“المجد لشهداء الكويت ” بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الحمود الصباح
يقول الأديب السودانى الطيب صالح ( أى وطن رائع يمكن أن يكون هذا الوطن إذا صدق العزم وطابت النفوس وقل الكلام وزاد العمل ) الوطن للشعب كالأم للأبناء نسيج واحد ، مهما اختلفنا فلا بد من العودة للمسار الطبيعى فلا يحيا نصف بكرامة بدون نصفه الآخر ،نحن كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .
نحن أبناء الشعب الكويتى نشعر دائما بحنين أصيل لأمنا الكويت حتى وإن كنا داخل حدودها المقدسة نرعى حرماتها ونقطع يد من يفرق بين الأم وأبناءها وبين الأبناء بعضهم بعضا ، فالإخوة فى الدين والوطن واللسان و الإنسانية أقوى بكثير من خيال مريض وفكرة متطرفة من شخص عابث لا تقيم له المجتمعات الإنسانية وزنا أو قيمة فهو كالعضو الخبيث يجب بتره حتى لا يسرى سرطان فكره الخبيث إلى باقى الجسد .
الشعوب العظيمة هى من تستدعى دائما من ذاكرة تاريخها ثراءها النضالى ولحظات الإنتصار والتى تمثل بحق وقود العبور من المحن ، هل ننسى تفوق الكويت الرياضى وهيمنتها على بطولات الخليج والوصول التاريخى لمونديال 1982 والذى شرفت فيه الكويت العرب وأذهلت العالم بشبابها الموهوب تحت قيادة وإشراف شهيد الوطن سمو الشيخ فهد الأحمد الصباح والذى اغتاله رصاص الغدر من المحتل الغاشم ، هل ننسى مجموعة المسيلة والمقاومة الشعبية فى بيت القرين وهذه الموقعة الخالدة التى تلاحم فيها مجموعة من خيرة شباب الكويت ورجالها للتصدى للقوات الغازية متعاهدين على الموت فى سبيل الوطن حتى استشهد منهم 12 بطلا رسموا بدمائهم لوحة الفخر والشرف ليشهدها التاريخ ويشهد على بطولتهم حتى الأعمى ومن كان به صمم !!
نحن أبناء هذا الوطن فى أشد الإحتياج لأن نحكى لأبنائنا هذا التاريخ المشرف حتى نحصن وجدانهم من دخائل أصحاب الفكر المتطرف وأن نعلمهم أن الشعوب العظيمة تسلك سبل رموزها الوطنية وتقتفى أثر خطواتهم المجيدة ، فالشعوب العظيمة هى من يتعاهد أبناؤها على إرادة الحياة معا والموت معا فى سبيل وطن هو الباقى حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
وأتوجه بالنداء إلى أبناء الكويت من صناع الدراما والسينما إلى إنتاج باكورة أعمال درامية ومسرحية وأفلام سينيمائية ووثائقية تحكى لحظات البطولة والمجد فى تاريخ هذا الوطن ، و على الأسرة أن لا تكتفى بالزيارات المدرسية لأطفالهم ولكن عليهم بتثقيف أنفسهم ومن ثم تثقيف أبناءهم برحلات خاصة بهم لكى يشعر الصغار بأهمية هذا التراث العظيم من خلال إهتمام الآباء بذلك وحتى لا ينصرف إهتمامهم فيما بعد إلى خلافات دينية مذهبية قديمة تزرع الشقاق ولا تفيد شيئا فى حاضرنا وواقعنا الذى هو أحوج لإلتقاط الأنفاس لأن مسئولية الواقع أولى بالإهتمام والجهد والتضحية من أجل الجميع ، يجب علينا جميعا أن ننشر بكل وسيلة إعلامية مرئية ومقروءة ومسموعة ثقافة الحب والإنتماء والوفاء لأن الوطن لا يزال ينتظر منا الكثير وهو ينادينا من خلف ستر رقيق هلموا إلى سبيل النجاة والفلاح.
نحن لا نخشى ضياع الحب والإنتماء لوطننا العزيز فى ظل القيادة الحكيمة لأمير الإنسانية وولى عهده الأمين حفظهما الله واللذان لا يدخران جهد فى إسعاد الشعب الكويتى والشعوب الشقيقة والصديقة ،ولكن يبقى السؤال الذى يلح علينا دائما نحن أبناء الوطن هل قدمنا ما ترتضيه ضمائرنا نحو أبنائنا ونحو بعضنا البعض ؟!!
أعتقد لا يزال الكثير لنقدمه ، علينا أن ننتبه جيدا لتتواصل الأجيال فى حمل الأمانة حفاظا على الوطن العزيز.