د. عدنان عبدالرضا لـ “أكاديميا”: وزارة الخارجية الفرنسية تتبع سياسة معينة لتعزيز اللغة الفرنسية في الكويت
أكاديميا| (خاص) أجرت اللقاء: روان مال الله
–عرفنا بنفسك.
دكتور عدنان عبدالرضا
عضو هيئة تدريس في كلية التربية الأساسية – قسم اللغة الفرنسية.
-هل هناك إقبال على قسم اللغة الفرنسية في التربية الأساسية؟
نعم، يوجد إقبال كبير يصل من عدد مئة طالبة فما فوق في بداية الفصل الأول، والعدد في تزايد في كل فصل دراسي.
-ما هي تطلعات ومخططات القسم للمستقبل؟
يوجد توجه من كلية التربية الأساسية لحذف وحدات دراسية من جميع التخصصات بما فيه تخصص اللغة الفرنسية، حيث سيتم إلغاء اثنى عشر وحدة دراسية، وبالتالي سيتمكن الطالب من دراسة ستون وحدة فقط، وبالتالي سيتم تغيير صحيفة التخرج؛ وسيتم كذلك إجراء تغييرات بالبرنامج الحالي لأن البرنامج أساساً في خلل، حيث أنه مسموح للطالبة بدراسة مواد التخصص قبل دراسة المواد التأسيسية، لذلك سيتم عقد اجتماع في تاريخ ٣ فبراير للعمل على تغيير البرنامج الحالي.
-هل هناك علاقة بين اللغة الفرنسية والثقافة الفرنسية؟
بالتأكيد، وليس باللغة الفرنسية فحسب بل بجميع اللغات، حيث أن اللغة جزء لا يتجزأ من الثقافة، وإذا كان الشخص لا يفهم الثقافة لن يستطيع فهم اللغة، مثال على ذلك سابقاً في التدريس كان يتم التركيز على اللغة الفرنسية دون الأخذ بعين الاعتبار الثقافة الفرنسية مما كان يؤدي إلى عدم فهم اللغة. اللغة ليست مجرد كلام فحسب، بل الإشارة أيضاً تعتبر جزء من اللغة، حيث أن ممكن لإشارة معينة يمكن أن تعبر عن شتيمة بالثقافة الكويتية، وفي نفس الوقت تعبر عن المحبة في الثقافة الفرنسية، والعكس صحيح.
بالإضافة إلى ذلك، المناخ يعتبر جزء من الثقافة وله تأثير على اللغة، مثال على ذلك في الثقافة الفرنسية، عند سماع خبر سعيد يقول الفرنسيون “الخبر أدفى صدري” وذلك يعكس المناخ البارد في فرنسا، أما في الكويت فيقال “الخبر أثلج صدري” مما يعكس المناخ الحار في دولة الكويت، وذلك يعني أن للثقافة علاقة وطيدة باللغة.
-ما أهم النصائح التي توجهها للمبتدئ في تعلم اللغة الفرنسية؟ وما هي أبرز الطرق لتعلم اللغة الفرنسية؟
أنصح المبتدئين بتعلم اللغة الفرنسية بالالتحاق بالمعهد الفرنسي، وذلك لأن عدد الساعات الدراسية على مدى أربع سنوات من الدراسة غير كافية لتُخرِّج الطالب بمخرج يُمَكِّنه من ممارسة اللغة بشكل جيد، كذلك يمكن للمتعلم السفر لفرنسا لمدة لا تقل عن ثلاث أشهر ويسكن فيها مع عائلة فرنسية؛ وكذلك مع التطور أصبح لدينا وسائل اتصال اجتماعي تمكننا من تعلم اللغة، ومثال على ذلك يوجد برنامج تواصل اجتماعي يُدعى Hello talk يمكِّن المتعلم من التواصل مع أشخاص فرنسيون يرغبون بتعلم اللغة العربية أو الإنجليزية مثلاً فيقوم كل شخص بتعليم الشخص الآخر اللغة التي يجيدها، مثال على ذلك أنا كمتحدث باللغة الإنجليزية أستطيع من خلال لغتي أن أعلم الطرف الآخر الإنجليرية، وفي المقابل أتعلَّم منه اللغه الفرنسية. وهي ليست مقصورة فقط على تلك اللغتين بل على جميع اللغات، وكذلك يمكن استخدام الأفلام المترجمة كوسيلة.
-بنظرك أيهما أهم، ممارسة اللغة باستمرار أم الاكتفاء بالحفظ و تلقين المعلومات؟
أنا جملةً وتفصيلاً ضد الحفظ خاصةً في تعلم اللغات، كما يمكن استخدام الحفظ لحفظ المقولات والحكم، أما في حال رواية أو قصة مثلاً أو التعبير عن النفس لا يمكن الاستفادة من الحفظ، بل يجب التوجه إلى الفهم والممارسة.
– ما هي معايير قبولكم للطالبات الراغبات بالانضمام لقسم اللغة الفرنسية؟
معايير بسيطة جداً، حيث يجب أن يكون لدى المتقدمة إلمام بسيط باللغة بطريقة تمكنها من تقديم نفسها والرد على بعض الأسئلة البسيطة باللغة الفرنسية.
-هل هناك دعم من السفارة الفرنسية لقسمكم لتعزيز ونشر اللغة الفرنسية؟
نعم، وزارة الخارجية الفرنسية تتبع سياسة معينة لتعزيز اللغة الفرنسية في دولة الكويت، حيث أن في بداية افتتاح هذا القسم في عام ٢٠١٢ تم استدعائنا من قبل السفارة الفرنسية، وعرضوا علينا الدعم لهذا القسم من دون مقابل، كذلك تم الاقتراح من قبل السفارة الفرنسية أن يتم توفير دورات تدريبية في فرنسا للطالبات الفائقات.
-ما رأيك بتوجه وزارة التربية بإدخال مادة اللغة الفرنسية في المرحلة المتوسطة وما مدى تقبل المجتمع الكويتي لهذا القرار؟
شيء جيد إذا كانت المادة اختيارية وليست إجبارية، أما إذا كانت إجبارية فأنا ضد هذا القرار لأن إذا اختار الشخص شيء معين برغبة فسيكون هناك إنتاج ومردود إيجابي، أما إذا كانت إجبارية فلن يكون هناك أي مردود؛ أما بالنسبة للمجتمع الكويتي فهو له نظرة تختلف عن نظرتي أنا كمتخصص.
-كلمة أخيرة.
أعتقد أنه سيكون للغة الفرنسية مكانة ومستقبل جيد في دولة الكويت، خاصةً لطلاب اللغة الفرنسية في دولة الكويت، خصوصاً أن سوق العمل مفتوح لهم. وفي الختام، أتقدم بجزيل الشكر لـ “أكاديميا” على جهودهم وأخص الشكر الطالبة روان مال الله على إجراء المقابلة.