ماسة لتدعيم الروابط بين ديوانها وبين كلياتها ومعاهدها. لذلك أدعو أعضاء اللجنة التنفيذية الى إعادة النظر في قرارها وتقبل آراء ونصائح محبي الهيئة وإن كانت مزعجة، وأناشدهم بالحذر من مغبة الاطمئنان لتصريحات من ولاءاته الوظيفية لشخوصهم لا للهيئة… «اللهم أرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock