قسم السلايدشو

أكذوبة “مدرب دولي” وحقيقة الاعتمادات الوهمية

  

منذ ما يقارب الشهر وحتى لحظة كتابتي هذا المقال، أستقبل اتصالات مزعجة من أرقام خارج المملكة. في بداية الأمر كنت أجيب على هذه الإتصالات إلى أن بدأوا بشرحون ما يريدونه. إنها الجامعات التي تبيع شهادات الوهم وتعطيك الماجستير بأقل التكاليف وفي أسرع وقت ممكن. بدأت بتجاهلهم مذ عرفت أنهم يستهدفون (المساكين) و من يخططون لبيع الوهم أسوة بجامعاتهم.

بدأت في الآونة الأخيرة موضة (المدربين المعتمدين) تنتشر في أرجاء منطقتنا العزيزة، والذين يخرجون لنا بدورات ذات مسميات لا يعلم بها إلا الله. وقد وجد هؤلاء شريحة كبيرة من (المساكين) الذين يبحثون عن تطوير ذواتهم بالإنضمام لدورات ذات محتوى فارغ وتكلف الكثير من المال في أيام معدودة. بل وقد تجد بعضهم يفهمون في كل شيء. فهو أخصائي نفسي و خبير في الذكاء العاطفي و فطحل في فن الإلقاء و داعية إسلامي و عبقري في التكنلوجيا و داهية في تربية الأطفال.

لا ضير في تعدد الاهتمامات والإلمام بالكثير من الأمور، وقد يستطيع بعضهم إيصال كل ذلك والتدريب عليه. ولكن ليس باستغلال الشهادات الوهمية التي تصدرها بعض المعاهد التي تصب جل اهتمامها في اصطياد الأسماك الصغيرة التي لا حول لها ولا قوة بإعطائها شهادات (دبلوم) في أقل من شهر إن لم يكن أسبوع. وأنا شخصيا لست ضد الدورات ونشر الوعي والمعرفة، ولكن ليس ببيع الوهم تحت عنوان العلم بل وفق أسس سليمة.

مؤخرا… قرأت مقالين للأستاذ حسين ابراهيم العباس حول حقيقة (أكاديمية أوكسفورد للتدريب والاستشارات والتي ثبت أن ترخيصها ملغى منذ (مبطي) ولازال يديرها شخص يمني الجنسية (لوحده). وأيضا «الاتحاد الدولي لتطوير الموارد البشرية» والذي ثبت بأنه لا يوجد له أي مقر في العالم وبأن القائمين عليه هم شخصين (فقط). وبعد البحث والتقصي ثبت بأن لا مقر رسمي لهذا الإتحاد (الوهمي) بل وإن رقم الفاكس الخاص بهم يعود لحضانة يديرها هذان الشخصان.

حقيقة أن ما تم اكتشافه لهو شيء خطير ويثبت أن بعضا من أفراد هذا المجتمع قد تنطلي عليهم الكثير من هذه الخدع والأوهام فقط لمجرد قرائتهم لكلمة (أوكسفورد) (الدولي) (الإتحاد).

من متابعاتي لبعض من يسمون أنفسهم بـ (المدربين الدوليين) فقد وجدت منهم من يستحق فعلا أن يكون مدربا، فهم يملك الأسلوب والعلم الذي يخوله لأن يكون محاضرا ومدربا يخدم مجتمعه على أساس علمي. ولكنني بالمقابل وجدت الكثيرين ممن لا يستحقون حتى الحديث، فمنطقهم وعلمهم وأسلوبهم لا يليق به حتى إسم مدرب (محلي).

هنا أدعو مجتمعي لعدم الإنجرار لمثل هذه الخدع، وأحث دائما على البحث والتقصي قبل الإقدام على الخطوة الأولى. وما دعاني لكتابة هذه الكلمات إلا خوفي على مجتمعي الذي لا أرضى له ان تقوم فئة (بائعي الأوهام) بترويج وبيع بضاعتهم على (المساكين) ممن يبحثون عن ذواتهم عند هذه الفئة.

أعلم أن كلماتي هذه قد لا تعجب البعض وقد أهاجم بسببه. ولكن تعلمت أن أبوح بما يمليه علي ضميري من أجل صالح مجتمعي وأهلي. إن كنت مخطئا فصحح معلوماتي وأثبت عكسه. وإن كنت محقا فيما نقلت فلا أجمل من دعوة صادقة تدعوها لي في ظهر الغيب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock