مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية افتتح مؤتمره “روافد التنمية الاجتماعية ومطالب التحول الصناعي”
يستمر ليوم الأربعاء 18 نوفمبر بجلسات ثقافية علمية منوعة
افتتح مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في جامعة الكويت مؤتمره العلمي الثقافي المعنون ب “روافد التنمية الاجتماعية ومطالب التحول الصناعي في دول مجلس التعاون الخليجي ( قراءة في الواقع والمستقبل)”، وذلك بالاشتراك مع المجلة العربية للعلوم الإنسانية ، وتحت رعاية كريمة من الأستاذ الدكتور مدير جامعة الكويت حسين أحمد الأنصاري، وبحضور نائب مدير الجامعة للأبحاث الأستاذ الدكتور طاهر الصحاف ونائب مدير الجامعة للتخطيط الأستاذ عادل الحسينان، وضيف شرف المؤتمر الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالله السماري – الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز في المملكة العربية السعودية، ومسؤولي وإداريي المركز والمجلة ، بالإضافة إلى عدد من أعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت ، وذلك بدعم كريم من المؤسسة الرائدة وهي “مؤسسة الكويت للتقدم العلمي” وشركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية ومجموعة شركات معرفي (داسكوا).
في البداية قال نائب مدير الجامعة للتخطيط الأستاذ عادل الحسينان بالنيابة عن مدير جامعة الكويت :” ان هذا المؤتمر يعتبر من الأنشطة والفعاليات المهمة التي نظمها مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية لاحتوائه على عدد كبير من المحاور التي تمتد من الماضي إلى الحاضر والمستقبل، حيث يجسد المؤتمر الروابط الأساسية بين التحول الصناعي و التنمية اللذان يكتملان بالجهد الإنساني والاستثمار الحقيقي للطبيعة المحيطة”.
وأعرب الحسينان عن سعادته و عرفانه للمركز على مجهوده الواضح في تنظيم هذا الحدث الذي جمع نخبة من المحاضرين والمشاركين من كافة أنحاء العالم، مشيرا ان تميز المؤتمر سيكون واضحا خلال الثلاثة أيام المقرر اقامته فيها حيث سيستمر ليوم الأربعاء 18 نوفمبر الحالي، آملا ان يثابر المركز بعطائه الذي يثري الثقافة بين المجتمعات المختلفة.
ومن جانبه قال نائب مدير جامعة الكويت لشؤون الأبحاث طاهر الصحاف أن من يتأمل عنوان المؤتمر يجد أن هناك ثلاثة إضاءات تقابلية مهمة أولها أن الدراسات المشاركة في المؤتمر تضع بإعتبارها البدء من الواقع والإمتداد إلى المستقبل أما التقابل الثاني فهو يتجسد في الربط بين التنمية والتحول الصناعي بما يعني إضاءة الطريق إلى مجتمعات تعتمد على المنتج في الجهد الإنساني بعد أن تم إستثمار المنتج الطبيعي طويلا أما التقابل الثالث فهو بتخطي حواجز الحدود السياسية والنظر إلى دول مجلس التعاون في ضوء أنها إمتداد بشري واحد .
وبين الحسينان أن مشروع نهضة الدول الخليجية ينبغي أن تكون له هذه النظرة وهذا ما وضعته إدارة المؤتمر المكونة من مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية والمجلة العربية للعلوم الإنسانية بإعتبارها هي من تحدد وتخطط لمحاوره وتوقعاته .
وأشاد الحسينان بحسن تنظيم المؤتمر مؤكدا أن مجلس النشر العلمي ليثمن هذا الجهد المشترك لمديرة المركز ولرئيسة تحرير المجلة ويتمنى للمؤتمر الثبات في نهجه العلمي وتحقيق أهدافه المعرفية والحضارية .
ومن جانبها قالت مدير مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية د. سعاد عبدالوهاب العبدالرحمن أن المؤتمر يعقد باتعاون بين المركز و المجلة العربية للعلوم الانسانية مبينة أن المؤتمر لم يكن هدفه التكاثر أو المكاثرة وإنما هدفه تجسيد روح التعاون المشترك بين المؤسسات العلمية في إطار المؤسسة الأم ، وكذلك تقديم نموذج منهجي للعناية بالقضايا البينية المشار إليها في المحاور والموضوعات المطروحة للبحث والحوار، ما بين أفكار شباب الباحثين وقناعات اجيال المؤسسين .
ونوهت العبدالرحمن ان بعض محاور هذا المؤتمر تستحق أن يتم التوسع فيه وعمل له ندوة خاصة ، تستوفي فيها جوانبه وتستقصي تفرعاته وترصد أصداؤه بما يساعد على تحول خلاصات الأفكار التي يطرحها ويستخلصها الباحثون العلماء الى مشروعات عملية وخطط وبرمجات تأخذ طريقها الى حياة الناس ، مشيرة ان المؤتمر يستمر ليوم الأربعاء 18 نوفمبر في عدد من الجلسات المنوعة و التي ستنظم في كلية الآداب في جامعة الكويت / كيفان.
من جهته لفت الأمين لعام لدارة الملك عبدالعزيز المستشار بالديوان الملكي والمشرف العام على المركز الوطني للوثائق والمحفوظات بالمملكة العربية السعودية د. فهد بن عبد الله السماري ان المجتمعات الخليجية تقف على اعتاب مرحلة جديدة من مراحل العصر لافتاً الى ان السرعة الفائقة والابداع الانساني و تقلص الجغرافيا و سيطرة الفضاء و انفتاح المعرفة و اختفاء الادوات التقليدية من السمات الاساسية للعصر.
و اشار السماري الى ان ارتفاع نسبة التعليم في المجتمع والنسبة الكبيرة للشباب و القيادة الحكيمة تدفع نحو البحث عن الافضل و التغيير نحو الاحسن في المجالات جميعها.
و اضاف السماري ان المؤتمر يتطلع الى الاسهام في تغذية البرامج والدراسات المهتمة بالتحول في الخليج العربي من خلال محاولة لاستقراء الواقع و استحضار المستقبل.
و بين ان الإنسان الخليجي هو المحور الاساسي في التحول وانه يعي دوره و اصبح ذا خبرة واختصاص في مجاله، داعياً الى البحث في العمق و ترك القشور و الثقة في الانسان الخليجي.
و تابع السماري ان التاريخ يبين لنا التحديات التنموية التي واجهت المجتمع الخليجي في الماضي، و استطاعوا التعلم في ظروف صعبة و احدثوا الصناعات المحلية برغم شح الموارد و الدعم و كانت لهم العطاءات الصناعية و الابداعية الكبيرة داعيا الى المحافظة على الاستقرار و الامن و الذي هو محور الاساس للتنمية و منطلق للابداع و التحول
من جانبه قال نائب عميد كلية الأداب في جامعة جينا الألمانية تيلمان زايد تشتيكر أن هذه المشاركة ليست بالأولى له في مؤتمرات المجلة العربية للعلوم الإنسانية في جامعة الكويت، مبينا أن المشاركة الأولى كانت عام 2009 في مؤتمر ” القدس ريحانة الضمير العربي” والثانية في عام 2012 في مؤتمر “مفترق القرن: مستقبل الثقافة العربية بين الاستشراق والاستغراب ” .
وبين تليمان أن التنظيم الدقيق والمداخلات والمناقشات في تلك المؤتمرات ما زالت راسخة في ذاكرتي مؤكدا أن ثمة طموحا لدى المنظمين لجمع العلماء في مؤتمر مشترك يقيمه مركز دراسات الخليج والجزيرة والمجلة العربية للعلوم الإنسانية .
وقال تيلمان : “أنا لا أنكر أن بعض المستشرقين قد لعبوا دورا يثير الشكوك في إطار واسع من الاستعمار والإمبريالية ، لكن بعضهم الآخر قد ترك أعمالا جديرة بالتقدير أفاد منها العرب أيضا ، وإنه يبدو من الأفضل أن يكون مصطلح ” الاستغراب” في العالم العربي مكافئا ” للدراسات الأوروبية ” أو ” الدراسات الغربية “، فمصطلح الاستغراب يجنبنا المهاترات وتبادل اللوم، لأنه يتمركز حول العلم والمعرفة فقط ، وأنا على يقين في أن هذا المصطلح يعود بالفائدة الكبيرة على العالمين العربي والغربي “.