السبب الرئيسي خلف العنف الطلابي في الانتخابات الجامعية…
أكاديميا | كتبت: طالبة تربوية
في الأيام الانتخابية كانت الأعصاب مشدودة والمنافسة قوية بين القوائم الطلابية، كانت لحظات صعبة ورائعة بنفس الوقت، حيث عاش طلبة جامعة الكويت أجواء انتخابية جميلة على الرغم من وجود بعض المشاكل والخلافات، وقد مرت الأيام واستمتع كثير من الطلبة بالعرس الديموقراطي.
كان هناك نوع من العنصرية بين الطلبة وتحالف بعض القبائل مع بعض باسم قبيلة معينة، حيث يرى أغلب الطلبة أن ذلك من باب الفزعة مع أبناء القبيلة، كما أنهم يغنون أثناء الحشد باسم قبائل ويتهاتفون ويغنون مع بعض بشكل علني، ومن وجهة نظرهم يرون أن تلك القبيلة تحالفت من أجل خدمة الجموع الطلابية ومن ثم خدمة الوطن ولا يرون أن هناك شيء يمس الوحدة الوطنية، نظراً لوجود أشخاص من قبائل وعوائل أخرى بنفس القائمة، وكذلك وجود أشخاص من مذاهب أخرى.
لكن من وجهة نظر أخرى، يرى البعض أن القبلية والطائفية تساعد في تفشي العنصرية والتعصب والتحيز والطلبة غير مدركين لهذا الأمر، كما أنه من الممكن أن تتسلسل نتائج لا ترضي الجميع، لذا يفترض أن يتكلم الجميع باسم الكويت فقط، دون ذكر اسم مذهب أو قبيلة أو حتى عائلة، وذلك حتى لا يتم تضرب الوحدة الوطنية.
كما نعرف أن جميع المؤسسات التعليمية وجميع قطاعات الدولة تنبذ الطائفية والعنصرية، والقانون سيعاقب كل من ينشر الفتنة والطائفية بين المواطنين، وهذا ما جعل وزير التربية والتعليم د. بدر العيسى يتجه لدراسة إيقاف الانتخابات ومحاسبة كل من تثبت عليه العنصرية أو الطائفية في جامعة الكويت، لأن الحرم الجامعي ليس صرح لمواجهة القبائل أو المذاهب المختلفة فيما بينها.
من وجهة نظر شخصية، القضية الأهم من مسألة القبلية والعنصرية هي قضية “الوعي الانتخابي والمنافسة الشريفة” والتي يفتقدها كثير من الطلبة في الجامعة والتي أدت لحدوث العنف الطلابي، كما أن الكل شهد على النزاعات التي حصلت بين طلاب القوائم، وانتشرت مقاطع فيديو وصور عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي أكدت على فقدان الطلبة للروح الرياضية، وهذا هو الخلل الأكبر والذي يجب أن يتم توعية الطلبة وجعلهم يدركون المعنى الحقيقي للمنافسة، ﻷنهم لو أدركوا ذلك المعنى لما حدثت الخلافات و”الهوشات” بين الطلبة.
إضافة إلى ذلك، عليهم أن يدركوا أنهم جميعاً هنا كقوائم هدفهم الأول والأساسي خدمة الجموع الطلابية ومن ثم المساهمة في خدمة الوطن، وعلى القائمة أن تدرك هذا الشيء، وأنها حتى لو خسرت فلا بأس، فالقائمة التي فازت ستحقق تلك الأهداف ويجب تقبل النتيجة بروح رياضية.
في الختام، فقدان الوعي الانتخابي والمنافسة الشريفة هو السبب الرئيسي للعنف الطلابي، لذا يجب توعية الطلبة من هذه الناحية، وكل طرف عليه أن يحترم الطرف الآخر، ويفضل أن الكل يتكلم باسم الكويت فقط ومن يفتقد الوعي الانتخابي والمنافسة الشريفة فليبتعد عن الانتخابات ولا يعكر صفوها.
