37 ألف طالب متعثر دراسياً
37 ألف طالب تعثّروا دراسياً في المراحل التعليمية المختلفة بالمدارس الحكومية.. هذا ما كشفت عنه إحصائية تربوية حديثة، مؤكدة أن عدد مشكلات الطلاب التي تعامل معها الباحثون الاجتماعيون العام الماضي بلغ 92 ألفا و997 مشكلة، تشمل حالات السجل والملف.
الإحصائية التي حصّلت القبس على نسخة منها حذّرت من تفاقم مشكلة التعثّر الدراسي للطلاب داخل المدارس، بعدما احتلت المرتبة الأولى بين المشكلات التي تعامل معها الباحثون والباحثات في مختلف المراحل، وبلغ عدد حالات التعثر للبنات 21803 حالات، بما يعادل %60 من إجمالي الحالات، مقابل 15122 حالة للبنين.
التعثّر الدراسي
ووفق الاحصائية، فان مشكلة التعثّر الدراسي تزايدت في المرحلة المتوسطة (بنون 6743، بنات 7895) تليها المرحلة الابتدائية (بنون 4383، بنات 7981) ثم المرحلة الثانوية (بنون 3940، بنات 5428).
وأوضحت أن التعثر الدراسي يقصد به الرسوب في مادة أو أكثر من المواد الدراسية، ويعود السبب في ذلك إلى كثير من العوامل الذاتية والبيئية التي تتفاعل مع بعضها، لتنتج هذه المشكلة، وقد أشار كثير من الدراسات إلى أن التعثّر الدراسي من المشكلات الرئيسية، ومن أكثرها انتشاراً بين الطلبة، وأنها تؤثر في النظام التعليمي والطلبة والمجتمع، وتسبب انخفاض الطموح للطلبة، وبالتالي تقل قدرتهم على التعلم.
وبيّنت الإحصائية أن المشكلات السلوكية للطلبة جاءت في المرتبة الثانية؛ إذ تعامل الباحثون في مختلف المدارس مع 32631 حالة، منها 18203 للبنين، و14428 للبنات، مؤكدة ارتفاع عدد حالات هذه المشكلة بين البنين والبنات في جميع المراحل.
مشكلات سلوكية
وأضافت: يقصد بالمشكلات السلوكية أي سلوك يصدر عن الطالب، ويكون غير مرغوب فيه من قبل البيئة التعليمية، لأنه ينحرف عن السلوك السوي والمطابق للوائح المدرسية ولما هو متعارف عليه في المجتمع، ويمثل تقصيراً في أداء واجب أو ارتكاب محذور أو مخالفة تحول بين الطالب وبين تحقيق أكبر قدر ممكن من التوافق النفسي والاجتماعي والدراسي.
وأكدت أن حصول المشكلات السلوكية في المرتبة الثانية بين المشكلات التي يتعامل معها الباحثون الاجتماعيون بالمدارس أمر في غاية الأهمية، لما تتركه هذه المشكلات من آثار سلبية في الطالب سلوكياً، مثل: «عدم المبالاة، العصبية الزائدة، عدم الانضباط، عدم القدرة على التركيز وتشتيت الانتباه، تحطيم الأثاث»، وتعليمياً مثل «تدني التحصيل الدراسي، الغياب المتكرر، عدم المشاركة في الأنشطة، التسرّب المستمر أو المتقطع»، واجتماعياً مثل: «الانطواء والعزلة، قطع العلاقات مع الآخرين، العدوانية اتجاه الآخرين، عدم المشاركة في الأنشطة الاجتماعية»، وانفعالياً مثل: «انخفاض الثقة في النفس، الاكتئاب، التوتر الدائم، الشعور بالخوف، عدم الهدوء والاستقرار النفسي».
انتشار الغياب
أما المشكلات الصحية، فجاءت في المرتبة الثالثة، وتعامل الباحثون مع 14701 حالة (بنون 7563، بنات 7138)، وجاءت أعلى الأعداد لهذه المشكلة في المرحلة الابتدائية (بنون 3601، بنات 3551)، وتهتم مكاتب الخدمة الاجتماعية المدرسية بهذه النوعية من المشكلات، لأنها تتضمن أمراضاً، مثل: «أمراض القلب وأمراض الدم، السكري، الربو، والإعاقات المختلفة، وغير ذلك»، التي قد تعوق الطالب عن التفاعل الايجابي داخل الفصل وخارجها، بما تسببه من ضعف ووهن، ولما قد يكون لها من تأثيرات نفسية تدفع بالطالب إلى ألوان من السلوك الانسحابي والعدواني، تؤثر في كفاءة أدائه لوظائفه الاجتماعية، وفق توافقه مع المجتمع المدرسي بصفة عامة.
وحصلت مشكلة الغياب على المرتبة الرابعة، بواقع 6520 حالة (بنون 4185، بنات 2335) وكان أعلى معدل لها في المرحلة الثانوية.
كما جاءت في المرتبة الخامسة مشكلة صعوبة النطق وتعامل الباحثون مع 1533 حالة، أما المشكلات الاقتصادية فجاءت في المرتبة السادسة، والأخيرة، بواقع 687 حالة فقط.