قسم السلايدشو

الكويت تدعو أمام (يونسكو) الى ترسيخ مفهوم “تربية السلام” لمكافحة العنف والتعصب

  

باريس – 6 – 11 (كونا) — دعت دولة الكويت اليوم الى استئصال بذور الحروب والعنف من خلال ترسيخ مفهوم “تربية السلام” وارساء ثقافة سلام للحفاظ على قيمة الانسان وكرامته مؤكدة دعمها ومساندها لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) للقيام بدورها الانساني الكبير.

جاء ذلك في كلمة القاها وزير التربية ووزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى رئيس وفد دولة الكويت الى الدورة ال38 للمؤتمر العام لمنظمة (يونسكو) المنعقدة في باريس حاليا.

وقال الوزير العيسى ان دولة الكويت ومن اجل حماية الاطفال من اثار النزاعات المسلحة فإنها تدعو الى “استئصال بذور الحروب والعنف وذلك من خلال ترسيخ مفهوم تربية السلام وارساء ثقافة سلام للحفاظ على قيمة الانسان وكرامته”.

واعرب عن تقدير دولة الكويت للجهود الدؤوبة التي تقوم بها منظمة (يونسكو) في عالم تعصف به الكوارث وتنتابه الازمات والحروب والتطرف حيث يمثل الاطفال اولى ضحاياه الاكثر هشاشة وعرضه لآثارها الجسدية والنفسية على حد سواء.

واضاف انه “جراء الحروب والنزاعات تتعرض جميع فئات المجتمع للمخاطر الا ان النساء يشكلن في الحقيقة الفريسة الاولى للتهميش والفقر والمعاناة الناجمة عن النزاعات المسلحة كما ان العنف او مجرد التهديد باستخدامه يمثل اهم عقبة تحول دون تحقيق المساواة التامة للمرأة”.

وشدد على ان “كرامة الانسان وحق المرأة والرجل معا وحقوق الاطفال جميعها تمثل احد اهم اولوياتنا في رسم سياساتنا المختلفة”.

واشار الى ان تبرع دولة الكويت بمبلغ خمسة ملايين دولار لدعم مبادرات (يونسكو) التربوية وغيرها من المساهمات المالية يعبر عن ايمانها بنشر هذه القيم والمبادئ الانسانية ودعم المنظمة للقيام بدورها الانساني الكبير.

كما لفت إلى أن قرار دولة الكويت باستضافة مؤتمر مانحين لدعم التعليم في الصومال يأتي التزاما منها بضرورة التصدي لمعاناة الاطفال وانطلاقا من ان التعليم يمثل مدخلا رئيسيا للاستقرار مشيرا الى ان المؤتمر سيكون بمثابة مرحلة اولى على امل تكرار التجربة في دول اخرى بالمنطقة وذلك بالاشتراك مع الصومال والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) و المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو).

واعرب الوزير العيسى عن تقدير دولة الكويت وتأييدها لمبادرة يونسكو (حماة التحالف الدولي متحدون من اجل التراث) التي تشكل ردا على تهديد عالمي مستمر يرمي الى تدمير التراث الثقافي الانساني وتحديدا في منطقة الشرق الاوسط مصدر الحضارات الانسانية القديمة.

وقال ان “الدمار المتواصل الذي يتعرض له تراثنا جراء هجمات تقوم بها مجموعات ارهابية اتخذت من مواقعنا الثقافية معاقل لها يدفعنا الى الدعوة الى تعزيز هذا التحالف العالمي وتوسيع افاقه من خلال اطلاق عقد اممي للفترة من 2015 الى 2024 يهدف الى التصدي وحماية التراث الانساني والحفاظ عليه لأجيالنا القادمة”.

وأضاف “اننا اليوم نواجه جميعا موجات من التطرف العنيف بأشكاله المختلفة منها الديني والعرقي والسياسي مما يفرض علينا جميعا توحيد جهودنا لمواجهته من خلال اقامة الحوار ونشر ثقافة السلام فيما بين مجتمعاتنا وداخلها”.

واعرب عن ترحيب دولة الكويت بنتائج المنتدى العالمي للتربية المنعقد في (انشيون) خلال شهر مايو الماضي والاعلان الخاص بالتعليم لغاية 2030 والذي خلص الى تحديد خارطة طريق عالمية للتعليم مما سيمكن الدول والشركاء من حشد طاقاتها لتنفيذ جدول الاعمال العالمي من اجل ضمان انتفاع الجميع بفرص تعليمية متكافئة.

واكد بهذا الصدد على الامكانات الهائلة التي يوفرها التعليم باعتباره “قوة تحويلية” تسهم في تحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر من على وجه الارض.

واشار الى ان عدم اقرار سياسة عالمية موحدة لمواجهة نتائج تغير المناخ يعتبر تحديا تواجهه الدول النامية وبالأخص الاشد فقرا والاكثر هشاشة محذرا من ان هذه الظاهرة تزيد من حدة المخاطر والتحديات التي تواجهها هذه الدول وتعقد جهودها الرامية الى تقليص الفقر وتقف حائلا امام تنميتها وازدهارها.

واعتبر ان هناك صلة غير قابلة للفصل بين تغير المناخ واثاره من جهة والتنمية وتقدم البشرية من جهة اخرى معربا عن امل دولة الكويت بان يخلق المؤتمر القادم للدول الاطراف في الاتفاقية الاطارية للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية الذي سيعقد بين 30 نوفمبر الى 11 ديسمبر المقبل “عالما يعنى جديا بالمناخ”.

وأعرب عن تقدير دولة الكويت للمديرة العامة لمنظمة (يونسكو) وللأمانة العامة ولرئيس واعضاء المجلس التنفيذي لموافقتهم على انشاء مركزين تحت رعاية (يونسكو) من الفئة الثانية في الكويت احدهما عالمي يعنى بتمكين الاشخاص ذوي الاعاقة عن طريق تكنولوجيا المعلومات والاتصال والاخر يختص ببحوث المياه مما سيساهم دون شك في بلوغ اهداف المنظمة على صعيدي تمكين الاشخاص ذوي الاعاقة وادماجهم في مجتمعات المعرفة والتصدي للتحديات المائية في المناطق التي تندر فيها المياه.

كما اعرب عن تقدير الكويت للأمانة العامة لمنظمة (يونسكو) لجهودها المبذولة من اجل صون التراث الثقافي لمدينة القدس القديمة الذي لايزال يتعرض للانتهاكات المتواصلة من جانب سلطة الاحتلال الاسرائيلية.

واكد حرص الكويت على حماية التراث الثقافي للقدس وغيرها من المواقع وحثها جميع الفرقاء على العمل نحو تحقيق السلام والعدالة التي تنشدها منظمة (يونسكو) متمنيا للدورة الحالية النجاح.

ويترأس وزير التربية ووزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى وفد دولة الكويت الى الدورة ال38 للمؤتمر العام لمنظمة (يونسكو) التي تستمر اعمالها حتى 18 نوفمبر الجاري ويضم المندوب الدائم لدولة الكويت لدى (يونسكو) الدكتور مشعل حيات والامين العام للجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة الدكتور احمد عقله العنزي واستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور غانم النجار. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock