أخبار منوعة

يونسكو: اللغة العربية أثرت العالم منذ عقود طويلة بالمعرفة والعلوم المتنوعة

  

من احمد المزبد باريس – 18 – 12 (كونا) — أكدت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) ايرينا بوكوفا اليوم الجمعة التزام المنظمة الدولية بالعمل على تعزيز نشر وتعلم اللغة العربية في العالم لما تزخر به (لغة الضاد) من كنوز في مجالات العلوم والمعرفة المتعددة.

وقالت بوكوفا في كلمتها لاحتفالية نظمتها (يونسكو) بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية وبدأتها بنطق كلمات عربية ترحيبية بالحضور إن احتفالية هذا العام “مميزة للغاية” لأنها تتزامن مع السنة الدولية للضوء التي سلطت الضوء على انجازات العالم العربي الكبير ابن الهيثم في القرن العاشر.

وأضافت إن الاحتفالية التي جاء عنوان محورها الرئيسي لهذا العام (اللغة العربية والعلوم) تتزامن كذلك مع الاحتفال بمرور 70 عاما على إنشاء (يونسكو) التي تدعم منذ قيامها مختلف مجالات العلوم لأهميتها البالغة في تنمية المجتمعات.

وأوضحت أن “العلوم لا تعرف الحدود فهي لغة عالمية ونحن نبحر في العلوم عبر جميع اللغات ومنها اللغة العربية التي أثرت العالم منذ عقود بالمعرفة والعلوم المتنوعة”.

وأكدت أن “البشرية اليوم بحاجة ماسة إلى العلوم التي تحتاج بدورها إلى جميع اللغات لتشكل طاقة هائلة للتنمية وبناء مجتمعات المعرفة”.

وشددت على التزام (يونسكو) من اجل المساعدة على إعداد المناهج لتعليم اللغة العربية في المدارس ونشرها في العالم مشيرة إلى أن هذه “اللغة الجميلة يمكنها أن تجعل العالم أكثر جمالا وقوة”.

ومن جانبه قال رئيس الهيئة الاستشارية لتنمية الثقافة العربية (ارابيا) المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى (يونسكو) الدكتور زياد الدريس إن قرار اختيار محور (اللغة العربية والعلوم) لهذا العام من شأنه تكريس إعادة لفت الانتباه إلى أهمية اللغة العربية والقيمة العالية التي تحصى بها لتكون بمثابة الاتفاق الجمعي العالمي على مكانتها في الحضارة البشرية والتطور العلمي على مدى القرون.

وأضاف الدريس في كلمته للاحتفالية أن الندوات التي خصصت لهذا الموضوع حظيت بمشاركة واسعة من الخبراء اللغويين مع جمع من الكتاب والباحثين والعلميين والدبلوماسيين والإعلاميين والعاملين في (يونسكو).

وأوضح أن “ما قامت به اللغة العربية في عصور النهضة الإسلامية من خدمات البحوث والاختراعات كان كثير منها نواة وبداية للنهضة لمخترعاتنا في العصر الحديث” مشيرا إلى الاحتفالية التي خصصتها (يونسكو) قبل شهور ضمن فعالية السنة الدولية للضوء للاحتفاء بابن الهيثم وجهوده من خلال اللغة العربية.

وقال إن “ما نعيشه اليوم من تقدم علمي هو نتيجة لتراكم معرفي صنعته بالتدرج كل الحضارات التي مرت على التاريخ البشري وليس حضارة واحدة فقط” داعيا إلى تكلم اللغة العربية باعتزاز لما قدمته من انجازات كثيرة للبشرية جمعاء.

ومن جهته قال مدير معهد العالم العربي في باريس جاك لانغ في كلمته إن “اللغة العربية هي لغة المعرفة والثقافة وتعكس العالم اجمع” مضيفا أنها “أداة لنقل الأفكار كما أنها هي لغة الهندسة المعمارية والجمال والمعارف المتعددة”.

وأكد لانغ أن فرنسا تعمل بعزم وقوة لتدريس اللغة العربية من بين لغات متعددة في مدارسها منذ سن الخامسة لتأمين حضور اللغة العربية في التعليم العام في فرنسا.

وأوضح أن “الأواصر التي تربط فرنسا باللغة العربية قديمة للغاية وتعود إلى القرن ال16 عندما أرادت أن تؤسس علاقات جيدة مع الشرق” مشيرا إلى أن أول شهادة تم إصدارها باللغة العربية في فرنسا تعود إلى عام 1905.

وذكر أن معهد العالم العربي بدأ منذ ثلاثة أعوام بانتداب شخصيات مرموقة ولها تجربة لإدارة قسم اللغة العربية في المعهد في باريس الذي اعتبره بمثابة “الباب المفتوح لكل من يتوق إلى لغة الضاد في فرنسا”.

وأضاف أن المعهد يعكف حاليا على تحديث وترقيم مكتبته التي تضم عددا كبيرا من الكتب العربية في أقسام متعددة بهدف تقديم أفضل خدمة لمرتاديها واصفا المعهد بأنه “البيت الكبير” الذي يلقن اللغة العربية وتعلمها للراغبين في فرنسا.

ومن ناحيته قال المندوب الدائم لدولة الكويت لدى (يونسكو) الدكتور مشعل حيات في تصريح لوكالة الإنباء الكويتية (كونا) بالمناسبة أن “هذه الاحتفالية وهي الثالثة من نوعها كانت ثمرة جهود حثيثة بذلتها المجموعة العربية منذ سنوات تكللت في عام 2012 بتحديد يوم 18 من ديسمبر من كل عام يوما عالميا لاحتفال باللغة العربية”.

وأضاف حيات أن الاحتفالية استمرت يومين حيث كانت الجلسة الأولى عن دور اللغة العربية والعلماء العرب في تطوير العلوم أثناء عصر النهضة الإسلامي وتجربة تعريب العلوم المعاصرة في الدول العربية فيما ناقشت الجلسة الثانية اليوم الجمعة دور الترجمة من العربية واليها في إعادة النهضة العربية.

ووصف الاحتفالية بأنها “مميزة وناجحة” مشيرا إلى أنها شهدت مشاركة واسعة وكثيفة من العديد من المهتمين والباحثين لمعرفة أسرار اللغة العربية بحضور المديرة العامة لمنظمة (يونسكو) والمندوبين الدائمين في المنظمة الدولية وشخصيات فكرية وسياسية وثقافية.

وتخللت الاحتفالية باليوم العالمي للغة العربية في مقر (يونسكو) بباريس إلقاء قصائد شعرية وعزف مقاطع موسيقية عربية كما أقيم معرض يبرز مكانة اللغة العربية والعلوم عبر تاريخ الإنسانية بمشاركة فنانين ورسامين من بلدان مختلفة.

وكانت (يونسكو) قد أقامت احتفاليتها الأولى باليوم العالمي للغة العربية في عام 2012 بعدما اقر المجلس التنفيذي في دورته ال190 في أكتوبر من العام نفسه مقترح المجموعة العربية بتكريس يوم 18 من ديسمبر يوما عالميا للغة العربية.

وجاء اختيار 18 من ديسمبر لأنه اليوم الذي أقرت به الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1973 اعتبار اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية لها ولكافة المنظمات الدولية المنضوية تحتها.

وتعتبر العربية إحدى لغات العمل الست في المنظمة الدولية وهي لغة 22 دولة من الدول الأعضاء في (يونسكو) ويتحدث بها ما يزيد على 422 مليون عربي ويستخدمها أكثر من 5ر1 مليار مسلم. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock