طالبات اليمن.. يكافحن الظلام بـ«الطاقة النظيفة»
يحل الظلام فتشرع وفاء الريمى 19سنة بإشعال فانوسها الشمسى فيما تسمع فى الحى ضجة مولدات كهربائية تعمل بالوقود الأحفورى، فيما يضطر يمنيون كثر إلى شراء مولدات صغيرة لمواجهة انقطاع التيار الذى يصل أحيانا إلى 18ساعة فى اليوم.وتحاول وفاء الريمى وزميلاتها فى «كريتيف جينريشن» (جيل مبدع) وهى شركة طلابية قيد التأسيس، المساهمة فى حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائى والحد من تلوث الهواء بغاز أول أكسيد الكربون الناتج عن انتشار محركات رخيصة الثمن وغير مطابقة للمواصفات.فى 2012 ابتكرت وفاء الريمى و15 طالبة من زميلاتها فى مدرسة السيدة زينب الثانوية للبنات فى صنعاء، 3 منتجات تعمل بالطاقة الشمسية . المنتج الأول عبارة عن مظلة يحتوى سقفها على خلايا شمسية موصولة بمنظم ومقابس تمكن من شحن أجهزة الهاتف الخلوى وإضاءة مصباح صغير. والمنتجان الآخران هما مروحة تعمل بالطاقة الشمسية، وفانوس يشحن بواسطة لوح شمسى صغير يمكن وضعه على النافذة.وحازت المبتكرات على المركز الأول فى مسابقة طلابية أقيمت عام 2012 فى العاصمة القطرية، وشارك فيها طلاب يمثلون دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى مجال ريادة الأعمال.وتقول وفاء الريمى لـ«الحياة» إن المنتجات الثلاثة صنعت من طريق التجميع مع إضافة مواد للحماية والعزل لضمان سلامة شحن المنتجات بواسطة الطاقة الشمسية ، مشيرة إلى أن فكرة ابتكار أجهزة تعمل بالطاقة الشمسية طرأت لدى فريق الطالبات من وحى المعاناة العامة، وبسبب استمرار ظاهرة انقطاع التيار الكهربائى والحروب التى يشهدها البلد ما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من السكان خصوصاً من محافظتى صعدة وأبين.وفى البلد الأفقر فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يصل عدد الذين يحصلون على 2 دولار فى اليوم أكثر من 50 فى المئة من إجمالى السكان، تضاعف مشكلة نقص الطاقة من معاناة الفقراء وتعوق خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية.وتغطى خدمات المؤسسة الوطنية للكهرباء 60 فى المائة فقط من حاجة السكان المقدر عددهم 26 مليون نسمة. ويقدر متوسط استهلاك الفرد اليمنى من الكهرباء بـ 190 كيلو وات مقابل متوسط عالمى قدره 2751 كيلو وات.ويمكن للمنتجات الجديدة التى تروج لها شركة «جيل مبتكر» أن توفر للفقراء ومحدودى الدخل فرصة الحصول على طاقة كهربائية مضمونة ونظيفة خصوصاً فى ضوء ارتفاع أسعار منظومة الطاقة الشمسية المنزلية، وغياب المؤشرات على أماكن تحسن الخدمة التى تقدمها مؤسسة الكهرباء الرسمية، وارتفاع تعريفة الاستهلاك.وفى الوقت الذى يتهم فيه نظام التعليم السائد بالتخلف والافتقار لقيم حفز التفكير والابتكار تذكر وفاء الريمى أن مشروعهن ما كان ليتحقق لولا مساعدة مؤسسة «إنجاز اليمن» وهى مؤسسة غير حكومية تعنى باكتشاف ودعم الطلاب أصحاب المشاريع الريادية فى مجال الأعمال من خلال برنامج أطلق عليه «الشركة الطلابية». ويقول المدير التنفيذى لمؤسسة إنجاز اليمن ماجد الشميرى إن مشروع الطالبات المؤسسات لشركة «جيل مبتكر» قدمن نموذجا جيدا على رغم أنهن كن لايزلن فى الصف الثالث الثانوى ويعشن ظروفاً صعبة تشهدها البلاد عموماً. وأوضح الشميرى أن الطالبات تمكن من إنتاج كمية بسيطة من منتجهن وبيعها، مشيراً إلى أن نمط الإنتاج العائلى هذا يمكن أن يكون بديلاً مؤقتاً التى تتمكن الشركة من الحصول على رأس مال كاف لتدشين خط إنتاجى.وبحسب رئيسة الشركة وفاء الريمى فإن المال العائد من بيع الأجهزة المنتجة عائلياً ذهب لصالح الأشخاص الذين ساهموا فى جمع رأس المال. وفيما أشارت الريمى إلى صعوبات بعضها يتعلق بصغر سن الطالبات فى ذلك الوقت، وقلة وعى المجتمع بأهمية الطاقة الشمسية