قسم السلايدشو

دراسة جامعية تحذِّر: %62 من أسباب الإرهاب في الكويت.. تساهل الحكومة!

  

القبس – كشفت دراسة جامعية حول الدوافع الاسرية والمجتمعية للسلوك الارهابي ان %62 من دوافع الارهاب يرجع الى تساهل الحكومة في قمعه!

واضافت الدراسة التي أعدتها استاذة قسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في جامعة الكويت د. هيفاء الكندري، والتي اجريت على عينة شملت 505 من الافراد رأى الآباء والامهات الكويتيين ان %59 من الدوافع الاجتماعية للسلوك الارهابي تكون بسبب قلة عدد المؤسسات التي تتبنى آراء الشباب وحاجاتهم، لافتة في الوقت نفسه الى انشغال الدولة بقضايا اهم من الشباب، كذلك ضعف الرقابة على الانشطة الدينية، وقلة فرص الشباب في المشاركة في تطوير المجتمع، وانتشار عدد كبير من الدعاة الاسلاميين.

واوصت الدراسة الى عدة امور مهمة، ابرزها ضرورة التدخل الحكومي السريع للحد من النزاع المستمر مع اعضاء مجلس الامة، ومحاولة التوصل الى قانون رادع لمعاقبة مرتكبي العمليات الارهابية وقمع الخلايا الارهابية السرية التي تتبنى الشباب وتحثهم على التطرف الديني.

كما اوصت الدراسة على ضرورة تطوير وزارة التربية لمناهج التربية الاسلامية، واضافة قيم التسامح والمحبة والبعد عن مضمون الكراهية تجاه الآخرين، وضرورة تعديل مفهوم الجهاد في تفسير مناهج الدين.

ودعت الدراسة الى ضرورة تحرك هيئة الشباب والرياضة في سبيل توفير انشطة وبرامج هادفة مع التركيز على الفترات المسائية والعطل، وذلك حتى لا تستغل الجماعات المتطرفة هؤلاء الشباب وتنمي الفكر والسلوك الارهابي لديهم.

وكشفت الدراسة ان %57 من العينة يرون ان الدولة منشغلة بقضايا أهم من الشباب، فيما اكد %56 ان هناك ضعفا في الرقابة الحكومية على الانشطة الدينية.

واعتبرت الدراسة ان وجود القوات الاميركية على اراضي الكويت بترحيب من الحكومة الكويتية قد يزيد من خطر انتشار الارهاب في البلاد.
الأسرة

وفي البعد الآخر والاهم وهي الاسرة، كشفت نتائج الدراسة ان %82 من العينة يرون غياب ارشاد الوالدين للابناء من الدوافع الرئيسية للارهاب، فيما اكد %76 منهم على ضعف الرقابة الاسرية، بينما بين %72 على انعدام القدوة الحسنة. وتابعت ان %61 من الاتجاه نحو السلوك الارهابي يرجع الى التفكك الاسري بنسبة %61، وقلة الحوار والنقاش بنسبة %60، مما يفاقم تأثير المؤثرات الخارجية السلبية في الابناء بصورة اكبر، وسرعة تفاعلهم مع البيئة الخارجية اكثر.

كما بينت الدراسة ان نسبة ضعف الوعي الديني في الاسرة بلغت %76 والتفسير الخاطئ له %67، وتعرض الابناء الى التشدد الديني من الوالدين بنسبة %53، واشراك الابناء في لجان اسلامية متشددة بنسبة %55، وتعليم الابناء على استخدام القوة لإحداث التغيير بنسبة %53، والتي تؤدي الى نقل معلومات مضللة عن الدين للأبناء، وبالتالي ينتج عنها صراعات واضطرابات فكرية واستبدادية تعزز السلوك الارهابي في المجتمع.

واوضحت الدراسة ان نظام الاسرة وما يتعرض له الفرد من عنف ومعاملة سيئة كالضرب والسخرية والتهديد والاستهزاء، وسوء علاقة الوالدين أحدهما بالآخر بنسبة %31 تؤدي الى الارهاب، فيما يكون اهمال الوالدين للابناء بنسبة %65 والحرمان العاطفي %57، اضافة الى تفرقة الوالدين في تعاملهم مع الابناء بنسبة %34، قد يؤدي الى سلوك عدواني او الى عزلة.
الفرد

واما على مستوى الفرد اظهرت الدراسة ان %85 من العينة يؤكدون ان مصاحبة رفاق السوء احد الاسباب نحو السلوك الارهابي، بينما يرى %68 من العينة ان من الاسباب هو انتماء الشباب الى طوائف سياسية، بالاضافة الى اوقات الفراغ والرغبة في الانتقام.

واضافت الدراسة، ان شعور الافراد بأنهم غير قادرين على تحقيق اهدافهم وطموحاتهم يؤدي الى شعورهم بالإحباط الذي قد ينتج عنه سلوك ارهابي اتجاه الآخرين.
إعلام متطرف

واضافت الدراسة ان الكويت تشهد انتشارا للقنوات الفضائية التي يهدف بعض منها الى تعزيز الافكار الدينية المتطرفة ودعم حركات سياسية ومواقف ومبادئ معينة تستهوي بعض الشباب في الكويت وتساعد في توجههم وانضمامهم الى خلايا ارهابية، الى جانب وجود الجماعات الاسلامية ذات العمل السياسي التي تهيمن بأفكارها وتؤثر في الاستقرار البلاد.
اضطراب الهوية

واظهرت بيانات الدراسة ان الارهابيين الذين يقومون بالعمليات الانتحارية هم من فئة المراهقين والشباب الذين تكون اعمارهم في العشرينات وما دون العشرين، وفسرت ان السبب يعود الى اضطراب الهوية لدى الشباب في هذه المرحلة العمرية، والتي تستدعي الجماعات الارهابية لاستغلال هذه الفئة وتعزز هوية الارهابي لديهم.
أوقات الفراغ

واعتبرت الدراسة وقت الفراغ عاملا اساسيا لظهور السلوك الارهابي، واستشهدت الدراسة بعدة دراسات اثبتت ان هناك تزايدا كبيرا في وقت الفراغ وتصل الى اكثر من 6 ساعات، وفي المقابل الشباب يملكون طاقات هائلة يبحثون عن سبل لتفريغها، وفي حال عدم توافر الانشطة التي تساعدهم على تصريف طاقاتهم بشكل صحيح ستكون امامهم خيارات محدودة، منها مصاحبة رفاق السوء الذين يقودونهم الى جماعات دينية وسياسية متطرفة، وتسعى هذه الجماعات الى تبني افكارهم وتلبية احتياجاتهم.
المطلقات والأرامل

وكشفت الدراسة ان هناك فروقاً في دوافع السلوك المتعلقة في الفرد والمجتمع وفقاً للحالة الاجتماعية، فغير المتزوجين من الآباء والامهات (الارامل والمطلقات)، يرون عدم رضى الابناء عن الظروف المعيشية في الاسرة، وانتمائهم لطوائف سياسية ودينية على مستوى الفرد، وعلى مستوى المجتمع، فكان التشدد الديني في المناهج وانتشار عدد من الدعاة الاسلاميين وضعف الرقابة الحكومية على الانشطة.

واسندت الدراسة تلك النتائج الى المشكلات التي يعاني منها الابناء نتيجة لغياب الأب او الأم في الاسرة، بسبب الطلاق أو الترمل، فيشعر الابناء بعدم الرضى عن الظروف المعيشية لسبب او لآخر، وقد لا يجدون الرقابة الاسرية المناسبة التي تمنعهم من الانضمام الى الجماعات المتطرفة، وهذا ايضاً يجعلهم اسهل استجابة للمثيرات الخارجية كالمناهج والانشطة ذات الطابع المتطرف.
مؤسسة للأسر «المفككة»

اقترحت الدراسة اصدار مرسوم اميري لانشاء مؤسسة اجتماعية تحتضن الأسر التي تعاني من التفكك وسوء العلاقات بين افرادها، بالاضافة الى الاسر التي يعيش ابناؤها مع احد الوالدين بسبب الطلاق او الترمل، وذلك لتوجيه وتدريب الآباء والأمهات على طرق المعاملة الحسنة ومهارات التعامل بعضهم مع بعض، وطرق التكيف مع التغيرات الاجتماعية حتى لا يكونوا عرضة للاستغلال من قبل الجماعات المتطرفة.
الانضمام للجماعات السياسية

ذكرت الدارسة ان قلة البرامج الموجهة للشباب قد تساعد على انشغالهم بأنشطة غير هادفة لقضاء وقت فراغهم وسهولة انضمامهم للجماعات السياسية التي تتبنى أفكارهم وتلبي احتياجاتهم وتستغل إمكاناتهم، لتحقيق أهداف سياسية مناقضة لأهداف المجتمع.
تفسير مفهوم «الجهاد»

أوصت الدراسة بتطوير وزارة التربية لمناهج التربية الاسلامية، اضافة الى تشكيل لجان لمراقبة المعلمين والمعلمات الذين يفسرون المناهج الدينية من منظور متطرف، وخاصة فيما يتعلق بمفهوم «الجهاد».
دور الأسرة الأهم

عند ترتيب دوافع السلوك الارهابي المتعلقة بالفرد والاسرة والمجتمع من حيث الاهمية، كشفت النتائج ان الاسرة تقع في المرتبة الاولى كأهم الدوافع، يليها بعدا الفرد والمجتمع في المرتبة الثانية، وهذا يؤكد دور الاسرة في تشكيل سلوكيات الافراد وتكيفهم مع المجتمع والبيئة الخارجية.
الدعاة المتشددون.. وتصاريح «الشؤون»

لفتت الدراسة الى ضرورة تشديد وزارة الاوقاف على الندوات الدينية التي تقام في المساجد والمدارس ومراقبة الدعاة المتشددين في الدين، اضافة الى تشديد رقابة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على التصاريح التي تعطى للوافدين القادمين الى الكويت بهدف الدعوة الاسلامية وتثقيف المواطنين بتعاليم الدين الاسلامي

   
   

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock