دكتوراه وماجستير “بو ريالين” تغزو الأحساء والجهات المعنية “ضمير غائب”
الأحساء نيوز – تذمر عدد من أصحاب الفكر والمهتمين بتطوير الذات من الفوضى الهائلة في المسميات العلمية من الجامعات الوهمية او ذات التدني التحصيلي أو التعلم بالمراسلة او عن بعد من جامعات غير مرخصة وغير معترف بها هدفها الوحيد الكسب المادي من خلال بيع الوهم.
وتركز استنكارهم على انسياق الشباب السعودي خلفهم وغياب الضوابط في استخدام المسميات التي تمنحها هذه الجامعات الوهمية خاصة في مراكز تطوير الذات ومراكز التدريب والتي من المفترض ان يشرف عليها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، فتجد القاب علمية لتسويق دورة ما يقدمها شخص ما بأنه الدكتور المهندس والأستاذ المشارك والبروفيسور وجميع شهادته من جامعات غير معترف بها وربما حصل على جميع هذه الألقاب العلمية في فترة زمنية لا تتجاوز الستة أشهر في ضحك واضح وفاضح على “الذقون”.
والسؤال هُنا أين موقف الجهات المعنية من استخدام الألقاب العلمية الممنوحة من الجهات الغير معترف بها والتي تسهم في خداع وتضليل من يجهل بالجهة المانحة للقب العلمي لهذا او ذاك ممن يدعون التدريب والتطوير وخلافه.
“الأحساء نيوز” التقت بمجموعة من المواطنين حول هذا الموضوع فأتت ردات الفعل متباينة فحين قال المواطن عبدالرحمن السعد ان هذه الشهادات منتشرة وخاصة في الاحساء بين اشخاص يمتهنون التدريب التجاري فتراه يحرص على الحصول على المسمى العلمي لزيادة سيرته الذاتية ولتسويق نفسه وخداع من يستهدف بدوراته.
اما المواطن فهد القايد فقال أن صديق له يحمل شهادة البكالوريوس وبعد ١٨ شهر التقاه وهو يُعرّف نفسه بالدكتور فلان ويحمل كروت شخصية سبق اسمه حرف “د” فيها فهل من المعقول الحصول على ماجستير ودكتوراه في ١٨ شهر !!
يقول والكلام لـ “القايد”: ” اصبحنا انا وزملائي نسخر منه فيما بيننا وتغيرت نظرتنا له فالعلم أمانة”.
أما المواطن محمد الخميس فقال ان من دفع هؤلاء لهذا الاحتيال ان جازت التسمية فهو قلة الفرص الدراسية من الجامعات الحكومية في المملكة وهناك جهات وفرت ذلك المسمى كـ “ديكوريشن” وأول من يعرف بضعف ذلك المسمى هو صاحبه لذلك تجده يستخدمه في مجال معيّن ويخفيه في آخر ومع اشخاص معينون ويخفيه مع آخرين.
فيما ذهب المواطن عبدالعزيز الدوسري إلى ضرورة اتخاذ موقف صارم تجاه فوضى الالقاب العلمية من قبل الجهات المعنية والمؤسسات التدريبية حتى نضيف للعلم وللشهادات مزيداً من الاحترام مشيدًا بموقف حملة #هلكوني مطالبًا بإستمرارها وتعاون المواطنين معها بفضح كل من يلجئ لشهادات “بو ريالين”.
من جهته قال علي القحطاني وهو في المراحل الدراسية الاخيرة لشهادة الدكتوراه من جامعة حكومية في السعودية أنه من الظلم أن استنزف كل ذرة فكر وطاقة وجهد ووقت في حياتي في الدراسة والمذاكرة والاختبارات ويأتي شخص يحصل عليها بطريقة غاية في السهولة مقابل المادة او غاية في السهولة من حيث القيمة العلمية فهي تقتصر على ملخصات او بحوث لا تتجاوز العشرين صفحة غالبها متوفر وبشكل جاهز على الانترنت.
فيما انتقدت المواطنة فاطمة الفرحان تساهل الإعلام في نشر اخبار التهاني والتبريكات للحاصلين على مثل هذه الشهادات متهمةً الناشرين بالتعاون في تضليل المتلقي مطالبة بإيقاف نشر التهاني والتبريكات واقتصارها على من اخذها في جامعات حكومية ومعترف بها.
ويبقى السؤال إلى متى ستستمر هذه الجامعات تبيع الوهم بين مواطني المملكة…
وإلى متى سيسمح شبابنا لهذه الجهات الوهمية او الغير معترف بها ان تبيعه وهم في وسط مجتمع واعي ينظر لمن حصل عليها بنظرة مُشفق ومرتاب منه وساخرًا من فعله في آن واحد.