دراسة تقترح أن الأميركيين أقل ذكاءً من الأوروبيين
واشنطن -لسنوات طويلة كان هناك اعتقاد سائد بوجود ارتباط قوي بين الفقر وتدني مستويات الذكاء، بخاصة عند الأطفال، إلا أن دراسة أميركية جديدة اقترحت بأن تأثير ذلك يعتمد على مكان المعيشة، وفقًا لما ذكرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
ويعتقد العلماء أن ذكاء الشخص يتشكل من مجموعة من التفاعلات المعقدة بين الجنسيات الموروثة من الوالدين وبين البيئة التي ينشؤون فيها، إلا أن دراسة على التوائم حددت أن الطفولة الفقيرة تبدو وكأنها تُحبط الإمكانات الموجودة داخل جينات الشخص، وهذا الوضع يختلف من دولة إلى أخرى.
ووفقًا للدراسة، التي أجراها باحثون في جامعة تكساس بأوستن، وجامعة أدنبره في أسكتلندا، فإن الأشخاص الذين ولدوا في الولايات المتحدة يعانون من آثار الفقر بشكل أكبر، فيما كان الارتباط بين الفقر وانخفاض معدل الذكاء أقل بشكل ملحوظ في أوروبا الغربية وأستراليا، في حين أن العكس كان صحيحًا في هولندا. وحللت الدراسة، التي نُشرت في دورية “العلوم النفسية” نتائج 14 ورقة لاستعراض الأقران، إذ جمعت ما يقرب من 25 ألف مجموعة من التوائم والأشقاء من الولايات المتحدة وأستراليا وإنجلترا والسويد وألمانيا وهولندا.
وقال الباحثون، إن الاختلافات بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية تعود جزئيا إلى حصول الجميع على الرعاية الصحية، الأمر الذي ساهم في إغلاق بعض الفجوات الاجتماعية –الاقتصادية، كما أن الاختلافات في نظم التعليم في هذه الدول أيضًا ربما تلعب دورًا في هذا الأمر أيضًا. وأضاف الباحثون، أن نتائج الدراسة يمكن أن تفيد في المساعدة في معالجة الفجوات بين الفئات الاجتماعية والاقتصادية. وحسب معدّي الدراسة، فإن توفير تعليم ورعاية صحية موحدة من شأنه أن يحد أو حتى يعكس التأثير السلبي للفقر على الجينات المسؤولة عن الذكاء.
ونقلت الصحيفة عن الباحث في كلية علم النفس في أدنبره، والمؤلف المشارك في الدراسة البروفيسور تيموثي بيتس، “حالما يتم تحديد هذه الخصائص، فبإمكانهم تحديد السياسات المفترض اتباعها الواجب لتضييق فارق الفجوات والترويج للنتائج الإيجايبة لمستوى الذكاء الأعلى، كخصائص الصحة والثروة والتقدم في مجالات العلوم والفنون والتكنولوجيا”.
وهدفت الدراسة إلى استكشاف التفاعل بين الجينات والعوامل الاجتماعية للطفولة، وأظهر المحللون أن هناك علاقة بين الفقر والذكاء أكثر تغييرًا في الولايات المتحدة مما كانت عليه في أستراليا أو أوروبا الغربية، وفي هولندا كانت هناك أدلة تشير إلى صحة عكس ذلك. ونقلت الصحيفة أيضًا عن المؤلف المشارك والباحث في التنمية الحياتية في جامعة تكساس في أوستن، إليوت تاكر، قوله “إن الفرضية القائلة بأن التأثير الجيني على الذكاء يعتمد على الوضع الاجتماعي والاقتصادي غير مدعومة في الدراسات خارج الولايات المتحدة”.