نقابة الطلبة بين التكميم والتعليق

أكاديميا| فاطمة الزيد ( خاص)
شهدت الساحة النقابية الطلابية مؤخراً ضربات كثيرة من قبل الكثير من النواب والساسيين، لكن بعد انتخابات الاتحاد الوطني لطلبة جامعة الكويت صرح وزير التربية بمواقع التواصل الاجتماعي وبعض الصحف بأنه سوف يتم تعليق الانتخابات الطلابية، وذلك نتيجة العنف الذي شهدته جامعة الكويت خلال الانتخابات؛ ولكن هل قرار الوزير عادل؟ 
حرمان الطاقات الشبابية من ممارسة حقها الانتخابي واختيار ممثلها الشرعي قرار ظالم بحق الطالب، لكن هل بحث الوزير وغيره من النواب الذين شنو حرب ضد النقابة الطلابية عن أسباب هذا العنف؟ هل هو ضغط وتدخلات سياسية داخل الحرم الجامعي أم أن الشباب طاقة والجميع يريد إبراز نفسه؟
  
وفي هذا الصدد، قالت د. دلال الردعان تخصص صحة نفسية وارشاد ، طلبة الجامعة جزء لا يتجزأ من المجتمع، لذلك لا نستغرب من انتشار الطائفية والقبلية بانتخاباتهم، فكل ما يسود المجتمع من حوادث ومواقف تعزز الطائفية أو القبلية نراها تنعكس بشكل مباشر على الفكر الطلابي الجامعي وأسلوبه في إدارة الانتخابات كما هو الحال وما شهدناه في انتخابات الجمعيات التعاونية والمجلس البلدي وغيره، وببساطة هذه المجتمعات الصغيرة وخاصة مجتمع طلاب الجامعات ما هي إلا مجتمعات مصغرة من مجتمعنا الكويتي؛ لذا سيادة العنف الطلابي الأخير في انتخابات الطلبة ما هو إلا ردة فعل طبيعي لفكر قبلي متعصب أصبح يعصف بعقول الطلبة. 
لا أعتقد أن قرار وزير التربية بوقف الانتخابات قانوني، حيث لا يوجد قانون يعطي الوزير مثل هذه الصلاحيات، وأعتقد أن الانتخابات والعمل النقابي حق مشروع في الجامعة والتطبيقي، والطلبة لهم الحق في تأسيس القوائم الانتخابية والتصويت واختيار القوائم التي تمثلهم لإيصال أصواتهم للمسؤولين في الجامعة والتطبيقي، ولكن كنت أتمنى من الوزير أن يعالج الموقف بعقلانية أكثر تتمثل في معاقبة الذين تورطوا في المشاجرات وأعمال العنف في الانتخابات وفصلهم لأنهم قلة لا تمثل الغالبية الملتزمة من الطلبة العاملين في المجال النقابي، وليس إيقافها، ولا ننسى أن القائمين والممثلين لهذه القوائم هم من فئة الشباب الذي يمر في مرحلة مراهقة وثورة عقلية وفكرية، وسوف يعتبر قرار الإيقاف هذا تحدي له وتعدي على حقوقه، وسوف نتوقع من عدم المرونة في قانون الوزير رد فعل عكسي لهؤلاء الطلبة الحزم في القرارت مطلوب ولكن المرونة وتفهم الفئة الموجهة لها مثل هذه القرارات مطلوبة أكثر واقترح التشديد على عدم انتهاج القبلية والطائفية في سير الانتخابات ولن يتم ذلك إلا بتشريع قانوني فلا نريد أن نرى ترشيح لفلان الذي يمثل القبيلة الفلانية أو غيرها.
وأضافت الردعان قائلة: “في نظري أن الرادع والحل الأمثل لمثل هذه السلوكيات العنيفة وغير المعهودة في الانتخابات والقبلية أن يخالف من ينتهج منهج القبلية في الانتخابات من الطلبة، فالطائفية والقبلية والتعدي على حرية التصويت لا يمكن أن يحارب إلا بالقانون والعقاب وفرض طوائف إيجابية جديدة، تمثل الفئات المعتدلة والتي تمثل كافة فئات الطلبة، وبذلك نقلل من حالات التكسب الانتخابية والسلوكيات الغوغائية المدفوعة بتحقيق المصالح الشخصية أكثر من الطلابية، فالعمل النقابي لم يشرع إلا لمصلحة الطلبة والاستماع لآرائهم وتحقيق مطالبهم والوقوف على مصالحهم وحل مشاكلهم، ولأنهم طلبتنا هم جيل المستقبل المثقف الواعي، لذا فإنه من المفترض أن تكون مثل هذه الانتخابات تحت مظلة قانون واضح وصريح من قبل الدولة أولاً والإدارة الجامعية من ناحية أخرى.
  

آراء وتعلق الطلبة على تصريح د. العيسى حول تعليق الانتخابات 

قال مشعل حمود الفضلي – رئيس سابق لجمعية العلوم الطبية المساعدة ٢٠١٤/٢٠١٥، وأمين سر سابق في الجمعية لعام ٢٠١٣/٢٠١٤، وطالب في السنة الأخيرة بتخصص العلاج الطبيعي في مركز العلوم الطبية: ” الانتخابات الطلابية ليست وليدة اللحظة، بل هي إرث تاريخي مر عليه مايقارب خمسون عام، أي بمعنى تجربة ناضجة وأحداث ومواقف أصيلة وبالتالي الحديث عن تعليق هذه الانتخابات ليس بالأمر السهل، ولا أعتقد بأن هناك مسوغات كافية لمثل هذا القرار في مقابل العديد من الإيجابيات التي يحملها العمل النقابي في جامعة الكويت،

فهو مدرسة بحد ذاتها تخرج كفاءات تحمل مهارات عالية جداً في القيادة والإدارة والعمل الجماعي والتفكير التحليلي والمنطقي، فلا يمكن هدم كل هذه الأمور لمجرد أحداث فردية لا تمت للواقع النقابي بشكل عام، فما يحصل من أخطاء يجب أن تعالج بطريقة صحيحة تضمن الجزاء لمن أخطأ مع عدم معاقبة من عاش تجربة ديمقراطية جيدة دون سبب.
وأضاف الفضلي: ” العنف الطلابي مشكلة أزلية متكررة، أرى أنه من الأفضل أن تبادر الجامعة وحتى القوائم والروابط والاتحادات بتنظيم حملة توعوية في هذا الجانب، وطرح ميثاق جديد يكفل أن تكون تجربة الانتخابات خالية من هذه المشاكل الدخيلة وأن تحتوي إدارة الجامعة الأحداث الأخيرة وتستغلها في التحذير ومعاقبة المخطئ حتى يتعظ البقية.
وأشار الفضلي بأن الرادع هو الالتزام بمبادئ الدين الحنيف، كما أن كافة مبادئ القوائم الطلابية المتواجدة في ساحة العمل الطلابي ترفض العنف الطلابي فالالتزام بهذه المبادئ كفيل بحل المشكلة، كما أن على الإدارة الجامعية تطبيق اللوائح والأنظمة واستحداث ميثاق عمل نقابي ينبذ مثل هذه العادات الدخيلة، ويتم من خلالها محاسبة المخطئ محاسبة شديدة حتى تتم الأمور في الإطار السليم. 
ومن جهتها، قالت بشاير العتيبي مسؤولة اللجنة الثقافية في قائمة الوسط الديمقراطي في جامعة الخليج: ” من وجهه نظري، من المعيب التصريح بمثل هذه التصاريح خصوصاً أن الانتخابات الطلابية جزء لا يتجزأ من المرحله الجامعية، حيث أنها تعد وسيلة من وسائل توصيل صوت الطالب والمطالبة بكافه حقوقهم لأن من غيرها لا يمكن أن يكون للطالب صوت”.
وبينت العتيبي بأنه يجب العمل على زرع ثقافة مجتمعية، ألا وهي لغة الحوار لأنها هي الوسيلة الوحيدة التي يستطيع كلا الأطراف توصيل وجهه نظرهم؛ صحيح أننا نعاني من جو اجتماعي وسياسي مشحون إلا أننا يجب أن نثقف الطالب كيف يواجه خصمه أو من يختلف معه بالحجة والمنطق لا سياسية العنف.
وأشارت العتيبي بأن الرادع هو اتخاذ كافة الإجراءات الصارمة لمواجهة هذه الممارسات الخارجة عن السلوك العام، لأن للحرم الجامعي حرمة ولوائح وانضباط يجب أن يحترمها الكل، يحب على الكل الابتعاد عن النعرات الطائفية والنزاعات القبلية، لأنهم بالآخر يمثلون شريحة كبيرة من الطلبة، ويجب عليهم النظر في المصلحة الطلابيه وترك هذه النزاعات جانباً.
ومن جهة أخرى، أعرب مشعل الوزان  منسق عام قائمة الوسط الديمقراطي في جامعة الخليج – بأن أي تصريح يخرج من كان من جان يسعى فيه لإيقاف النشاط الطلابي وتقييد الحركة الطلابية سيكون مرفوض وسندافع عن الحركة الطلابية بكل ما نملك ومهما كلفنا الثمن”.
وأكد الوزان بأن الحل يأتي من الحركة الطلابية، فيؤسفنا اليوم هذه الأفعال التي تقوم بها بعض الأطراف في الحركة الطلابية كالطائفية والقبلية والعنصرية والعنف الطلابي، والجميع يتفق على أن تلك الأفعال مرفوضة ولكن بكل أسف نرى بعض القوائم الطلابية ترعى تلك الأمور؛

فالحل يأتي بعمل القوائم الطلابية على زيادة الوعي النقابي وتقبل الرأي والرأي الآخر، بالإضافة على الابتعاد على التصرفات التي يفوح منها الرائحة النتنة.
وأوضح الوزان بأن زيادة الوعي النقابي هو الحل الأمثل، كما على الطلبة أن يعوا بأن تلك التصرفات هي من جعلت واقع بلدنا مظلم ومحزن، فلكي نجعل مستقبلنا أجمل، فإنه واجب علينا الابتعاد عن تلك الأمور كي نحافظ على وطننا، ويجب على كل الأطراف احترام تاريخ الحركة الطلابية واحترام العمل النقابي الطلابي ووضع مصلحة الوطن نصب أعينهم، فعندما نضع الوطن أمامنا ستحل كل مشاكلنا.
كما قال عبدالرحمن عبدالرزاق القطان منسق عام قائمة المتحدون في الجامعة العربية المفتوحة – فرع دولة الكويت

أن الانتخابات الطلابية في دولة الكويت هي العرس الديموقراطي الطلابي الذي توارثته أجيال بعد أجيال في دولة الكويت وفي دول الخليج والوطن العربي، وهي صوت الطالب داخل أسوار الجامعات وحق من حقوق الطالب الكويتي العربي، وما جاء في التصريحات الأخيرة حول إلغاء الانتخابات الطلابية التي لم نجد لها مبرراً مقنع، ما هو إلا تكميم للعمل النقابي الطلابي وقمع لحق من حقوق الطلبة، ويجب علينا وقف مشاكل العنف بمعاقبة الشخص وليس الطلبة جميعاً.
وأشار بأن العنف الطلابي داخل أسوار الجامعة هو تصرف شخصي لا يمثل قائمة معينة أو اتحاد بحد ذاته، وغالباً ما يكون العنف داخل أسوار الجامعات ما هو إلا دخيل بين الطلبة من الخارج يحضر في أوقات الانتخابات لإثارة المشاكل، وللحد من مشكلة العنف الطلابي داخل الجامعات والكليات يكمن في عمل ندوات تثقيفية وتوعوية من قبل عمادة شؤون الطلبة والإدارة الجامعية وأشخاص متخصصين داخل أسوار الجامعات والكليات لتوضيح العمل النقابي وأهدافه السامية.
وبين بأن الرادع يكون عند اﻹيضاح للجموع الطلابية بندوات تثقيفية وتوعوية بأن العمل النقابي الطلابي يختص بخدمة الطالب داخل اسوار الجامعات والكليات دون تفريق بين الطلبة من لون أو جنس أو دين.
من وجهه نظري، أرى الحل في عمل مناظرات طلابية وحوارات بين الطلبة والقوائم تحت إشراف إدارة الجامعة، وذلك للحد من التشاحن الطلابي وتفريغ كل ما هو سلبي في الحوار والمناظرة الطلابية.
وختمت منى العتيبي  صحفية في جريدة أكاديميا الإلكترونية سابقاً وطالبة في جامعة الكويت، أن هذه التصريحات جاءت رادع كبير لكل من تسول له نفسه تخريب مثل هذه الأجواء، كما أنها جاءت متأخرة لأن البعض يظن أنه لا قوة ولا قانون يردعه.
وأشارت على أهمية نبذ القبلية والعنصرية، وتوعية الشباب من خلال إقامة الدورات والندوات التي تحارب العنصرية هي الحل الوحيد لهذه المشكلة وإغلاق جميع اللجان القبلية الموجودة في الجامعة.