ذوو الإعاقة في الأعياد الوطنية: مواقف مُختطَفة.. مرافق غير مهيأة.. ومواهب مُهمَّشة
«عيدي يا كويت.. يا أحلى بلد»..
القبس – أناشيد وأهازيج تتغنى باسم الوطن.. وأعلام وصور مرفوعة تعانق السماء.. وملابس تتزين بألوان علم الكويت، لترسم لوحة فنية سنوياً تجسّد تلاحم أبناء الشعب الكويتي وتفاعلهم مع أقرانهم من ذوي الإعاقة، لتعمق روح الوطنية، وتعزز مفهوم الشراكة المجتمعية.
القبس شاركت أبناء ذوي الإعاقة وذويهم فرحة الأعياد الوطنية، حيث شددوا على أهمية مشاركتهم ودمجهم في المناسبات الاجتماعية والوطنية، باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من المجتمع الذي ينتمون إليه.
واشتكى ذوو الإعاقة الحركية وكبار السن من أزمة المواقف المختطفة في محيط الاحتفالات والمجمعات والأسواق، مطالبين بتوفير وسائل نقل تساعدهم على التنقل داخل المرافق.
وأشادت مديرة مؤسسة التأهيل الإرشادي لذوي الإعاقة المستشارة الاجتماعية والتربوية والأسرية ازدهار العنجري باهتمام الكويت بمشاركة أبناء ذوي الإعاقة في المناسبات والأعياد الوطنية المختلفة، حيث تعتبر المتنفس الذي يجمعهم بأقرانهم الأسوياء ويتفاعلون معهم.
وسلّطت الضوء على تأثير هذه المناسبات نفسياً واجتماعياً على أبناء ذوي الإعاقة في تعزيز ثقتهم بذاتهم، وتحسين أحوالهم النفسية، فضلاً عن إضفاء روح السعادة والفرح عليهم.
تعبير صادق
وقالت العنجري: نجد في أبنائنا التعبير الصادق الذي يوضح مدى حبهم وولائهم وارتباطهم بالوطن الغالي، والذي يظهر عفوياً في جميع المناسبات والحفلات التي يشاركون فيها، سواء عن طريق رفع علم الكويت، أو إلقاء الشعر عن حبهم للوطن أو الدندنة بأناشيد وطنية وحفظهم لها.
وأشارت إلى اهتمام الجهات والمدارس المختلفة، وحرصها على مشاركة هذه الفئة في المناسبات الوطنية من خلال تقديم الكثير من الأنشطة والاحتفالات المختلفة، والتي يشترك فيها الطلبة، فنجد الطلبة من ذوي الإعاقة يُبدعون في تقديم أفضل الفقرات في حفلاتهم بالمدارس، خصوصاً تلك الاحتفالات الخاصة بالأعياد الوطنية، ويرتدون فيها أفضل «الموديلات» بألوان علم الكويت الجميل والمنير بألوانه الجميلة.
ولفتت إلى استعداد طلبة حضانة أكاديمية السلام للتربية الخاصة، ونادي السلام التربوي لأنشطة الأطفال ذوي الإعاقة، لتنظيم احتفالات خاصة بتلك المناسبة، فضلاً عن مشاركتهم في الحفلات الخارجية، ودمج أبنائنا مع المجتمع للمشاركة في الاحتفالات المختلفة، والتي تزيد من تفاعل واختلاط أبنائنا بغيرهم من أفراد المجتمع لإظهار قدرات ومواهب وإبداع أبنائنا.
حس وطني
من جانبها، أشارت نائبة رئيس الجمعية الكويتية لمتلازمة الداون حصة البالول إلى أن ذوي الإعاقة الذهنية يتمتعون بحس وطني قوي، ولديهم حماس قوي للأغاني الوطنية، ملمحة إلى تفاعل أبناء الداون مع الاحتفالات الوطنية على نحو أكبر من الاحتفالات الأخرى، ولفتت إلى حرص الجمعية على انتهاز فرصة الأعياد الوطنية لتعزيز الشعور الوطني وتقوية الولاء للدولة والأمير، وذلك بتنظيم فعاليات وأنشطة متنوعة، حيث إن الجمعية بصدد تنظيم احتفال بالتعاون مع فندق الجميرا، حيث سيتم توزيع الهدايا على أبناء الداون.
وألقت الضوء على أبرز مطالب ذوي الإعاقة الذهنية خلال الاحتفال بالأعياد الوطنية، حيث تحتاج هذه الفئة إلى مداخل ومخارج مهيأة في كل مرافق الدولة، تحسباً لحالات الطوارئ والحوادث، فضلاً عن توفير دورات مياه قريبة من أماكن وجودهم، إلى جانب توفير خيمة أو مأوى لينالوا قسطاً من الراحة إن اقتضى الأمر، فضلاً عن توفير المياه والوجبات الغذائية لتلبية متطلباتهم، إلى جانب توفير مركز للإسعافات الأولية.
مطالب بتوفير مترجمي لغة إشارة في الفعاليات
فيما أكد مترجم لغة الإشارة بدر الدوخي أن مشاركة الصم في المناسبات الوطنية تسهم في إبراز دورهم بأنهم أفراد فاعلون وجزء من المجتمع، كما تغرس لديهم شعوراً بذاتهم، وأنهم يشاركون أقرانهم الأسوياء في حب الوطن وتنميته، فقد لفت إلى جملة من العقبات التي تواجههم، منها عدم توفير مترجمي لغة الإشارة في الفعاليات التي تنظم في المجمعات التجارية والحفلات الغنائية، ناهيك عن قلة مشاركتهم وعدم وجود من يدعم مشاركتهم أو يدعوهم للمشاركة.
كما لفت الدوخي إلى عدم وجود مترجمي لغة إشارة في القنوات التلفزيونية التي تبث برامج ومسابقات مهرجان هلا فبراير، الأمر الذي يعيق تفاعلهم وتواصلهم مع المجتمع، متمنياً تخصيص يوم ترفيهي أو اجتماعي أو ثقافي للصم ضمن الفعاليات التي تنظم بمناسبة الأعياد الوطنية مع توفير مترجمي لغة إشارة.
غصة
انتقد ذوو الاحتياجات الخاصة تهميشهم في الاحتفالات الوطنية وعدم تخصيص فعاليات خاصة بهم، مشيرين إلى أن صعدات الكراسي المتحركة قليلة في المجمعات التي تشهد أنشطة وبرامج في إطار مهرجان هلا فبراير.
