قسم السلايدشو

( كاد المعلم أن يكون رسولاً ، أم جلاداً ) !

   
 

أكاديميا | (خاص) كتبت: نورة السبيعي 

لكل منا طريق يسلكه في حياته، وفي كل مرحلة من مراحل حياتنا نلتقي بأشخاص، فإما أن يربتون على أكتافنا ويدفعون للنجاح، أو يمدون أقدامهم لنتعثر بمنتصف الطريق، هكذا المعلم حين يكون مُلهم أو يكون مؤلم، وفي سؤال موجه لبعض الطلبة، فقد نقلوا لنا تجاربهم مع المعلم وتأثير المعلم في حياتهم.

في البداية، تحدثت نورة علي بغضب يحمله قلبها منذ الصغر قائلة:
“قم للمعلم وفِّهِ التبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولا”، وفي المقابل أيضاً مطلوب من المعلم تقدير الرسالة الملقاه على عاتقه وتأدية أمانته المهنية على أكمل وجه، وبما أن المعلم هو أساس العملية التربوية وجزء لا يتجزء منها، فمن أبسط حقوق المتعلم هو الاحترام، كما تٌحترم احترم، وكما يهابك طالب العلم اجعل منه صرح بناء في المجتمع، واصقل فيه شخصية قيادية ومواجهة لأنه في يوم ما هذا الشخص سيحمل رسالة مثلما حملتها في شتى القطاعات، ولأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر اجعل من نقشك زخرفة يراها الجميع في نشأك.
هذه مقدمه لحديثي عن -زينب عبدالجبار- معلمة تحمل الجنسية المصرية، وافدة لمشاركة التعليم السعودي للنهوض فيه، فبدلاً من هذا حضرت سيادتها لإحباط الأنفس وتدمير الشخصيات، نعم يا زينب لك أثر سلبي في حياتي وليس بالإيجاب، كنتي قاسية أشد درجات القسوة، كنتي هجومية وتتقنين أسلوب تفزيع ورعب الطالبة، كنتي خير شرسة رأيتها في حياتي؛ كرهت المدرسة والدراسة وأصبحت أحضر خوفاً وأحفظ خوفاً من العقاب، فلم أستمتع خلال سنواتي الثلاث من المرحلة الابتدائية بلذة العلم ولا بمعناه، بل أمتعتيني حين أكون سارحة كأي طفل بريء في صورة في الكتاب بالطباشير، حين تحددين هدفك في رأسي، ولم أتعلم منك سوى (اخرسي- ماتفتحيش بؤك بكلمة- مش عايزة أسمع صوتك- إنتي حافظة النهرده) بمجرد ما أحاول التمتمة بالإجابة وقبل خروج الحرف من فمي أتفاجأ بصفعة على وجهي وعبارة (بنت خيبه)!
ما هذا؟ أين رسالتك؟ أين أنتي من العلم والتأديب؟ يا من التحقتي بوزارة التربية والتعليم (ياخيبتاه)، كنت أسمع الكثير من قريناتي بالمدرسة عندما تُسأل عن رغبتها بعد إتمام التعليم وانتقالها إلى التعليم العالي السؤال المعتاد من معلمة تحضر حصة احتياط “حبيبتي ماذا تريدين أن تصبحي عندما تكبرين؟”، والإجابة: “معلمة مثل أستاذة زينب لكي أضرب الطالبات!”
أي رسالة بعثتيها في أرواح الطالبات؟ فماذا عساني أقول عنك، كنت أتمنى أن تخرج صرخات داخلي “قفي معلمتي! ما هذه برسالة ولا هذا بتعليم، ولا هذا بأسلوب، قفي لقد مارستي كل فنون القسوة والتفزيع والتخويف، أين أنتي من أساليب التعليم؟ أين أنتي من الترغيب بالحب؟ أين أنتي من بث روح الثقة والمحبة؟ أين أنتي من كل هذا؟ قفي فأنتي من شوّه العلم في نظري، قفي لستِ أهلاً لحمل الرسالة”.
كانت مجرد صرخات داخلية لم ترى النور أبداً في ظل الخوف من العقاب، أكملت دراستي ولله الحمد، وكان السؤال الموجه لي أسوة بجميع الطالبات: “وأنتي حبيبتي تريدين أن تصبحي معلمة؟”
تخرج صرخة من داخلي لا لا! أريد أن أصبح دكتورة حتى أعالج الفتيات بعد المدرسة، لأني لم أرى جانب إيجابي في المعلم.
وإذا كان الحديث عن رسالة المعلم، فأنا لم تصلني رسالة المعلم الإيجابية، ولم تُبث روح محبة العلم والتعليم داخلي، وها أنا اليوم تخصص رياض أطفال وابتدائي ولم أسمح لنفسي بممارسة مهنتي الفعلية كمعلمة لأنني لا أريد أن أرى في نفسي صورة انتقام من زينب في الصغيرات، وأرفض أشد الرفض أن أكون معلمة، الآن أعمل سكرتارية في إحدى مدارس التعليم، ولله الحمد بعيداً الشرح والتوبيخ”.

ومن جهته، حدثنا محمد الكاف -طالب في الجامعة السعودية الالكترونية – قانون- قائلاً: “أ. أحمدالزهراني مدرس الأحياء في صف أول ثانوي، كان كبير في السن نسبياً ذو بحة في صوته، وغالباً الطلاب لا يحترمون أصحاب الأصوات المنخفضة من المدرسين، إلا أن احترامه لنفسه جعل له كاريزما خاصة مميزة،

جميع الطلاب كانوا يقدرونه ويحترمونه، كان أحد أعظم المدرسين وأكثرهم احتراماً، لم أسمعه يسيء لطالب أبداً رغم أن بعضهم كان يستحق وأكثر إلا أنه كان يخاطبهم بـ “يا ابني، الله يهديك جميع المدرسين يشكونك، حاول أن تركز في دروسك، أهلك يتعبون من أجلك وأنت تسيء لهم.
الجميل أيضاً في أسلوب تدريسه أنه مدرس مادة أحياء، وكان دائماً ما ينصحنا بالتأمل في هذا المخلوق أو هذه الطريقة، وكيف أنه لا يمكن للطبيعة أن تكون هي سبب تكونها ووجودها،

بالإضافة للجانب الأخلاقي الذي أثر فيني شخصياً”.
وتابع محمد حديثه: “كذلك أحد المدرسين الذي لن أنساه أ. أحمد الجهني -مدرس تفسير في المتوسطة- كان يعطينا الدروس ويتحدث معنا وكأننا أصدقاء وبلهجة بسيطة تتسلسل إلى القلب بكل حب، سهّل لنا المادة، وقلل من الجمود الموجود في تدريس المواد الدينية عند كثير من المدرسين، كان قريب من الطلاب، والجميل أنه كان يصارحنا حين يكون لدينا سؤال خاص، خصوصاً وأنه في فترة المراهقة تكثر أسئلة الطلاب، فكان يحتوي الطالب ليشعره بالحب ويثبت بأن التربية قبل التعليم، فقد كان مثال للأستاذ المخلص في عمله، وبالرغم من أن المرض قد أنهك قواه إلا أنه كان يجابه الألم من أجل طلابه”.

ومن ناحيتها أدلت فاطمة الملهوف -طالبة في جامعة الكويت” كلية التربية”- قائلة:

“(دعاء) تركت أثر عظيم في حياتي الدراسية، كنت طالبة شبه كسولة أو بالأصح لا أتقبل محتوى المادة، ولكن بعفويتها وتواضعها أصبحت من طالبة كل فترة تحصل بمادتها على إشارة حمراء إلى طالبة لا ترضى إلا بـ الإمتياز فـ شكرًا معلمتي. 

 

هٌناك الكثير من حصل على وظيفة مشرفة مثل التدريس، يأتي ويلقِّن الطالب الدرس دون فائدة، فقط للحفظ ولا يأتي بمعلومات في المادة تفيده في حياته العملية، ويحسب بأن تلقين الدروس هي رسالة. كلا، فإنه لا يفقه ما هي الرسالة.
أولاً، يجب أن يكون مُعلماً ذو خلق مهذب. ثانياً، يأتي إلى عمله وبعقله بأن يخرج من فصله وهو غارس معلومة تفيد طلابه. ثالثاً وهو الأهم، التربية قبل التدريس، فالكثير من المعلمين يأتي ليدرس ولا يهمه أن يخرج الطالب بقيمةٍ تربويةٍ تفيدة بدل من حشو الكلام، جميع الطلبة يحب المعلم من يُعطي قيم تربوية أكثر من أن يسرد المنهج، فلا أقول أن يضيع وقت حصته بالقيم، بل عند مشاهدة المعلم لموقف غير أخلاقي عليه أن يتوقف قليلاً ويُعطي من فعل هذا بقيمةٍ، لا تعلم يمكن أن تغير حياته، الرسالة شيء واسع جداً، هناك رسائل أخلاقية وتربوية ودينية وغيرها، فيجب أن يكون المعلم رسالة بأخلاقه وثقافته وعلمه وباحترامه للطالب”.

وأجابت سارة محمد طالبة في جامعة الكويت-قانون-:
“كاد المعلم أن يكون رسولا”

“وهذا ماغرسته في نفسي معلمتي -منال- حين كانت تحوّل الشرح في كل حصة دراسية إلى قصة تشد انتباهنا بها، وتحبس أنفاسنا بترقب وفهم الدرس حتى ينتهي الوقت دون دراية منّا بذلك.
كانت معلمة بحق، بل أكاد أجزم بأنها مثلت أخلاق وروح المعلم الفاضل، حين وضعت يدها على قلبي قائلة “باستطاعتك كسر حاجز الخوف وتخطي هذه الظروف المؤلمة لتخلقي طموحك ونجاحك”. وها أنا أحلق في سماء شغفي وطموحي بفضلٍ من الله ثم من قلبها الطاهر”.
وأكملت قائلة: “العلم يكون رسالة في حين يأتي من يحملها على عاتقه بكل ضمير وأمانة، ويكون طعنة في قلب الطالب حين يأتي من لا يقدر هذا الحمل الثقيل ويبصر بأن بين يديه طلاب قد يبني بهم جيل ناجح أو فاشل بإرادته هو”.

وأجابت مجد السبيعي طالبة في جامعة الكويت -علم الكيمياء الحيوية-:
“خلال سنتين مع معلمتي الراقية والرائعة والودودة -خلود بن حيدر- كانت معلمة مادة الرياضيات، زرعت فيني حب للمادة وحب للتعلم وغيرت مفهوم الدراسة في نظري من أرقام وشهادات إلى حب للتعلم والعطاء، طاقتها الإيجابيه كل صباح وابتسامتها التي نفتقدها من معلماتنا الباقيات حين يدخلن إلى الفصل بكل تهجم، معلمتي خلود هي من جعلتنا نحب هذه المادة الصعبة، ونجتهد من أجل العطاء”.
كانت تلك تجارب بعض الطلبة الذين تأثروا بمعلميهم في الحياة الدراسية، وسنكمل تجارب طلابية من واقع الحياة في الجزء الثاني من التقرير.
وفي هذا التقرير نستكمل إجابات التجارب الطلابية وتأثير المعلمين في حياة الطلبة

وبمشاركة من الكاتب أحمد النعيمان، حيث أدلى بدلوه قائلاً:

“الفراغ داء الإنسان والعدو المتربص له، ما إن تخلو إلى ذاتك حتى يداهمك الفراغ ليخلق لك أفكاراً يكون في معظمها الجنون، حتى أن المعايير الخاصة ببناء الأمم وعمرانها تتطلب خلو الإنسان من أعراض هذا الفراغ.
كانت البداية قبل خمس سنوات، حيث كنت ذلك الشخص الذي لا يعتمد عليه أحد، ذلك الشخص المملوء بالملل المضجر، لا شيء مميز، سائد من الدهماء، تكاد أن تكون ثقتي في ذاتي معدومة، حتى أنني لا أتذكر بأنني كنت إماماً على جماعة من أصدقائي.
حسناً، لماذا أكون من الأساس! بدأت بالقراءة كجزء بسيط لأريح ضميري المتقلب وكان هذا هو الجذر المفصلي الذي من بعده تشكل إنسان آخر، وبعد تخرجي من الجامعة وفي السنة الأولى لي في عملي الحكومي الذي لا أطيقه، وبالأخص بعد صلاة ظهر، وفي أول أيام الأسبوع حينما صعدت ووجدت باب مكتبة عملي هناك، دفعني فضولي لطرق الباب والدخول لأجد بالداخل رجل مسن ذو نظارات سميكة. 
رحب بي وسألته عن كتب تطوير الذات -غالباً ما تكون بدايات القرّاء بها- وقال: “هذه المكتبة مخصصة للكتب الشرعية القديمة فقط، وكما ترا فإن الغبار هو القارئ الوحيد هنا”. واعتذر لي بأدب وقال بأن ذاتك لن تجدها هنا.
وقبل خروجي تجاذبنا أطراف الحديث واستهواني حديثه عن العلماء والمفكرين والأنبياء، فبدا لي بأنه هنالك شخص آخر يقبع في داخل هذا الرجل العجوز وكان ذلك بالفعل. هذا الذي تحدثت معه لعدة أشهر بعد ذلك اليوم كان أحد المفكرين ذو القامة العالية. كان عالماً في الطب الشعبي ومؤلف لعدة كتب –لم يتم طبعها- ومتحدث للغات أجنبية وحافظ لأطلس العالم عن ظهر قلب بالرغم من أنه لا يمتلك سوى الشهادة الابتدائية. وبعد حديثنا لعدة أشهر تطرقت للحديث عن كتاباته، فقال لي لما لا تقوم أنت بالكتابة؟ فالواضح بأنك أهل لذلك! فقلت بأنني أكتفي بالقراءة واستمتع بها. فقال لي حكمة قلبت كياني رأساً على عقب: “يا أحمد، الكاتب يخلد، والقارئ يموت! وأنا متأكد بأنك لن تستغرق الكثير من الوقت حتى تبدأ بأول شيء تكتبه ربما شهر أو أقل من ذلك”.
وبعد حوارنا بأسبوعين كانت “سبيكة ذهب” أول مقالة كتبتها واستمر ذلك القلم حتى اليوم بكتابة أكثر من ثلاثين مقال إنساني، وتفتقت من خلال الكتابة العديد من الفنون واللوحات الفنية كل ذلك لأن الكاتب هو الذي يخلد.

 

تلك الحكمة التي قيلت لي كانت هي الرسالة التي يجب أن تقال لكل شغوف بصوت عالٍ، حيث أننا حين نقرأ ونتعلم نستفيد من ذلك وحدنا بشكل مباشر، ويستفيد غيرنا بشكل غير مباشر، أما حينما نقوم بالكتابة والإنتاج للغير فبذلك تكون الاستفادة مباشرة للجميع. 
تركي الرحيمان، الشكر والعرفان لك يا معلمي الفاضل أينما حللت ووطأت قدمك.

 

ومن جانب آخر، تتحدث بكل حب سمر عبدالقادر -خريجة من جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن- تخصص “علاج طبيعي” 
بدايةً، شكراً لإتاحة الفرصة لي بأن أكتب عن الرائعين الذين جرت آثارهم فينا ونسوا ونحن لم ننسى.
الشخصية العظيمة التي سأتحدث عنها هي الدكتورة هيلة المحيميد، درستني لسنتين متتاليتين -التشريح العام وتشريح الأعصاب- وتعتبر مواد دسمة تحتاج لحفظ وربط وإدراك، كنّا نقضي الأربع ساعات في محاضرة واحدة وتمر بخفّة السحاب.
وفي يوم من الأيام بدأت المحاضرة ونحن نمر بضغط دراسي ونفسي، والفصل أوشك على الانتهاء وكان الوقت يمشي على قلوبنا ببطئ، دخلت الصباح سلّمت بوجهها السمح البشوش الذي نحب، بدأت تعدد أسماء الطالبات لتتأكد من الحضور وتجاوزت اسم بدور صديقتي، ثم تجاوزت اسمي – كنّا في الصفوف الأمامية وكانت تعرفنا، بعدما انتهت من قائمة الأسماء، نظرت لنا بتعجّب وهزت رأسها باستنكار قائلةً: 

“على رؤوسكم الطير”، تنهّدنا والتزمنا الصمت

قالت: التنهيدة هي الكلمات التي لا تقال وضحكت، ابتسمنا وبدأنا في التذمّر من الضغط وساعات الدوام في الجامعة والمستشفى والأبحاث والعروض وعدم مراعاة بقية أعضاء هيئة التدريس لنا، قالت لها هدى: ” يا دكتورة أنا مش لاقية نفسي، أنا فقدتني و…إلخ”، وجاء الرد الذي كان بمثابة يد حانية تربت على أكتافنا: “كل هذا سيمر ولن يبقى إلاّ لذة الإنجاز، مهما تعبتم اغرفوا من حزمة الضوء التي بداخلكم وأضيؤوا في شبابكم، اتركوا الظلمة، كونوا لأنفسكم الحائط الصلب، سيأتي اليوم الذي تسترجعون فيه ذاتكم التي لم تخذلكم في خضم الزحام والانشغال، ذاتكم التي سترفعكم منزلة عند الآخرين وتقرّبكم من الرب بعلمكم وعملكم وتخلق لكم الرضى”.
ربما يراه البعض موقف عابر لا يستحق الذكر، بينما أراه أنا جداري الذي استندت عليه حتى لحظة استلام الوثيقة (كلمات ليست كالكلمات)

مواقفها كثيرة، كل لحظة معها سواء كانت محاضرة أو ساعة مكتبية أو حتى في ممرات الكلية في الذاكرة ولن تبرح، وذكرت هذا الموقف دون غيره، ربما لأنه أول حدث طرأ على البال حين قرأت المنشور الذي طلب فيه سرد موقف مع أستاذ أثّر فيك، ها أنا أذكره وأنا مستلقية على السرير وأستمع لأم كلثوم وهي تردّد “سوف تلهو بنا الحياة وتسخر”، وبعد أن مرت سنوات العناء التي كابدتها والتي خيّل لي -وقتها- أنها لن تمر، وأن اللحظة التي أعيشها الآن ستكون بعيدة، فالحمدلله أن بلغت الشقة الأخرى من العمر وأنا أحملها وغيرها من الذين لم يكونوا مجرد عابري سبيل في صلاتي ودعائي”.
وختمت قائلة: “بالمناسبة، كلّ هذا التعب تلاشى والآن أنعم بلذّة النجاح فقط”.

ومن جهة أخرى، تسرد لنا أمل الخالدي -أخصائية اجتماعية وطالبة دبلوم عالي تخصص إرشاد نفسي وأسري- قصتها بكل شغف، قائلة:
“منذ طفولتي وأنا أخطط بأني سأكون طبيبة وكنت ممتازة جداً بالمواد العلمية، وأنهيت المرحلة المتوسطة وكنت متمسكه بهذا الطموح، وبدأت بدراسة المرحلة الثانوية وكانت مدرسة خاصة، وكانت أغلب المعلمات أجانب بعكس المدراس الحكومية، وكانت معلمة الرياضيات من إحدى الجنسيات العربية، وكانت تمقت الطالبة السعودية ولا تسمح لها بالسؤال أو حتى النقاش، كان تركيزها منصب مع الطالبات الأجنبيات، كانت تحاول بأن ترانا بصورة الأغبياء، كانت سنة سيئة جداً، فبعد الدرجات الممتازة في مادة الرياضيات والتعامل مع المادة وكأنها لعبة بسيطة، أصبحت صعبة جداً ولا أستطيع فهم شيء، أنهيت المرحلة الأولى من الثانوية ومادة الرياضيات أصعب مادة بالنسبة لي، ومهما حاولت الدراسة لا أجيد الفهم، ولكن مازال حلمي بدراسة الطب نصب عيني، ولكن درجاتي المتدنية في مادة الرياضيات كانت سيئة جداً.
وفي المرحلة الثانية من الثانوية، وفي أول أسبوع اخترت السير في المجال العلمي، ومن المفترض بأن معلمة ثاني ثانوي تختلف عن أول ثانوي، ولكن تغير النظام وأصبحت معلمة أولى ثانوي هي من تدرسني في ثاني ثانوي.
ولم أطيق الصبر حين علمي بذلك، وقررت أن أتخذ المجال الأدبي لي طريق، وكان بهذا الوقت مسموح لطلاب الأدبي بدراسة التمريض، وحين قررت بأن أتخصص بالتمريض صدر قرار بتوقيف الأدبي عن دخول قسم التمريض، واضطررت لاختيار مجال “علم اجتماع وخدمة اجتماعية ” بما أنه هو أقرب مجال للطب، ومع كل ذلك وحين تخرجي وجلوسي بانتظار الوظيفة والفراغ الذي داهمني، ألوم نفسي دائماً لمَ لم أرد على هذه المعلمة وأجعلها تقف عند حدودها بالكلام، فكل مافعلته غيّر مستقبلي بشكل تدريجي وهدم طموحي”.

وفي الختام نبصر بيت الشعر للإمام الشافعي 
اصبر على مرِّ الجفا من معلمٍ 

فإنَّ رسوبَ العلمِ في نفراتهِ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock